بكيت حتى بكى من رحمتي الطلل***ومن بكائي بكت أعداي إذ رحلوا
يا منزل الحي! أين الحي قد نزلوا؟ ***نفسي تساق إذا ما سيقت الإبل
أنعم صباحاً، سقاك الله من طلل***غيثاً وجاد عليك الوابل الهطل
سقياً لعهدهم والدار جامعة***والشمل ملتئم والحبل متصل
فطالما قد نعمنا والحبيب بها***والدهر يسعد والواشون قد غفلوا
قد غير الدهر ما قد كنت أعرفه***والدهر ذو دول بالناس ينتقل
بانوا فبان الذي قد كنت آمله***والبين أعظم ما يبلى به الرجل
فالشمل مفترق، والقلب محترق***والدمع منسكب، والركب مرتحل
كأن قلبي لما سار عيسهم***صب به دنف أو شارب ثمل
لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم***وثوروها وسارت بالهوى الإبل
وقلبت من خلال السجف ناظرها***ترنو لي، ودمع العين منهمل
يا حادي العيس! عرج بي أو دعهم***يا حادي العيس في ترحالك الأجل
إني وحقك لا أنس مودتهم***يا ليت شعري لطول العهد ما فعلوا؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد