القدس رايتنا

وقَـفـتُ بالقُدسِ فاستَشعَرتُ يا عُمَرُ *** في حُرقَةِ الوَجـدِ أمجادًا لَـنا غَـبَروا

واسـتَـجمَعَ القَلـبُ أحـزانًا تمزِّقه *** واسـتَقطَرَ الدَّمعُ وجدي وهو يَنهَمِرُ

أُسـائِلُ المسـجِدَ الأَقـصى بما فَعَلَت *** حَـبـائِلُ البَـغيِ...يا أَركانُهُ الطٌّهُرُ

مـا زالَ مِنـبَرُهُ القُـدسِيٌّ مُشـتَعِلاً *** واليـومَ من تحـتِهِ البُركانُ يَنفَجِرُ

هـذا مُـصلّى خَليلُ اللهِ مُخـتَضِبٌ *** وصَـخـرَةُ الأقـصى، باللَّـحم يَنتَثرُ

مِـمَّـن مَـغـانِمُهُ مَجـدٌ يُشـرِّفُهُ *** والـرّوحُ يَنـذُرُها... وتَصدُقُ الـنٌّذُرُ

الـنّـارُ تحصِدُهم غَـدرًا لِما قاموا *** بـالـحقِّ عُدَّتهـم في حَربِها حَجَـرُ

والـقَلـبُ ممتـَلِئٌ حُـبًا وإيمـاناً *** في صِدقِهِ شَـهِدَت لَو تَنطِـقُ الجُدُرُ

والقُـبَّة الكُبرى... والمنبَرُ المحروق *** والنّـورُ يُتلى... والآياتُ، والسٌّـوَرُ

نُعـمى لهـا تمَضي للـحقِّ راضِيَةً *** يا طيبَ مَـورِدِها، لَـو يَرجِعُ الخَبرُ

فالله غـايَـتُـها.. والبَيتُ قِبلَـتُها... *** والقُـدسُ رايَتُها.. وتَشـهَدُ العُـصُرُ

لـكِن ذَوي القُربى في أمرِهم عَجَبٌ *** قـامـوا لِنكبَـتِها شـاكٍ, ومُـؤتَمِـرُ

الـقُـدسُـ أَرَّقَهـا غَـدرٌ تُكابِدُهُ *** أحـالَـ صَفـوَ أماني أَهلِهـا كَدَر

لـكِن ذَوي القُربى في مُلكِهِم طَرَبٌ *** يَـشـدو لِنَكبَـتِهـا والكأسُ والوَتَرُ

يا قومُ قُدسي ومَسرى النّورِ في خَطَرٍ, *** يا قَـومُ قُدسي ثِيابَ الهـمِّ تَأتَزِِرُ

قاموا ذوو القُربى.. في سُرعَةٍ, حَشَدوا *** للقُدسِ مُؤتمرًا... شَـدّوا بهِ... نَفَروا

يا قَـومُ أقصـانا... عاثَت بِهِ زُمَرٌ *** وأفـسَـدَتـ حتى ناحَ بِه القَـدَرُ

أينَ ذَوو القُربى؟ في دارِهِم نَكَصوا *** مـا عادَ للـتَّقـوى في عُرفِهِم أَثَرُ!

اللهُ لـلـقِـبلَةِ الأولى وأهلـوهـا *** مـا قامَ قائِمُهُـم يَدعـو ويَصطَـبِرُ

يُطَـهِّرُ النَّفـسَ في محرابها شَـرَفًا *** وفـي الغَـداةِ يُلاقي القَومَ ما مَكَروا

فالله غـايَـتُهُ... والبَيـتُ قِبلَـتُهُ.. *** والـقُـدسُ رايَتُهُ... وليَسمَع البَشَرُ