ما مات من أحيا موات دم

2.3k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى روح الطبيب الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الذي ارتحل مساء السبت 17/4/2004م

أيـنَ الطبيـبُ لِجُـرحٍ, ما لَـهُ آسِ *** أَودى بِـهِ كلٌّ خَنَـاسٍ, و (جَسَّاسِ)

بِيـعَ الوفـاءُ كَبيعِ العِرضِ في مَـلأٍ, *** وأَفرخَ الخُلـفُ تيجانـاً على الـراسِ

لا الرأسُ رأسٌ ولا التيجانُ لامِعـةٌ *** تَكََّشفَ الصٌّفرُ عن أشتـات نحّـَـاسِ

ليتَ الكراسيَّ من عودٍ, ومن خشَـبٍ, *** قد أشعلـت جمرةً فـي ليلِنا القاسـي

وليتَ كلَّ النَّياشينِ التـي جُبِلَــت *** من دَمِنا الحُرِّ..لو تُذرى بِمِكنـاسِ

خُرسُ اللسانِ وكانوا كلّمـا خطبوا *** خاضوا البِحـارَ وسبٌّوا خِيرَةَ النَّاسِ

*** *** *** ***

(عبدُ العزيز) مضى بَرّاً بِموعِـدِهِ *** وما شفى النفسَ من(موشي)ومن(شاسِ)

(عبدُ العزيز) مضى لكنَّ رايَتـَـهُ *** أبقـى من العطرِ والأزهارِ والمـاسِ

ومن سيوفٍ, أبيَّـاتٍ, إذا التمعـت *** في طلعَةِ الشمسِ أو في مَفرِق الراسِ

أبقى الزَّعامةَ في أسنى ملامحِهـا *** قرعاً على الفاسِ لا قرعاً على الكاسِ

شقَّ الطريقَ لِركبِ الفاتحينَ ولـم *** يُغلِـق عليـهِ بِأبـوابٍ, وحُـرَّاسِ

العينُ بِالعيـنِ والأقـدارُ دائـرةٌ *** على الأخسِ خبيـثِ النفـسِ نسناسِ

لا يَصرعُ البَغيَ مِزمارٌ وراقصـةٌ *** ولا التوسٌّـلُ أنجـى قـُدسَ أقـداسِ

عبد العزيزِ وشيخُ الأشرفينَ همـا *** تـاجُ الحيـاةِ إذا قيسـت بِمِقيــاسِ

في كلِّ يومٍ, يُذيـعُ النورُ ذِكرَهمـا *** وكلٌّ فَجٍّ, يَضـجٌّ بِما شـدَّا من البـاسِ

هذي الملايينُ من (ياسينَ ) عابِقَةٌ *** عبد العزيزِ كسـاها ثوبَهُ الكـاســي

ما ماتَ في اللهِ مَن أَحيا مواتَ دَمٍ, *** وحرَّكَ العظـمَ في أعمـاقِ أرمـاسِِ

هذي الجماهيرُ تَدري من يصوغُ لها *** تاجَ الفخـارِ ومن يَزهـو بِأَجـراسِ

هذي الجماهيرُ لم تٌسلِـم أَعِنَّتَهــا *** لِبائِعـي الدَّارِ فـي أسـواقِ نخَّـاسِ

ولا لِكـلِّ بَطِيـنٍ, هـالِكٍ, سَرَفـاً *** يَطيـرُ خوفـاً إذا مُـسَّ بِمَسَّــاسِ

اَلصِـدقُ أَلَّبَهـا والزَّيـفُ عذَّبَهـا *** فكيـفُ تُبـدِلُ جنَّـاتٍ, بـأحبـاسِ

عِشرونَ بل خَمسون من عُربٍ, ومن عجمٍ, *** أَربَوا على الصِّفرِ في نُكلٍ, وإفـلاسِ

والشيخُ ( ياسينُ ) فردٌ طاعِنٌ دَنِفٌ *** أفنـى جبـالَ اليأسِ أذراها بِأنفـاسِ

وقادَ (عبدُ العزيـزِ) الشهـمُ أُمتَـهُ *** حيّـاً وميـتاً ومَحبـوراً بِميمــاسِ

هِـيَ الإرادةُ لا سِجـنٌ ولا لُجُـمٌ *** تَمضي بشعبي ولا تسويدُ قِرطـاسِ

فاضَ الإنـاءُ، هَرَقنا كلَّ مُصطبرٍ, *** فليـسَ نُصغـي ِلأوهـامٍ, و وِســواسِ

دِمـاؤنـا عَفِنـت في قعرِ مُظلِمِةٍ, *** في السجنِ في النفيِ لا في حَومَةِ الباسِ

لا بـاركَ اللـهُ في نفسٍ, نُربِّبـُها *** شحمـاً ولحمـاً ولم تَحلـم بِقِسطـاسِ

وكيفَ نَسـلَمُ في وادي الضِّباعِ إذا *** لـم نَفتَرِسـها بأنيـابٍ, وأضــراسِ

تُفتِّشـونَ عنِ التِريـاقِ في خَشَبٍ, *** وفي حديـدٍ, وفـي تَكديـسِ أمـراسِ

والنفـسُ نفسُكَ مِفتاحُ الجهادِِ، بها *** تَشقـى وتَبقـى، وفيهـا كلٌّ إحساسِ

( عبدُ العزيزِ ) تَوَلاها فأطلقَــها *** فأطلَقَـت خَلفَـهُ جيـلاً من النَّــاسِ

يا أيها الضائعونَ على مَن تَبحثونَ سُدىً *** عبدُ العزيزِ دعاكم وأَرسى نَهجَهُ الراسي

إن شِئتُـمُ النصرَ فالأبـوابُ مُشرَعَةٌ *** وإن أردتٌـم هدىً فَطيـبُ أَنفـــاسِ

مـاذا يَقيـكَ لِبـاسٌ مُستَعـارٌ إذا *** لم تُنبِـتِ النفسُ أشجـاراً بأِغـراسِ

كلٌّ الطواغيـتِ تَهوي حينَ تَجبَهُها *** بِالنفـسِ ما ضَرَبَـت خمساَ بِأسداسِ

ولا تَوسَّلـتَ من شانيـكَ أَرغِفَـةً *** وَلا بَسَسـتَ لـهُ يومـاً بِبِسبـَاسِ

هذا طريـقُ حيـاةٍ, لا شريكَ لـهُ *** العينُ نَفقَأُهـا، وَالـرَّاسُ بِالـرَّاسِ


السابق تأمل
التاليوهم
أضف تعليق