يا قدس


 
خُوضي النّوائبَ والفواجع

 

وتَنَسَّمِي أرَجَ الجراحِ وقبّلي فيها المواجع

 

لا تيأسي فالحقٌّ راجع

 

أو تحزني، فالثأرُ نارٌ في الصدورِ وفي المهاجع

 

إن أطفأت كَفٌّ الدّخيلِ المستبدِّ ضياءَ ثغرِك

 

وأعاقَ ليلٌ نورَ فَجرِكَ

 

وطَفا ضَبابُ اليأس فوق تُرابِكِ الغالي وصَخرِك

 

فاستبشري، فالصبحُ طالع

 

* * *

 

إن أخرسَ الطاغي الغِناء

 

وغَفا على أنّاتِ أطفالٍ, تُحشرجُ بالبكاء

 

واغتالَ فيكِ الأبرياء

 

واجتاحَ أرضاً قد تروَّت بالدموع وبالدماء

 

فدَعيه يحفِرُ لَحدهُ الدّامي بأظفارِ اغتصابِه

 

ودعيهِ يأكلُ من ترابه

 

ودعيهِ يُترعُ كأسَهُ ظُلماً ويثملُ من شرابه

 

فغداً سيطويه الفناء

 

* * *

 

كم غاصبٍ, عاتٍ, وجائر

 

نَشوانَ يحلمُ بالمغانمِ والمظالمِ والمجازر

 

كم نالَ منكِ ببطشِ غادر

 

يحدوه نصرٌ خادعٌ، وتُضلٌّه أحلامُ ظافِر

 

أغفى تُهدهدهُ المُنى، لكنّما للدهرِ دورة

 

لم يدرِ، إذ أعمته سَورة

 

أنَّ الرمادَ يضمّ بُركاناً، وللبركانِ ثورة

 

لم يدرِ أنَّ الحقَّ ثائر

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply