ليتنا نغدو صغاراً من جديد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما كنّا صغارًا

كانتِ الدّنيا جميله

كنتُ أرنو للفضاءِ،

والسّماءِ،

والغمامِ،

عندما كان اهتمامي،

وغرامي

بالنّجومِ اللاّمعات

تُلهِمُ الشّعرَ الصّوَر..

والفراشاتُ العطاشى للرّحيق

ترقبُ العشّاقَ في عَتمِ الخَميله..

 

عندما كنّا صغارًا

كانتِ الأحلامُ تصحو

في رؤانا

ورؤانا تعزِفُ الوعدَ أغاني

وأماني

في العيونِ الحالمات

 

عندما كنّا صغارًا

كانت الأطيارُ تأوي للسّطوح

والعصافيرُ الجميله

تبتني أعشاشَها فوقَ النّوافذ

وتغنّي لحنَها الممزوجَ بالعطرِ

يتدلّى فوقَ حيطانِ المنازل

ياسمينًا أبيضَ الخدّينِ والقلبِ

يغزلُ الأنسامَ بالأطيابِ والحبِّ

حولَ أعناقِ الصّبايا

عندما تحكي المرايا

ما يُرجّى من حكايا

عن وعودٍ,، وعهودٍ, وانعتاق

ولقاءٍ,، وحديثٍ,، وعناق

في طريقٍ, ندَّ عن رَحمِ الطّفوله!

 

عندما كنّا صغارًا

كانت الأشياءُ أجمل

كانت الأيّامُ أجمل

كانت الأشجارُ أجمل

كانت الطيارُ أجمل

كانت الألحانُ في مجرى السّواقي

وخريرُ الماءِ في مجرى الجداول

كان أجمل

كان أحلى ما يكونُ

عندما ترنو العيونُ

لتناجي صورةَ البدرِ المنيرِ

في مياهِ السّاقيه

حيثُ كانَ البدرُ يلهو،

والجنادل

تَضبِطُ الإيقاعَ للماءِ النّمِيرِ

فيغنّي لحنَه العذبَ الفُرات

ويقولُ الشّعرَ في أحلى اللّغات

ماضيًا في دربِهِ

يسقي النّجومَ السّابحات

والعناقيدُ تَدَلّى

ظامئاتٍ, للشّراب

وهوَ يمضي لا يبالي

أينَ مَرساهُ ومَرسى السّاقيه!!

 

عندما كنّا صغارًا...

ليتَنا نَغدو صغارًا من جديدِ

ننسجُ الآمالَ ثوبًا من براءه

ونعيشُ العمرَ في رسمِ الخيالِ

ونرى الأحلامَ تدنو أو تغيبُ

ويطلٌّ العيدُ يُغري بالهدايا

ترسمُ الأفراحَ في وجهِ الطفولة..

ليتنا نغدو صغارًا من جديدِ

ليعودَ للدّنيا الجمالُ

وأعودَ أرنو للفضاءِ،

والسّماءِ،

والغمامِ!!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply