شق نضال ثوبه المتدلي وجعل منه قرابا لسيفه
ربطه برقبته وتدلى كما الجراب في ركاب
وانطلق
أمسك نضال بقروشه القليلة في زمن الاضمحلال
وانطلق يسوق همته عالية في فضاءٍ, هواؤه مدفوع ثمنه
من همم أصحاب نضال
انطلق نضال يحث السير
وحبات العرق تحيي في النفس أمطارا ترطب جفاف الإقدام
بكى نضال
فرح نضال
اهتز نضال
فقروشه القليلة لم تنجب سلاحا
ووقف على قارعة مدينة الاستهبال يناشد السيل
المتدفق أملا وانطلق في سؤال
هل من قروش لأشتري سيفا
صمت المسؤولون
وغرق الصامتون
واستهبل المتدافعون
من نضال هذا ؟
ومن يريد القتال في مدينة الاستهبال !
ألا ترون ؟
قال نضال
هواؤنا مأخوذ
وخبزنا محروق
والعفاف مسلوب
و الحب مغلف بقشور غربية
والطين معجون بأيد جهنمية
وفرح نضال إذ رأى من على بعد مدائن التساؤل تفتح
واقترب فإذا بالعقول مشدوهة
والابتسام لأصحاب القوافي المجنونة
والسعال من صدور نفثت غلا في هوائنا فسمت واستحكمت
ومن على بعد وقرب
وأسفل وأعلى
في تلك المدائن حاول نضال استجداء الشتات
وتشتيت المتزاحمين على فتات
فلم يفد عرقه غير جفاف بحلق
وسمع الصمت على جدران الخذلان تحفر اسوداد الآمال
سمع
صمت المتدافعين
واعتلت الدهشة بريق العيون
وقالوا لأنفاسهم اصمتي
فسوف يعلمون
أننا
نوافق
أكتمي
إياك أن تبوحي
ووقف نضال يرجو سيفا لقرابه
في مدينة الاستهبال
ولا زال واقفا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد