تماديتِ في العصيـان يا نفس فارقبي جحيماً من النيران شبّ حواليـــــــــــا
ألم ترمقي تلك الكلاليــــــــب لم تزل مقاريضها هبّت تسير حِيـــــــــــــاليا؟
أما راعكِ الزقـــــــــوم جوفي به امتلا وأسنُ الحميم من غســــاقٍ, سقانيَ
وجلدي عــــــــراه النضج هذا شواظهُ وغسلينهُ قد ســـــــال من حرّ ما بيَ
أنادي ولكن لا مجيــــــــــبَ لدعوتي: أفيضوا عليَّ الماء قد مِتّ ُ صاديــــــــا
وجمرةُ قعر النــــــــار تجذب منسمي تطير بلبّي من عقــــــــــــــاب بدا ليَ
أصيح وأبكي كالثكـــــــــالى ودمعتي تقطع أنفاسي شهيقاً تتـــــــــــــــالياً
ولي في البُكا ندبُ العويـــــل وصرخة تمزّق في دار الكلام حبــــــــــــــــاليا
زبانيةُ الأهوال هاهم تريــــــــــــــنهم يجرّونني في النار ندمانَ بــــــــــــاكياً
ألا فاشفقي يا نفسُ لستُ بقــــــادرٍ, على أن تشاكي كيف لو عشتِ حاليا
وإني أراكِ تعرضيــــــــــــنَ عن التقى كأنكِ لا تدرين جهلاً مـــــــــــــــــآليَ!
تطيعينَ شيطاناً أحبكِ عنـــــــــــــــوة فراح يدسّ السمّ يُغوي فــــــــــؤاديَ
سقاكِ بمعسول الحديـــــــــــث تغزلا فلبيتُ ما أملى هيــــــــــــــــاما برانيا
وإن لم تكفِّي عن هـــــــــــواكِ لكيدهِ جنيتُ المعاصي بالتستر خــافيـــــــــاً
أثمَّ إذا مــــــــــــــــا قد زللتُ منعتني عذابا عسيراً .. هل ذكرتِ قوافيــــــــا
إذا كان سلطان الهوى زيـــــــف واعدٍ, فميعاد ربي قد تبرّأ خاليـــــــــــــــــــا
ووعد الجليل جنةٌ طـــــــــــال عرضها كخطين سارا في السطــــــوح توازيا
هنالكَ ما لا يمكنُ العيــــــــــن وصفهُ ولا أذُنٌ صاخت لمـن كان صــــــــاغيـاً
ملاط القصـــــــــور أذفر المسك نفحةً وحيطانها الإبريــــــــــز مع فضةٍ, هيـــا
وحصباؤها اليـــــــــــــاقوت أنعم بتربةٍ, منَ الزعفران قد أهـــــــاجت خياليــــا
وأنهارهـــــــــــــــــــا ماءٌ فراتٌ مرجرجٌ وأنهار خمرٍ, تنعشُ الآنَ بــــــــــــاليــــا
ومن لبنٍ, أخرى عظيــــــــــــم مذاقها ومن عسلٍ, تلكم حلا الشهد صافيــــا
وحور الجنـــــــــان في الخيام تقصّرت لأزواجهنّ اشتقنَ عشنَ صواديـــــــــا
وفيها وفيــــــــــها من مسرّات أنفسٍ, عديدٌ من اللذات أروت أمانيـــــــــــــــا
وإن شئتِ يا نفسُ الزيـــــــــادة بهجةً ترينَ إلهي من عباده دانيـــــــــــــــــا
وما قد أحبّ العبدُ شيــــــــــئاً كنظرةٍ, إلى الله ما أحلاهُ هذا التلاقيــــــــــــا
أسائل نفسي في القرارة أدمعــــــــا فتأبى وتبقى في الإباء كما هيـــــــــا
تقول: عصيَّ الدمع مـــــــــا لكَ حيلة إذا لم تجاهدني غدا الحوبُ دائيـــــــاً
لعمري جهــــاد النفس صعبٌ مراسهُ بديمومة الأفعال نلتَ دوائيـــــــــــــــا
فكن عـــــــــــــــــاملاً لله سرّاً وجهرةً وكن عابداً تحيي قياماً ليــــــــــــــالياً
وكن عالماً ما اسطـعتَ فالعلم سؤددٌ تصير سخيَّ الدمع بالكلّ هـــــــــامياً
وحسبكَ أنّ الله يقبلُ تـــــــــــــــــوبةً إذا صدقت عيناك تبكي الخواليـــــــــا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد