حصص الفراغ ثقوب في الجدول الدراسي


بسم الله الرحمن الرحيم

 

سجل الاحتياط…سجل حصص الانتظار..سجل حصص الفراغ أسماء عديدة لهذه الحصص التي تثير سخط المعلمات واستيائهن رغم أنها نشأت من تغيب زميلاتهن.

 

 إن حصص الفراغ واقع ملموس تمارس وجودها بقوة على ساحة الحياة المدرسية وتمثل ثقوباً في جسر الجدول الدراسي يصعب رتقها أو إغفالها لتبقى حصص الفراغ سجلاً دائراً في غرف المعلمات يبحث عمن يفتحه ويقرأ تفاصيله.

 

حلول تعويضية:

 بعض الآراء ترى أن حصص الفراغ تمثل هدراً من وقت الطالبة ولابد من تعويض هذا الوقت المهدر لذلك جاءت هذه الآراء تطرح حلولاً تعويضية:

 

آراء المعلمات:

1-  تقديم الحصص الأخيرة أو تبديل حصص المعلمات الغائبات بحصص زميلاتهن بحيث إذا حضرت في الغد تأخذ حصص المعلمة التي استبدلت معها الاحتياط مما يفيد الجميع.

 

2-  إعطاء المعلمة التي تضطرها ظروفها للغياب الفرصة للحضور مبكراً والانصراف مبكراً أو تأتي متأخرة من خلال الاستئذان وتعطي حصصها فلا تكون عبئاً على أحد ولا تفوت الفرصة على الطالبات.

 

3-  دخول المعلمات قليلات النصاب لهذه الحصص وأن تعطى الحصص حسب التخصص.

 

أراء الطالبات حول حصص الفراغ:

ترى الطالبات أن حصص الفراغ هي فترة استجمام واستعداد لما بعدها أو استرجاع لما مضى وغالبيتهن يقضينها في حل الواجبات أو مناقشة الزميلات في أي موضوع يتعلق بالدروس أو مراجعة الدروس أو قراءة الكتب أو الحديث عن بعض الأنشطة ودور المرأة فيها أو تنظيم مسابقات خفيفة أو عقد حلقة ذكر.

 

الأهداف التي يمكن تحقيقها من حصص الفراغ من وجهة نظر المعلمات:

يمكن استغلال حصص الفراغ في شرح درس أو تمرين أو جعلها حصة تقوية للضعيفات ومسابقات أو توعية وإرشاد كما يمكن تعليم التلميذة قواعد اكتساب الثقة بالنفس والاهتمام بالنظافة والصحة واختيار الصديقة وتنمية قوة الإرادة لديها والقدرة على اتخاذ القرار السليم وأخذ رأيها في مشكلة معينة وتوفير أشرطة وأفلام متنوعة (وثائقية-علمية-لغات) لاستخدامها في حصص الفراغ وإبراز مهمة الإرشاد الطلابي وتوجيه التلميذات وإبراز مواهبهن في الرسم والكتابة الأدبية وعمل المجلات الحائطية وغيرها.

 

موقف المشرفات الاجتماعيات والمرشدات الطلابيات من حصص الفراغ:

ترى بعضهن أنهن معنيات بقضية حصص الفراغ وبإمكانهن الإسهام في استثمارها بالشكل المأمول وبعضهن يرين العكس ولكن المؤكد أنهن طرف أصيل من أطراف هذه القضية.

 

بعض آراء المشرفات الاجتماعيات حول حصص الفراغ:

ترى بعض المشرفات الاجتماعيات أنه لكثرة أعمال المشرفة الاجتماعية قد لا تستطيع دخول حصص الفراغ وإذا توفر لها الوقت فإنها تستفيد منه في توعية الضعيفات أو توجيه الفصل المشاغب أو التوجيه من ناحية الغياب المتكرر أو اكتشاف بعض المواهب ويمكن استثمار حصص الفراغ جيداً بتكليف معلمتين قادرتين على العطاء وتميلان للأنشطة ووضع جدول مشاركة مع المشرفة عن المناسبات وأعمال المدرسة وترتيبها حسب الأقرب للتنفيذ وتقوم المعلمتان بأداء هذه الأنشطة وأقرب ما يناسب هذا العمل (جمعية المناسبات).

 

أما البعض الآخر فيرين أن لحصص الفراغ دور مهم للأخصائيات الاجتماعيات فهي تساهم في تدعيم عملها حيث تجعلها تكتشف حالات الخجل والانطواء وصعوبات النطق والحالات الصحية واكتشاف مهارات التلميذات في التحدث والارتقاء إضافة للمصدر الآخر وهو المعلمة كذلك تفيدها في التفريغ الوجداني للطالبة وبالتالي تفتح ملفاً للحالات الفردية إضافة لعمل محاضرة أو ندوة مصغرة داخل هذه الحصص.

 

كيفية استثمار حصص الفراغ:

هناك تجارب ناجحة إلى حد ما في استثمار هذه الحصص من قبل المشرفات التربويات ومديرات المدارس والمعلمات فبالإضافة للاستفادة منها تعليمياً كإعادة شرح درس معين لعدم فهمه سابقاً من قبل المعلمات أو نتيجة لتأخر المعلمة في أداء الدرس وغيره، فلقد تم الاستفادة من حصص الفراغ اجتماعياً وإرشادياً في توجيه سلوك الطالبات نحو أخلاقيات وقيم المجتمع الإسلامي بالإضافة إلى مناقشة التي تسهم في تحسين الجو العام في المدرسة والتحصيل الدراسي.

 

من هنا يأتي الفراغ:

في دراسة إحصائية عن غياب وإجازات المعلمات بأنواعها أظهرت نتائج هذه الدراسة أن إجمالي أيام غياب وإجازات المعلمات بلغ خلال العام الدراسي 1417/1418ه (2.632.005) أيام في المراحل التعليمية الثلاثة (الابتدائي والمتوسط والثانوي) على مستوى المملكة العربية السعودية وقد جاءت إجازات الأمومة في مقدمة الإجازات حيث بلغت 40% من أيام الغياب ثم تلتها الإجازة المرضية بنسبة 24% ثم الإجازة الاضطرارية بنسبة 12.7% ثم الإجازة الاستثنائية بنسبة 9.3% ثم الغياب بدون عذر بنسبة 7% ثم إجازة مرافقة الزوج بنسبة 3.1% ثم إجازة مرافقة المريض بنسبة 2.4% في حين جاءت إجازة عدة الوفاة في المرتبة الأخيرة كأقل أنواع الإجازات استهلاكاً وذلك بنسبة 1.4%.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

شكر

-

سمير

16:07:07 2018-09-08

مقال مفيد