النفس العذراء

3.6k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لعبت به وبقلبـِه الأهـــواءُ *** وتبرّجت في دربِه الظلماءُ

هو لم يكن يصغي لداعيةِ الهوى *** هو مؤمنٌ، هو حازمٌ، هو لاءُ

لكنّه في غفـــــوةٍ, ما قالها *** لا..لم تقلها نفسهُ العذراءُ

لــهفي له! هل غرّه إحسـانُه *** أم غرّه أنّ الجمـالَ سواءُ

لـــهفي له! ما ضَرّه لو أنه *** حذر الجمالَ يشوبُه الإغواءُ

ما كان أغنى قلبـَـه عن نظرةٍ, *** مسحورةٍ, في كأسها الأدواءُ

كانت رؤاهُ تجوبُ آفــاقَ الدنا *** فمداه إن خفقَ الجناحُ سماءُ

النسرُ تقطرُ في السفوح جراحُه *** وجناحُـــه متناثرٌ أشلاءُ

هوَ ذاك يرنو للذٌّرا في حسرةٍ, *** وتحـثّه للعـودة الأمـداءُ

ما عاد يسمعُ خفقةً لجناحــه *** مهما دعتـه لساحها العلياءُ

هو ذا يناجي النفسَ في سبَحاته *** يا نفسُ مهلاً فالسرابُ هواءُ

يا نفسُ رفقاً قد أطلتِ غوايتي *** وصنعتِ ما لا يصنعُ الأعداءُ!

هو لم يكن يدري بعاقبة الهوى *** فتلاعبت بفـؤادِه الأهــواءُ

لهفي له! ما ضرّه لو قـالهـا *** لو قال: لا، يا هذه الحـسناءُ!


السابقدمشقية
التاليما ذنبنا
أضف تعليق