هـذي الـجراح التي ما عدت أخفيها *** ضـجّـت، فبانت سنان غيّبت فيها
يـا شـعـر دعـها تبثّ الشكوَ نازفة *** فـلـم تـعـد نـفثات الشعر تشفيها
مـلـت قصائدك العصماء من شجن *** طـاغٍ,، وكـلّت من الشكوى قوافيها
واخـلـولـقـت فـيك أثواب مجدّدة *** إذ رثّ سـابـغها، نسجاً، وضافيها
ولـو مـلـكـت عقود الضاد تنظمها *** زلـفـى لأفـئـدةٍ,، مـا لان جافيها
فـالـرعـد فـي أمةٍ, صماء مضيعةٌ *** كـأنـه هـمـسـةٌ فـي أذن غافيها
والـنـار فـي الشّمم المهدور خامدةٌ *** لأن مـاء هـوانٍ, كـان يـطـفـيها
يـا ضـيعة الحرف ألقيه على ورق *** يـسـومـه الـذلّ تـشويهاً وتسفيها
ويـا شـقـاء أحـاسـيسي وأخيلتي *** إن صـدّ عـنـهـا يراعي لا يوافيها
مـا لـلأمـاني بعين الرّيب تلحظني *** تـكـاد تـصـرخ بـي أني أجافيها
تزاحمت في خضمِّ النفس واصطرعت *** فـغـاب غـارقـها عن عين طافيها
ومـا يـنـابـيـع غـايـات مكدرة *** قد غاض في ظلمات الخطب صافيها
حـتـى إذا بـاتت الغايات يرصدها *** ريـان، يـمـنـعها عني، وينفيها
وتـمـلأ الـكـأس لي رقطاء ناعمة *** ولـم تـزل قـطـرات السمّ في فيها
ضربت في الأرض أطويها على ظمأٍ, *** إذ الـشـراب سـراب فـي قـيافيها
ويـح الـنـسور إذا هِيَضَت قوادمها *** فـذاقـت الـذل، في سفح، خوافيها
وويـحَ روضٍ, مـن الآمـال تصفعه *** ريـح الـهـوان، وتـذروه سواقيها
مـا أمـة نـام فـي الـجنات رافلها *** وسـار فـوق لظى الرمضاء حافيها
إن غـاب زادٌ فـإن الـهون يطعمها *** أو غـار نـهـر فـإن الوحل يكفيها
طـفـقـت أبحث عن عذر يطهرها *** إن كـان عذرٌ، من الإذلال، يعفيها
وكـيـف ألـقـاه في قوم يطيب لهم *** عـيـش يـسـيغ لهم ليناً وترفيها!
يـا شـعـر دعـهـم لآمال تراودهم *** إن كـان واعـدهم، بالمطل، يوفيها
دع الـسـفـيـنة في هوجاء عاصفة *** إذا الـربـابـن ضـلّت عن مرافيها