يـا شامُ حُبٌّكِ كالسَّحابِ المُنـزَلِ *** فتجمَّلـي حُلَـلَ الرَّبيـعِ وهلِّلـي
وتـأنَّقـي فالعاشقـون مـدامـعٌ *** والنَّفس تبسطُ روحهـا فتـدلَّلـي
وجـدٌ شـفيـفٌ للحبيـب ورودهُ *** صـبٌ هـطـولٌ ودٌّه فتقبَّـلـي
والـقلب يهمـي مـاؤه مترقرقـاً *** والحـسٌّ عـذبٌ كوثـرٌ فتبلَّلـي
ومـشاعـري هطـلاء يالحنينهـا *** و لـها وجيب في الفـؤاد المثقـلِ
والـعين من ماء الشعور غمامـةٌ *** شفَّـت ورفَّـت يالغيـثٍ, مقـبـلِ
والـرٌّوحُ يؤنسها تراءي من هوت *** نور الجَنَـان وبُرءُهـا إن تسـألِ
تـلقى لهيبَ الشَّوق يكوي والهوى *** يُودي به والقلـب مثـلُ المرجـلِ
لـتهيـجَ أمـواجٌ تميـدُ تتابـعـاً *** تعلو كما السَّيل المطلِّ ومـن عـلِ
هـذا ولـن يصف البيانُ مشاعري *** فالوصفُ أعجزُ بل وليس بموغـلِ
فـالشَّام روحُ القلب صوتُ وجيبِهِ *** ولها بحبي ألـفُ عشـقٍ, يغتلـي
ولـها بنبضي فوق حبـي شوقُـهُ *** ولها بروحي الرِّيٌّ مثل الجـد و لِ
مـاذا أُحدِّث عن عروس حضارةٍ, *** كتبـت مآثرهـا بسكـب قرنفـلِ
عـلـياءُ لم تُبلِ السٌّنونُ شموخَهـا *** شمَّاءُ فـوق ذرا الغمـامِ المنـزل
غـرَّاءُ ناصيـةُ الوقـارِ جبينُهـا *** عنقاءُ فـي أفُـقِ التليـدِ الأوَّل
فـيحاءُ تخضلٌّ الحياة بـذكرهـا *** لـمياء غوطتها البديعـة مشتلـي
وطـفاءُ مرآها الخمائـلُ نضـرةً *** غيـداءُ بالوجـه البهـيِّ الأكحـل
ولـقـا سيونُ كمـاردٍ, فـي كفِّهـا *** والسَّيفُ فـي يـدهِ ولـم يتحـولِ
فـد مشقُ تاريخُ الحضارة لم تزل *** والعِّزُ أنتِ وأنـتِ لـم تتبـد لـي
والـمجدُ أنتِ بلى وحلَّـةُ حسنِـهِ *** ولـك الكرامـةُ تاجهـا فتهلَّـلـي
ولـك الشموسُ ضياؤها وبهاؤهـا *** ولك البـد ورُ سناؤهـا فتكحَّلـي
ولـك الحياةُ فلا تبالـي مهجتـي *** مهما الخطوبُ تعاظمـت فتجمَّلـي
كـوني على الأيام بلسـمَ حالهـا *** أنتِ الطيوبُ وليس غيرك منهلـي
أنـت الحضارةُ يا شـآم وعينهـا *** ولقد أُُصبتُ بحبِّهـا فـي مقتلـي