أيـن يـا قـلـبُ وقد أمضيتَ شأوا *** مـن لـيـالـيك، وظلٌّ العمرِ يُطوَى
وتـحـامـلـتَ عـلـى جـرحٍ, لـه *** شـدوُ نـفـسٍ,: كـلٌّـه همٌّ و شكوى
وانـقـضـت سـتـون أو كادت على *** زفـراتٍ, أعـقـبـت مُـرًّا وحـلـوا
وتـلـجـلـجـتُ، ولـكـن لم أعش *** مـثـل مَـن عـاشـوا مع الأيامِ لهوا
وتـلـفَّـتُ، وفـي الـيُـمـنى أرى *** مـن يـقـيـنِ الـقلبِ بالرحمنِ دلوا
يـرتـوي مـنـه فـؤادي إن طـغى *** وهـجُ الـغـربـةِ عـدوانـا و غلوا
مـا تـنـاءى لَـثَـقُ الـيُـمـنِ الذي *** غـشـي الروحَ ولا في الصدرِ أخوى ( 1)
حـيـثُ أهـفـو فـالـمضيئاتُ على *** جـانـبَـي راحـلتي...تسرعُ عدوا
*** *** ***
مـا تـثـاقـلـتُ فـديـنـي وَزَرِي *** مـنـه إن طالَ السٌّرى أُسقَى و أُروَى
وأحـسٌّ الأمـنَ يـسـري فـي دمي *** مـن جـنى أمسي، ويمحو البِرٌّ شجوا
والأزاهــيـرُ الـتـي فـاحَ بـهـا *** ذاتَ يـومٍ, حـقـلُـنـا المعطاءُ عفوا
لـم تـزل تـغـمـرُ روحـي عـبقا *** مـا سـواه الـروحُ طولَ العمرِ تهوى
كـم أتـت مـن راحـتـيـهـا حللٌ *** تـمـنـحُ الـمـجدَ لهم حضرا و بدوا
مـن غـراسِ الـشـرعةِ البيضاءِ قد *** أغـنـتِ الـنـاسَ من النعماءِ صفوا
كـيـف عـافـوا طهرَ أشذاءِ الهدى ؟! *** وارتضوا رجسَ الهوى من دون جدوى؟
وتــعـاووا فـي ضـيـاعٍ, دامـسٍ, *** وامـتـطـوا ما زيَّفوا وهمًا و بلوى
فـي مـصـابٍ, فـاغـرٍ, فـاهُ عـلى *** بـابِ شـؤمٍ, بـالـتـبـاريحِ تلوَّى !
*** *** ***
هــوذا نـبـضُ فـؤادي لـم يـزل *** بـالـمـثـاني... ملأ الصَّدرَ و دوَّى
وطـمـوحٌ لـم يـزل يـسـقـيه من *** فـيـضِ إيـمـانـيَ إشراقا و نجوى
قـطـراتٍ, عـذبـةَ الـرَّشـفِ على *** خـطـوِ مـشـتـاقٍ, جلا الآفاقَ زهوا
مـن رضـا الـرحـمـن تحثو راحُه *** جـلَّ ربِّـي... خـلقَ الخلقَ و سوَّى
فـامـضِ يـا قـلـبي ولا تركن إلى *** عـبـثٍ, يُـزوَى إلـى الخالين سلوى
إنَّ مَـن يـنـسـلٌّ مِـن حـانـوتِـه *** لـم يـجـد فـي غيرِه خبزًا و حلوى
قـد مـضـى الـعـمرُ حثيثًا لم يقف *** عـنـدَ زيـفٍ,، أو إلـى الزينةِ ألوى
صـاغَ لـلأُمَّـةِ شـعـرًا صـافـيـا *** وتـخـطَّـى مـلـعبَ العانين بأوا ( 2 )
فـي الـدواويـن الـتـي سـطَّـرها *** شـوقُـه الأسـمـى إلى العلياءِ قُنوا ( 3 )
لـم يـزل تـحـدو وتـحـدو حـوله *** هـمـسـاتُ الـفـجرِ بالقرآنِ نشوى
وأبـى الـنَّـسـجَ عـلـى مـنوالهم *** وارتـقـى بـالآيِ تـوحيدا و صحوا
إنَّ مَـن ضـيَّـعَ فـي الـتـيهِ النٌّهى *** لـم يـكـن في السعيِ نحوَ الخيرِ كُفوا
والـهُـويَّـاتُ الـتـي اخـتلَّت على *** مـنـهـجِ الـرِّدةِ لـم تـستهدِ ربوا ( 4 )
وأسـالـيـبُ الأفـاعـي اضـطربت *** عـبـثـا تـلـك الأسـالـيبُ و نزوا
تــعـسَ الإلـحـادُ سـمًّـا قـاتـلا *** لأولـي الإلـحـادِ لم يبرح و نجوا )5 )
ديـنُـنـا الأعـلـى مـنـيـعٌ ثابتٌ *** فـي مـغـانـيه وحقلُ الكفرِ أحوى ( 6 )
مَــن رأى أُمَّــتَـه مـنـكـوبـةً *** فـي هـجـيرِ الخطبِ بالأوجاعِ تُشوى
هـجـرَ الـسَّـعـيَ إلـى بـطلانِهم *** واكـتـفـى بـالـحقِّ نبراسا ومأوى
عـافَ رجـسَ الـبـغـيِ لايلوي إلى *** هــرجِ الأوبـاشِ أو أزجـاه شـدوا
أذنَ اللهُ بــأن نــطـويَـه *** وعـلـيـه الـسَّـخطُ الموعودُ أهوى
فـقـدُ مـا نـمـلـكُ مِـن عـزَّتِـنا *** لـم يـكـن مـنَّـا وحـقِّ اللهِ سـهوا
*** *** ***
مـوطـنُ الـخـبـرِ الذي يأبى الونى *** لـم يـزل لـلـعـزمِ و الأمجادِ يهوى
ولـه فـي كـلِّ صـوبٍ, جـحـفـلٌ *** يـقـطـعُ الـوحـشة رغمَ القيدِ حبوا
ويـرى فـيـه الـربـيـعَ الـمجتَنَى *** يـمـنـحُ الـمقوين في الأرزاءِ صفوا
مـغـدقًـا... يـسكبُ من دلوِ المنى *** لأولـي الـصَّـبـرِ فـأغناهم و أوفى
ربِّ تِــقـنـا أن نـرى جـنَّـتَـه *** يـومَ تـزجـي مـن شميمِ الفخرِ شذوا
لـم تُـصـوِّح ويـحـهـم أربُـعُـنا *** تـلـك والله لأهـلِ الـزورِ دعـوى
ــــــــــــــــ
الهوامش:
1 لَثَق اليُمن: نَداه و طيبه
2 بأوا: فخرا و رفعة
3 قُنوا: عُلُوًّا وارتفاعا
4 ربوا: عالية
5 نجوا: قطعا و بترا
6 أحوى:أسود، محترق
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد