تطوير مناهج العلوم الطبيعية والتقنية والرياضيات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من أهم الأحداث التربوية التعليمية التي وقعت في ميدان التعليم: مشروع تطوير مناهج العلوم الطبيعية والتقنية والرياضيات، وقد ألقى وزير التربية والتعليم بمناسبة توقيع العقد كلمة يحسن إيراد أهم ما جاء فيها:

إن عملية تجديد المقررات والمناهج الدراسية في وزارة التربية والتعليم عملية مستمرة، وينبغي لها أن تكون كذلكº لأنها مرتبطة بمتغيرات إنسانية وعلميةº فإذا توقفت عن التغير عجزت عن مواكبة الزمان، وتلبية احتياجات المكان والإنسان. ووزارة التربية والتعليم على إدراك كامل لنقاط ضعف في المقررات لا ينفك عنها جهد البشر، وهي بحاجة دائمة إلى التصحيح والتنقيح، ولنقاط قوة لا تستغني عن الإبراز والتعزيز.

إن العقيدة السليمة، والأخلاق القويمة، والتصرفات المستقيمة هي الأس الأول لأي حضارة إنسانية هادية مهتدية، يأتي بعدها ـ وعلى الأخص في هذا الزمان ـ الأسُ الثاني: وهو العلوم الطبيعية والتقنية والرياضياتº لأنها الركن الركين للتقدم في شتى مجالات الحياة الإنسانية، وهذا أمر لا يحتاج إلى إثبات، وقد قال الشاعر: كشف البديهيات إهدار لفهم المدركين.

هذه النقلة النوعية في تطوير مناهج العلوم الطبيعية والتقنية والرياضيات، يرجع الفضل فيها ـ بعد الله - سبحانه - ـ إلى الورقة التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد، إلى قمة مجلس التعاون لدول الخليج، فتبنتها القمة، وأوصت وزارات التربية والتعليم بالسعي لتنفيذ ما جاء فيها.

سعت الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج سعيًا حثيثًا في هذا المنطلق، وبدأت بمواد العلوم الطبيعية والتقنية والرياضيات، وجندت فريقًا من المختصين مثلت فيه الدول كلها يبحث عن أفضل سلسلة من المناهج تلبي الطلب وتحقق الغاية: قام الفريق بالاتصال بالجهات المعنية، وأعلن في وسائل الإعلام المختلفة، وتقدم إليه ناشرون من مختلف أنحاء العالم، وكانت النتيجة اختيار هذه السلسلة بإجماع الأعضاء، وذلك للمزايا العديدة التي اتصفت بها، ومن أهمها:

* أنها صممت لتنمية مقدرة الطلاب كافة، فلا يقتصر تعلم هذه المواد على الطلبة المتميزين.

* دُمج الحاسب الآلي في السلسلة وأصبح جزءًا لا يتجزأ من المناهج.

* تربط السلسلة بين الرياضيات والعلوم الطبيعية والتقنية وبين موضوعات الدراسة الأخرى: كالعلوم الاجتماعية، والصحة، والتربية البدنية... إلخ.

* تشتمل السلسلة على استراتيجيات تساعد المعلمين على التعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

* تتضمن السلسلة شقًا خاصًا لإقامة الصلة بين البيت والمدرسة.

* لهذه السلسلة موقع على (الإنترنت) يحقق التواصل بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.

* يتعهد الناشر بتحديث المقررات عندما تدعو إليه الحاجة، فتظل مواكبة للجديد الذي يجب الأخذ به.

* يشمل الاتفاق تدريب المعلمين والمشرفين التربويين على عمليات: التعليم والتقويم والإشراف.

إن أجمل ما في جهودنا التطويرية أنها جهود مشتركة مع إخواننا الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج، وهذه الخطوة هي خطوة عملاقة في تطوير المقررات والمناهج والكتب وطرائق التدريس، نرجو من الله - سبحانه - أن تتم على أفضل وجه، ويعم بها النفع المأمول منها. وأن تتبعها خطوات أخرى ـ نحن في الحقيقة ماضون فيها ـ وهي: تطوير مناهج اللغة العربية وغيرها من العلوم الإنسانية لتصل إلى المستوى الأمثل الذي يحقق طموحنا، ليكون مجتمعنا جديرًا بحمل الأمانة، والانتماء إلى خير أمة أخرجت للناس.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply