بكى الغيور

4.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت بالدم لا بالحبر ما كتبا *** واغرورق الدمع في عيني وانسكبا

تدفق الشعر والأفلاك واجمة *** والبدر منكسف والطالع احتجبا

في أي عصر أنا يا قوم أمتنا *** وباتت على وتر واستهوت الطربا

ماذا سأكتب فالأقلام حائرة *** والجرح منتكئٌ والحبر قد نضبا

والأمن موعده حبر على ورق *** كوعد عرقوب ما أملى وقد كذبا

فكيف أكتب عن طفل وقد خجلت *** منه الحروف وماج الشعر والطربا

والجوع أنحله والغدر شرده *** والفقر أتعبه والجارح انتصبا

مطأطئ الرأس والعينين شاخصة *** والنصر منتظم والموعد اقتربا

حان الرحيل أيا صحراء فانتجعي *** فما الحياة لطفلٍ, عاش مغتربا

يكابد الظلم والمأساة تلفحه *** والطفل في رمق يستنجد العربا

مخالب النصر وا غوثاه قد برزت *** وجارح النصر وارحماه قد تعبا

ماذا سيأكل أعظاماً وقد هزلت *** أو المفاصل أما الجلد قد عطبا

هل أنت يا نسر فرعون وأبرهة *** أكاد أجزم أن الشعر ما كذبا

أم أنت يا نسر شارون وزمرته *** ما لي أراك لأرض العرب مغتصبا

أم أنت يا نسر أمريكا أتوعدنا *** أين الوعود وعز القدس قد سلبا

هل يشتكي الجوع والظلماء تدهمه *** أم يشتكي الخوف والقناص قد وثبا

أم يشتكي اليتم لا أمٌ تلاطفه *** أما أبوه بكف الغدر قد صلبا

أم يشتكي البرد لا ثوب وقد رجفت *** منه المفاصل والمليار قد شجبا

أم يشتكي فرقة بتنا نكابدها *** عذابها إخوة الإسلام قد وصبا

وا لهف نفسي على الإسلام وا أسفا *** بكى الغيور على الإسلام وانتحبا

تكابد الظلم والإسلام مغترب *** وحامل الدين في أيامنا اغتربا

أقول ما قلت لا يأساً يخامرني *** فالناصر الله والميعاد قد قربا

نحن الأسود إذا ما الحرب قد برزت *** نسل فيها إذا ما ازورّت القضبا

تبقى الأسود وإن كلّت مخالبها *** تلقى الفريسة في أنيابها العطبا

مزجت بالدمع أبياتي وقافيتي *** وما البكاء معيد للذي ذهبا

وما التوجع إن عانيت من حرق *** يعيد في القدس أو بغداد ما خربا

نيل الشهادة درب ليس يبلغه *** إلا الذي للحسان الحور قد خطبا

نيل المفاخر تاجٌ ليس يلبسه *** إلا الذي من حياض الدين قد شربا

درب الكرامة صرح ليس يركبه *** إلا الذي فوق صرح المجد قد ركبا


أضف تعليق