مقومات الدرس الناجح


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

 

وبعد..

فالدرس الناجح هو ذلك الدرس الذي يكون فيه دور المعلم واضحًا وذلك من خلال وضوح الأهداف التي وضعها للدرس، وتكون فيه المادة العلمية معدة إعدادًا جيدًا، ويكون فيه الطلاب مهيئين للتلقي.

 

مقومات الدرس الناجح

 

المقوم الأول: أن يعرف المعلم دوره بوضوح:

إن كل ما ينبغي للمعلم معرفته عن نفسه وما يجب تقديمه للآخرين يتلخص في الآتي:

1- لماذا يُعلم، 2- ماذا سيُعَلِّم، 3- كيف سيُعَلِّم.

وهذه المعارف لن يتمكن المعلم من تقديمها بوضوح إلاَّ إذا كان مُلِمّاً إلماماً جيداً بالأهداف التربويَّة الخاصة وكيفية صياغتهاº لأن هذه الأهداف هي التي ستحدد له ما يلي:

1. لماذا يُعَلِّم ـ فهي تبين له الغرض من رسالة التعليم.

2. ماذا سَيُعَلِّم ـ وتبين له ماهية المادة العلمية المطلوب منه تقديمها وتأديتها.

3. كيف سَيُعَلِّم ـ وتبين له كيفية تأدية المادة العلمية بالطريقة والأسلوب والاستراتيجية المناسبة.

 

المقوم الثاني: الإعداد المسبق للدرس:

من المعلوم أنَّ أَيَّ عملٍ, من الأعمال يرغب صاحبه في إنجاحه لابد أن يُخَطِّط له تخطيطاً جيِّداً ومُسبقاً من جميع الجوانب.

\" وفي اعتقادنا أن التخطيط للتدريس يُمثِّل منهجاً وأُسلوباً وطريقةً يحقق الارتقاء بعملية التعليم، ويُعين المعلِّم على مُواجهة المواقف التعليمية والتغلب على صعوباتها بثقةٍ, وروحٍ, معنويةٍ, عالية، كما يُعينه في تنظيم ما يقوم به من جُهودٍ, من أجل مصلحة الطلاَّب لاستيعاب الدرس وفَهم عناصره.

ولذلك يبدو أن التخطيط للتدريس أمرٌ له أهمِّيَّته، وتنبثق هذه الأهمية في كونه:

1. يجعل عمل المعلم مُنَظَّماً مُرَتَّباً.

2. يجعل أداء المعلم بعيداً عن الارتجالية والعشوائية.

3. يقود المعلم إلى تنظيم عناصر درسه وشرحها وتوضيحها بطريقةٍ, مُنَظَّمَةٍ, ومُيَسَّرَة.

4. يجعل المعلم واعياً ومُدركاً للصعوبات والمشكلات التي تُواجهه أثناء الدَّرس، أو يَتَنَبَّأ بها، وبالتالي يعمل على تلافيها أو الحذر من الوقوع فيها.

5. يجعل عمل المعلم مُتَجَدِّداً باستمرار. ويتساوى المعلم القديم مع المعلم المبتدئ أو الجديد في التهيئة والإعداد للتدريس وإدراك أهمية التخطيط للتدريس.

ولا يُمكن الادِّعاء بأنَّ المعلمين القُدامى لا يحتاجون إلى تخطيط وإعداد واستعداد للتدريس بحكم خبراتهم وسنوات خدمتهم في التدريس، لأن التدريس عملة متجددة تتطلب الإطلاع المستمر والقراءة المتواصلة والتهيئة الكافية لِمُختلف الظروف والصعوبات الطارئة التي قد يُواجهها المعلم أثناء درسه. \"

[طرق التدريس واستراتيجياته. ص141]

 

أنواع التخطيط للتدريس:

التخطيط للتدريس ينقسم إلى نوعين رئيسيين هما.. التخطيط الذهني، والتخطيط الكتابي.

 

أولاً.. التخطيط الذهني:

إن تخطيط المعلم للدروس ذهنيّاً يُعطيه تصوٌّراً مُسبقاً عن كيفية تخطيطه للتدريس كتابيّاً.

فهو إذاً عمل يسبق التخطيط الكتابي للدروس، فخلال تحضير المعلم للدرس ذهنيّاً سوف يُفكِّر في الأهداف السلوكية المطلوبة للدرس، وفي طريقة وأسلوب واستراتيجية التدريس الملائمة للدرس.

 

ثانياً. التخطيط الكتابي:

أفضل أنواع التخطيط الكتابي هو التخطيط اليوميº لأن \" التخطيط اليومي للدروس يجعل المعلم مدرِكاً لِمَا سوف يُعطيه من موضوعات أولاً بأول، عارفاً بما له وما عليه تجاه دروسه، ويُمكنه أن يُضيف أو يَحذف أو يُعدِّل على ضوء المستجدَّات والأحداث الطارئة والجارية التي يستفيد منها كمداخل في إعطاء دروسه والتي يَتَعَذَّر إضافتها أو وضعها عند كتابته التخطيط لفترة طويلة.

والتخطيط الكتابي للتدريس يكون بالطبع في دفتر تحضير الدروس.

وأهم ما يُكتب في دفتر التحضير هو الأهداف الخاصة، لأنها هي التي تُحَدِّد للمعلم أسس التدريس (الطريقة والأسلوب والاستراتيجية (التي سوف يَتَّبِعُها في درسه.

ولذلك ينبغي على المعلم أن يعلم أنَّ هذه الأهداف التي دَوَّنَهَا في دفترهِ يجب أن تتحقق في أرض الواقع لكي يكتسبها المتعلمون.

وحيث أن وسائل تحقيق تلك الأهداف هي طريقة وأسلوب واستراتيجية المعلم في تدريسهº فإنه لابد أن يكون هنالك تكاملاً بين تلك الأسس حتى تتحقق الأهداف الخاصة المرسومة للدرس.

 

المقوم الثالث: تهيئة الطالب للتلقي:

قال عَزَّ مِن قائل: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السَّمعَ وهو شهيد) [سورة ق، آية 37 [

كيما يستطيع المعلم أن يهيئ طلابه للتلقي، فإنه ينبغي عليه أن يحقق مفهوم الآية السابقة في طلابه، والآية تدل على أن الاتعاظ والذكرى تكون لمن يتوفر فيه ثلاث شروط، وهي:

1. تفرغ القلب ـ أي الحضور الذهني.

2. تفرغ الجوارح وسكون الحواس “ السمع والبصر “ ـ أي سكونها عن الانشغال والعبث بملهٍ,.

3. الحضور الجسدي أثناء إلقاء الدرس.

فكيما يهيئ المعلم طلابه للتلقي والاستفادة، فإن عليه ما يلي:

أولاً.. أن يجعلهم حاضري الذهن معه:

وذلك بتفعيلهم وتنشيطهم معه أثناء الدرس، ولا يكون ذلك إلاَّ بتشويقهم في الدرس.

ثانيًا.. أن يجعلهم ساكني الجوارح مصغين إليه:

وذلك يكون بإزالة إي ملهٍ, يُشغلهم عن الدرس.

 

العوامل التي تُلهي وتُشغل الطالب عن الدرس:

من خلال التجربة والملاحظة، تبين أن هنالك عوامل كثيرة تُلهي الطالب عن التلقي، من أهمها:

1. أدوات الدراسة من كتاب وكراس ومرسام وقلم وما شابه ذلك.

2. توزيع الطلاب في الفصل، فقد يكون التوزيع عشوائيًّا تشوبه الفوضى وعدم الانتظام مِمَّا يكون من أهم العوامل المساعدة في انشغال والتهاء الطالب عن الدرس والمعلم.

لذلك ينبغي على المعلم ألاَّ يشرع في درسه وأدوات الطلاب أمامهم يعبثون بها كيفما شاؤوا، هذا يكتب والآخر يرسم، والثالث يتصفَّح، والرابع يُبرِي، بل عليه أن يأمرهم بعدم إخراجها إلاَّ إذا طَلَب هو منهم ذلك.

كما ينبغي عليه ألاَّ يبدأ درسه إلاَّ بعد أن يكون توزيعهم داخل حجرة الدراسة منظمًا، بحيث لا يكونوا زُمَرًا وأحزابًا يُلهي بعضهم البعض، وبعد أن يسود الهدوء من الجميع داخل الصف، وذلك يحتاج إلى جِدِّيَّةٍ, وحزم مع الطلاب، وإلاَّ أصبحت العملية فوضى.

ثالثًا.. أن يجعلهم شاهدين لدرسه:

وذلك من خلال ترغيبهم في الحضور لدرسه وتشويقهم إليهº لأن الطالب الذي يشهد الدرس بالحضور أوعى له من الذي يغيب عنه.

 

المقوم الرابع: طريقة التدريس:

طريقة التدريس هي: \" الخطوات والإجراءات المتبعة من قِبل المعلم والتي يُحاول بتسلسلها وترابطها تحقيق أهداف تعليمية محددة. \"

[طرق التدريس واستراتيجياته، صـ 83 ـ ]

وطرق التدريس تعتبر وسيلة يقوم بها المعلم لتوصيل محتوى المنهج العلمي إلى المتعلم.

 

الفاعلية في طرق التدريس:

إن العمل الذي له تأثير إيجابي هو ما يُعرف بالفاعلية في الأداء، أو الإنتاج الجيد.

فكلما نجح المعلم في التمهيد لدرسه، و تفاعل الطلاب معه، وراعى الفروق الفردية بينهم، وكانت طريقته ملاءمة لخبراتهم، واتضحت الخبرة المكتسبة لهم، وتدرج في عرض المعلومة معهم، وتمكن من مادته العلمية، وتوفرت الوسيلة التعليمية وتلاءمت مع الدرس، كلما كانت طريقته فَعَّالَة.

ولكي تتحقق جميع تلك المعايير للفاعلية لابد من تنويع طريقة التدريس، وتنويع مستويات التقويم البنائي أثناء الدرس.

 

طرق تدريس العلوم:

مقررات العلوم تحتوي على مادة علمية فيها من الحقائق الملموسة والمشاهدة في واقع حياة المتعلم، وبذلك يكون تدريس مثل هذه المقررات لا يعتمد على طريقةٍ, واحدة فقط من طرق التدريس، بل ربما يكون الاعتماد على طريقتين أو عدة طرق تتداخل مع بعضها البعض حسب موضوع الدرس، وحسب نوعية الطلاب ومدى استعدادهم، وكذلك حسب مقدرة المعلم ومقدار معلوماته وخبراته.

فعند تدريس هذه المقررات ضروريٌ جدّاً استخدام طريقة الإلقاء خاصةً عندما يُراد وعظ المتعلمين عند موقفٍ, يستدعي ذلك، ويُستخدم في هذه الحالة طريقة التحاضر التي هي طريقة من طرق الإلقاء والتي إذا استُخدمت استِخداماً جيداً فإنها تؤثر تأثيراً إيمانيّاً ملموساً.

ويُستخدم في تدريس مقررات العلوم أيضاً طريقتان أُخريان من طرق الإلقاء هما: طريقة الشرح، وطريقة الوصف، وهاتان الطريقتان تكادان تكونان مرتبطتين ببعضهما ارتباطاً وثيقاً، فما يشرحه المعلم لابد من وصفه حتى يفهمه المتعلمون فهماً جيداً، فتُستخدم هاتان الطريقتان مثلاً عند الإجابة على بعض الاستفسارات من المتعلمين، وعند تفسير بعض النقاط المبهمة غير المشروحة في كتاب الطالب، وكذلك عند وصف نتيجة أو معلومة جديدة تَمَّ التوصل إليها عن طريق استخدام طريقة الاستقراء أو الطريقة التنقيبية.

وطريقة الاستقراء تُعتَبَر من أفضل الطرق لتدريس مقررات العلوم، حيث إن أغلب الموضوعات العلمية في مقررات العلوم يُمكن التوصل إليها عن طريق الاستقراء وذلك بربط الجزئيات بعضها ببعض للوصول إلى كلية، حيث إن الاستقراء استدلالٌ تصاعدي نبتدئ فيه من الجزئيات وننتهي به إلى الأحكام الكلية، أي من الخاص إلى العام.

ونتيجةً لاستخدام طريقة الاستقراء كان لزاماً أن نستخدم طريقة القياس، وذلك لأن هاتين الطريقتين مرتبطتان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً كما هو الحال مع طريقتي الوصف والشرح، فالقياس استدلالٌ تنازلي، نبتدئ فيه من الكليات وننتهي به إلى الجزئيات، أي من العام إلى الخاص.

وطريقة القياس ضرورية عند الحصول على قواعد أو نظريات عن طريق استخدام طريقة الاستقراء، وضرورتها تتمثل في أنها تستخدم في التحقق من صدق تلك القواعد والنظريات التي تَمَّ التوصٌّل إليها، وكذلك حفظها وترتيبها.

فالقياس إذاً ينتقل فيه العقل من العام إلى الخاص، أمَّا الاستقراء فينتقل فيه العقل من الخاص إلى العام.

وفي القياس تُبسَط القاعدة للمتعلم ثُمَّ تُستَعرض الأمثلة، أمَّا في الاستقراء فتُبسَطُ الأمثلة ثُمَّ يُبحَثُ عن القاعدة.

وبذلك تكون طريقتا الاستقراء والقياس طريقتين متداخلتين متلازمتين لا يمكن الفصل بينهما، ولذلك لابد من مزجهما معاً مُبتدئين بالاستقراء ومُعقبين بالقياس.

وهنالك طريقة من طرق التدريس مهمة وضرورية من وِجهة نظري في تدريس مقررات العلوم ألاَ وهي الطريقة الحِوَارِيَّة أو طريقة المناقشة.

فالطريقة الحِوَارِيَّة يمكن للمعلم أن يدخل من خلالها في طريقة الاستقراء، فهي مدخل للاستقراء بشكل مباشر أو غير مباشر، لأنه عن طريق التساؤلات والحوار الذي يدور بين المعلم والمتعلمين ينتقل بهم من الجزئيات إلى الكليات ومن الخاص إلى العام حتى يتوصل معهم إلى صياغة قاعدة أو نظرية أو معلومة جديدة عن طريق التساؤلات بالطريقة الحِوَارِيَّة، وهذا هو الاستقراء.

فالحوار مع المتعلمين بطريقة نتوصل معهم فيها إلى جعلهم يستنتجون معلومات يعيشونها في واقع حياتهم مثل: التنفس والحركة والنمو والتكاثر ….. إلخ، ثُمَّ ربط استنتاجاتهم بقدرة الخالق - سبحانه وتعالى-، ذلك هو الاستقراء والقياس، سواءً كان ما توصَّلوا إليه من معلومات ونتائج من خلال الفَهم والإدراك أو من خلال التطبيق والتحليل.

أمَّا استخدام الطريقة التنقيبية فيكون كثيراً في تدريس الدروس العملية من مقررات العلوم، وخلال استخدام هذه الطريقة يَتِمٌّ استخدام عدة طرق من طرق التدريس مثل الطريقة الإلقائية والطريقة الحِوَارِيَّة وطريقتي الاستقراء والقياس.

 

المقوم الخامس: أسلوب التدريس:

يختلف أسلوب التدريس من معلم إلى آخر رغم أن طريقة التدريس المتبعة قد تكون واحدة، وذلك لأن أسلوب التدريس يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخصائص الشخصية للمعلم، فمثلاً:

بعض المعلمين يُدرِّس بأسلوب مباشر أو غير مباشر، والبعض يُدرِّس بأسلوب سهل ليِّن أو شديد، والبعض يُدرِّس بأسلوب متحمس أو فاتر، وهنالك من يُدرِّس بأسلوب واضح أو مُبهَم، ومنهم من يُدرِّس بأسلوبٍ, مُتأنٍّ, أو سريع … وهكذا.

وكل ذلك يرجع إلى جوانب شخصية المعلم المعرفية والنفسية والوجدانية.

ولذلك ينبغي على المعلم أن يتجنب أي عامل يُؤثر على جوانب شخصيته لكي تتحقق الأهداف الخاصة المرغوبة والمرسومة.

فمثلاً: الجانب المعرفي: إن أسلوب تدريس المعلم الذي يدخل على طلابه ولديه قصور في المادة العلمية التي سوف يُلقيها عليهم، في الغالب يَعتريه الغموض، ونجد أنه يتناول المادة العلمية بأسلوب غير مباشر وفيه نوعٌ من التعجل والارتباك، لأن فاقدَ الشيء لا يُعطيه.

ولذلك كان لِزاماً على المعلم أن يقوم بإعداد المادة العلمية التي سوف يُلقيها إعداداً جيداً يسبق دخوله على المتعلمين بوقت كافٍ,.

 

الجانب النفسي والوجداني:

وإذا تعرض المعلم إلى أي عامل يُؤثِّر على نفسيته، نجد أن أسلوب تدريسه سوف يعتريه الشدة والغلظة أو الفتور.

ومن الأمثلة على العوامل التي من الممكن أن تؤثر على نفسية المعلم ما يلي:

الجوع، والعطش، والنعاس، والهم، والغضب، والقلق، والبرد، والحر، والخوف، والابتلاء بفقدِ حبيبٍ, أو بخسارة مال، و ما شابه ذلك من العوامل التي قد تُؤثِّر على نَفسِ ووجدان المعلم.

ولذلك ينبغي على المعلم تجنب أي عامل يُؤثر على جوانب شخصيته كعدم التحضير للدرس والغضب والهم والجوع والعطش والنعاسº لكي تتحقق الفاعلية في أسلوب تدريسه.

 

المقوم السادس: استراتيجية التدريس:

استراتيجية التدريس يُقصَدُ بها تحركات المعلم داخل الفصل، وأفعاله التي يقوم بها، والتي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل.

ولكي تكون استراتيجية المعلم داخل الفصل فَعَّالَةٌ فإنه مطالبٌ بمهارات التدريس التي تم التنويه إليها في نشرة المعلم المثالي، والتي نذكرها باختصار:

الحيوية والنشاط، الحركة داخل الفصل، تغيير طبقات الصوت أثناء التحدث، الإشارات، الانتقال بين مراكز التركيز الحسية.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply