نداءٌ يتردد صداه من قيعان الشتات الفلسطيني..
نداء ذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد... !!
في غُربَــةٍ, كَلَيلَـةٍ, مبتورةٍ, أطرافُهـا! مِثـلُ الزَّمَــن... ! وأنا الغريب في دياجير السٌّهاد...
دَومــاً تُعَربِـدُ فيَّ أهـوالُ المِحَـن.... ! أمضي بِـلا راعٍ, ولا مَرعَــى ولا أُنسِ الوطــن.. !!
* * *
يا سائلي عن سِـرِّ أسرارِ الوطــن.... ؟؟
! وعن الذين تغافلوا حَتَّــىَ تعاظمت الفِتَـن... ؟!
وعن الذين تخاذلوا... حَتَّــىَ تَبَدَّدَتِ الأمَــانِيٌّ الحِسَــانُ... وقيل بُعــدًا لِلوطــن... ؟
* * *
بِالأمسِ كــانَ لَنـا وَطَـن... ! رُوحٌ وريحـانٌ وأوديةٌ مبــاركةٌ... فيهــا غِراسُ المَجــدِ مَفخَـرةُ الزَّمَــن.... !
وحضارة الإنسان قامت ها هنا.. والقدسُ والإسراءُ والأقصـىَ.. وألطافُ المِنَــن... !
يا لِلوطــن! يا لِلوطــن... !! كَـم ظَـلَّ مرفــوع الجَبِيــنِ... وبَأسُهُ رَهـبٌ لِذِئـبٍ, غَـادِرٍ,
.. وَنَذِيــرُ مَوتٍ, يشتهــي فَتكـاً بِخِنـزيرٍ, جَبِـن... !
* * *
واليوم تَرقُـصُ مِن حَـوالَيهِ المنايا والإِحَـن... !! وتَسَوَرَته عُصَـابةُ الشَّيطــانِ بَثَّـت بين أهليه الوَهَــن... !
وتُرَاودُ الغَفــلانَ عن دارٍ, وأَرضٍ, بالثَّمَـن... ! إنظُـر بِرَبِّـكَ ما الثَّمَـن؟!
كأسٌ.. وغانية الخَنَـا.. ودَرَاهِـمٌ مَعدُودَةٌ... يَجـري بِهــا رِيـقُ الذي يُرغِي كجروٍ, لاهـثٍ, خَلـفَ النَّتَــن...!
* * *
أَمَّـا الذي في قلبه تحيَّـا القضيةُ: ليس يرديه الشرابُ وليس يغريه السرابُ وليس يرضي بالدَّنِيَّـة... !
ويَصيــح.. يصرخُ مِلءَ فِيـه فِيِمَـن تَصَبَّــح بالخطــوبِ.. وبَاتَ مُلتَحِفـًا بَلَـيَّه... !
الوَهــنُ في أسفارنا: شَـرُّ وعــارٌ ليس يُغنِـي في البَلِيَّـه... !
فلِـمَ الخضــوع.. لِـمَ الخنُــوعَ.. لِـمَ التَّوَجٌّــع والتَّذَرٌّع.. والتَّعَــذٌّر بِالفِتَــن... ! فأنا وأنت وكلنــا... إبن الوطـــن... !!
* * *
يا جَوقَـةَ الغُرَبــاءِ غَنِّـي لَحـنَ أُغنِيَـتي القديــمة.. واحثـِي على أحزاننــا صَبراً لِيَغذُونـا عَبِيــراً
مِن أدِيمَـــه غَنِّـي لِتَنقَشِـعَ الكُروبُ.. وَتَنجَلِي أبَـداً مآسِينا الألِيِمــــه.. !
غَنِّـي لِنَحيَــا بِالآمــالِ الخُضــرِ والولَــعِ المُغَذَّى مِن حَنِيِــن العَــودِ يُصلِينــا حَمِيمَــه... !
غَنِّي لِنَحيــا حُلمَنــا المسكون في طَيِّ القلــوب وفي الضَّمــائر والمشاعِرِ والعواطِفِ والمَـلامِــحِ والسِّحَــن... !
فَغَــداً يَؤوبُ الحِـبٌّ لِلرٌّكـنِ الشَّدِيــدِ.. فَغَرِّدي لَحــنَ الشَّهــادة والوَفــاءِ..
غَنِّـي لَنـا لَحـنَ البطُــولة والإبـــاء..قُولِي لِغِـرِّيـرِ المُنَــى..طِفـلُ الحِجَــارةِ قَـد بَنَــى شَكــلاً جديــداً لِلوَطَــن... !
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد