الغائبون

2.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

تسربلوا إيمانَهم وانتضـَـــوا *** لمبتغاهم كلَّ شوقٍ, صــقيل

شدّوا على الأكوارِ عزمَ السرى *** وزادُهم حزنٌ وصبرٌ جمــيل

تلفّتوا حيناً وما ودّعــــوا *** والصمتُ معنًى للوداع النـبيل

لمّا أداروا ظهرهم للقـــرى *** تيقّنت أن الرحيلَ الرحـــيل

كأنّما شــمسَ الضحى بعدهم *** مسمولةٌ والبدرُ طـرفٌ كلـيل

***

قـال الـذي ألوى بآثـارهـم *** وبات يستجدي نحيبَ الطلـول

ما مـنزلٌ مسـّــتهُ أخبارُهم *** إلا تلظّت فيه نارُ العــويـل

ما طـلحةٌ مـروا بها غــدوةً *** إلا أعادت حشرجاتِ النخيــل

كانوا الندى..كانوا اشتعال الرؤى *** في ليلنا..كانوا عبيرَ الحقــول

كانوا غناءَ النجـمِ في عرسـه *** كانوا حديثَ الهيل للزنجبــيل

كانت خطاهم أنجـماً في الدّجى *** كانت رؤاهم منبعاً للأصــيـل

مـروا على (ثهلانَ) فانتابـهم *** شوقٌ وطال مكثُهم في(الدخول)

تـزودوا بالنـورِ مـن يثربٍ, *** حيناً وحيناً أشرقوا في (الجليل)

لم يستحل أمـرٌ على عزمـهم *** بل إنّه يخشــاهُمُ المستحـيل

لمّا توراى الأفـقُ من خلفـهم *** علمتُ أن الدربَ ليلٌ طويــل

فما مقـامي هاهـنا فـارغٌ *** أشيع الإذلال جيــلاً فجيــل

آوي إلى جرفِ الهوان الـذي *** لمّا يزل تذروه ريحُ الخمــول

والأرضُ تبدو بعـدهم حفرةً *** ممقوتةً والكـونُ كوخـاً ذليل


السابقتعالي
التاليماتت غدير
أضف تعليق