عندما يسأم الشعر

5.6k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هـذي الـجراح التي ما عدت أخفيها *** ضـجّـت، فبانت سنان غيّبت فيها

يـا شـعـر دعـها تبثّ الشكوَ نازفة *** فـلـم تـعـد نـفثات الشعر تشفيها

مـلـت قصائدك العصماء من شجن *** طـاغٍ,، وكـلّت من الشكوى قوافيها

واخـلـولـقـت فـيك أثواب مجدّدة *** إذ رثّ سـابـغها، نسجاً، وضافيها

ولـو مـلـكـت عقود الضاد تنظمها *** زلـفـى لأفـئـدةٍ,، مـا لان جافيها

فـالـرعـد فـي أمةٍ, صماء مضيعةٌ *** كـأنـه هـمـسـةٌ فـي أذن غافيها

والـنـار فـي الشّمم المهدور خامدةٌ *** لأن مـاء هـوانٍ, كـان يـطـفـيها

يـا ضـيعة الحرف ألقيه على ورق *** يـسـومـه الـذلّ تـشويهاً وتسفيها

ويـا شـقـاء أحـاسـيسي وأخيلتي *** إن صـدّ عـنـهـا يراعي لا يوافيها

مـا لـلأمـاني بعين الرّيب تلحظني *** تـكـاد تـصـرخ بـي أني أجافيها

تزاحمت في خضمِّ النفس واصطرعت *** فـغـاب غـارقـها عن عين طافيها

ومـا يـنـابـيـع غـايـات مكدرة *** قد غاض في ظلمات الخطب صافيها

حـتـى إذا بـاتت الغايات يرصدها *** ريـان، يـمـنـعها عني، وينفيها

وتـمـلأ الـكـأس لي رقطاء ناعمة *** ولـم تـزل قـطـرات السمّ في فيها

ضربت في الأرض أطويها على ظمأٍ, *** إذ الـشـراب سـراب فـي قـيافيها

ويـح الـنـسور إذا هِيَضَت قوادمها *** فـذاقـت الـذل، في سفح، خوافيها

وويـحَ روضٍ, مـن الآمـال تصفعه *** ريـح الـهـوان، وتـذروه سواقيها

مـا أمـة نـام فـي الـجنات رافلها *** وسـار فـوق لظى الرمضاء حافيها

إن غـاب زادٌ فـإن الـهون يطعمها *** أو غـار نـهـر فـإن الوحل يكفيها

طـفـقـت أبحث عن عذر يطهرها *** إن كـان عذرٌ، من الإذلال، يعفيها

وكـيـف ألـقـاه في قوم يطيب لهم *** عـيـش يـسـيغ لهم ليناً وترفيها!

يـا شـعـر دعـهـم لآمال تراودهم *** إن كـان واعـدهم، بالمطل، يوفيها

دع الـسـفـيـنة في هوجاء عاصفة *** إذا الـربـابـن ضـلّت عن مرافيها


السابقالحقيقة
التاليإلى أم أنس
أضف تعليق