قالوا انجلى ذا الـبرقُ والرَّعدُ *** بالـغيثِ قطراً دونهُ الشـهدُ
و اعذوذبت أيَّامُنــا وبــدا *** وجـهُ السَّمــاءِ كأنَّهُ الوردُ
وبه النــَّدى ينـهـلٌّ في وَلَهٍ, *** عرسُ اللقاءِ الشوقُ والوجدُ
وتلألأت بشـــرى بساحتنـا *** لما تهادى النـورُ والسـعدُ
لما تبدَّى الغـيـثُ مُنهَمـراً *** والشَّمسُ عسجدٌ هديها عقـدُ
وانساب يا ربَّـاه في مُهَــجٍ, *** روضٌ غذاهُ الحبٌّ والــودٌّ
والأمٌّ دوحُ الطـٌّهر وا لَهَـفي *** فيضُ العطا والخـيرُ والرِّفدُ
فالأرض حولي كالجنانِ غَدَت *** ساحُ الرَّبيعِ الطـَّلقِِ تـمتدٌّ
والوجـهُ جوريٌ بفرحتِـهِ *** يـا للـفؤادِ وحُـبّهُ وَقــدُ
والطَّيرُ غرَّدَ والصَّفاءُ هَمَى *** والنَّفـسُ ترجمَ حالـَها القَـدٌّ
وتمايلـت أرواحُـنا طَرَباً *** حِس ٌحـَكَاهُ الـوردُ والـخَـدّ
والقلبُ مغشيٌ يهيمُ هوًى *** والصَّدرُ جوقـةُ عَـزفِهِ سـَعدُ
كلٌّ الدٌّنـا قد أشرقت وبَدَت *** فيها السـَّـعادةُ مالهـا حـدٌّ
والـبـدرُ ما أبـهاهُ في أَلَـَقٍ, *** يـهدي سـناهُ كأنهُ قَصـدُ
أما النٌّجوم فأقـبـلت جـَزَلاً *** حولَ الولـيد ِبـريـقُها يبدو
والكلٌّ زغـردَ والـعيـونُ هَمَت *** لما بدا في حِـضنِنا الـسـَعدُ
يا ربِّ هذا الفضلُ مِنك بـدا *** كـيف السَّبيل ومـاله رٌّد؟!
نبضي إلهي الشٌّكرُ دندَنَـهُ *** والـرٌّوحُ نبرةُ حِسهـا عَهدُ
والنفسُ تقلبُ كالمجن خُطا *** فـاغِـفـر إلهي إننَّـي عَـبـدُ