بسم الله الرحمن الرحيم
ما جدوى البحث عن التقارب عند الاختلاف بين العاملين للإسلام؟
- الشيخ الدكتور سفر الحوالي (السعودية): دفع القدر بالقدر من عقيدة أهل السنة والجماعة، والذي أخبرنا بالافتراق أمرنا بدفعه بالاجتماع، وأرشد إلى أسبابه ووسائله.
- الدكتور محمد العبدة (سوريا): يجب أن توضح التفرقة بين القدر الكوني والقدر الشرعيº فإذا كان التفرق واقعًا فعلاً كما جاء في الأحاديث فإننا مأمورون شرعًا بالابتعاد عن التفرق ومأمورون بالتعاون على الخير، كما قال عمر - رضي الله عنه -: \"نفرٌّ من قدر الله إلى قدر الله\".
- الشيخ كمال الخطيب (فلسطين): علينا أن ندفع قدر الاختلاف بقدر الوحدة والتجمع والالتقاء والتقارب تمامًا مثلما ندفع قدر الداء بقدر الدواء.
-الدكتور همام سعيد (الأردن): إذا كان الخلاف سنة من سنن الله - تعالى -في خلقهº فإن الاتفاق والاتحاد والعمل على إزالة الخلاف وأسبابه فريضة لقوله - تعالى -: {وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: 103].
-الشيخ أحمد فريد (مصر): القدر الكائن لا يُحتجٌّ به على ترك المشروع المطلوبº فالواجب على ذلك السعي وراء التعاون وجمع الكلمة على الحق، ولا يجوز ترك ما جاء به الأمر احتجاجًا بالقدر وتسليمًا بالأمر الواقع.
- الأستاذ خالد حسن (الجزائر): التدافع سنة الله - تعالى -في الكون وعلينا أن ندفع قدر الاختلاف بقدر التقارب، ولا تعارض بين الأمر الكوني والأمر الشرعيº لأن الله - تعالى -لم يتعبدنا بما لا نطيق.
- الدكتور عثمان جمعة ضميرية (سوريا): الخلاف إذا كان في جوانب تدخل تحت الإرادة وإذا كان فيما لا ينبغي أن يكون فيه خلاف واختلافº فإن هذا ينبغي الدعوة إلى إزالته ورفع أسبابه ليعود الأمر إلى الاتفاق.
-الدكتور عبد الرزاق مقري (الجزائر): الخلاف ظاهره بشرية، أي أنها حتمية لا فكاك منها، لكن التفرق مع ذلك مذموم، وهذا يعني العمل على دفعه.
-الدكتور صلاح الخالدي (الأردن): الخلاف قدريº فلم يخلق الله الناس على نموذج واحد وإنما خلقهم متفاوتين، وكل إنسان نموذج خاص في عقله وفكره، وأن هذا الاختلاف إنما هو لضرورة تحقيق الخلافة في الأرض وليس للتنازع والشقاق فلا تعمر الأرض إلا بالتدافع والتزاحم بين هذه النماذج، لكن هذا التنوع والتدافع لا بد أن ينتج عنه الاختلاف بين الناسº فالاختلاف قدري لابد أن يقع، وهذه سنة الله التي لا تتخلف، ومع التأكيد على قدرية الاختلاف، لكن القرآن دعا المسلمين في آيات كثيرة إلى الاتفاق والتعاون، ونهاهم عن التنازع والتفرقº فالله الذي جعل الاختلاف قدريًا بين المسلمين: {وَلا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَحِمَ رَبٌّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم}[هود: 118، 119]. وهو نفسه الذي أمرهم بالاعتصام بحبله ودعاهم إلى التعاون والتنسيق: {وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: 103].
- الشيخ تيسير عمران (فلسطين): لا يصح التذرع بقدرية الاختلافº لأن التذرع بالقدر شأنُ مَن لا يريد العمل، والنصوص تدعو إلى الوحدة وتنهى عن الفرقة والاختلاف، وأن المسلمين مكلفون دفع الاختلاف والفرقة والأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى ذلك.
-الشيخ سليمان أبو نارو (السودان): السعي والبحث عن التقارب والاجتماع فريضة شرعية قد نص عليها الكتاب والسنة، وتواترت في إجماع الأمة، وقد توعد الله أهل التفرق بما توعد به أهل الكبائرº فلا وجه أن تكون الدعوة إلى التقارب دعوة إلى ما يستحيل وقوعهº فنحن مأمورون بأن ندفع قدره الكوني بقدره الشرعي جهد الطاقة والوسع، وقد بيَّن أهل العلم أن النصوص الواردة في كل من الإرادة الكونية والإرادة الشرعية مجتمعة ومتسقة، وأن الإرادة الكونية لا تعني سوى المشيئة المطلقة القائمة على العلم السابق وهي واقعة لا محالة، كما أن الإرادة الشرعية تعني ما يحبه الله - تعالى -ويرضاه من الإيمان والعمل الصالح، وبيان ما يبغضه وينهى عنه من الكفر والعصيان.
- الشيخ عبد الله الغنيمان (السعودية): الله - تعالى - خلق بني آدم متفاوتين في الأفكار والأفهام والاتجاهات والميولº وكل ذلك من دواعي الاختلاف. قال - تعالى -: {وَلَو شَاءَ رَبٌّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَحِمَ رَبٌّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم}[هود: 118، 119]. فهو يقرر بذلك قدرية الاختلاف، لكنه يبين أن أهل السعادة هم أهل الائتلاف فهم غير مختلفين. وأما أهل الشقاوة فهم أهل الفرقة والاختلاف، ثم يقرر أن الخلاف على ذلك قسمان: اختلاف على الرسل وما جاؤوا بهº فهو المهلك لأهله، واختلاف من أجل تفاوت العلم والفهم، وهذا لا حرج فيه إذا لم يُتخذ سبيلاً للبغي والعدوان ولم يُجعل مسوغًا للفرقة والمعاداة، وبهذا يثبت أن التقارب والتآلف أمر ممكن وقريب، بل هو مأمور به وواجب، ولا يمكن أن نُؤمر ونُكلف بالممتنع، ولكن الوصول إليه يحتاج إلى جهد وعمل باستطاعة المسلم إدراكه وتحصيله.
- الدكتور منير محمد الغضبان (سوريا): قدرية الاختلاف ليست بالنسبة للمؤمنين، وإنما هي بالنسبة للبشر بشكل عام: {وَلَو شَاءَ رَبٌّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَحِمَ رَبٌّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم}[هود: 118، 119]. والاختلاف بين المؤمنين في الخط والمنهج هو خلل في التربية وليس قدرًا مفروضًا عليهم، والأصل أن يفيء المؤمنون عامة والدعاة خاصة إلى كلمة سواء.
- الأستاذ جمال سلطان (مصر): الخلاف ليس قدريًا وإنما هو اجتهاد بشري تحكمه خبرات الواقع وزوايا النظر إلى الأحداث وأولويات التصور عند كل طرفº فهذه التي تسبب الخلاف بين تيارات العمل الإسلامي.
- الدكتور عمر الأشقر (الأردن): الخلاف الذي يذكره القرآن أنواع:
النوع الأول: خلاف في أصل الدين كالخلاف مع اليهود والنصارى والوثنيين والملحدين والبهائيين وأضرابهم.
والنوع الثاني: الخلاف القائم بين الفرق الإسلامية كالخوارج والمعتزلة والشيعة الذين أصَّلوا أصولاً تجمعوا عليها خالفوا بها أهل السنة والجماعة.
والنوع الثالث: الاختلاف في الأحكام وهو الخلاف المذهبي والخلاف القائم اليوم بين الحركات الإسلامية ليس واحدًا من هذه الثلاثة، بل هو اختلاف رأي واختلاف منهج، ويمكن أن يكون من نوع الخلاف المقبول، ومن الممكن لهذا النوع أن يتراجع أو يزول لو تواصلت قيادات العمل الإسلامي فيما بينها وجلسوا للحوار متآخين متحابين.
- الشيخ رفاعي سرور (مصر): الاختلاف ظاهرة فكرية، ولكن له حقيقة قدرية وهي أن الاختلاف عذاب، وأن العذاب يُرفع بموجبات الرحمة، فتصبح موجبات الرحمة سببًا لمعالجة الاختلاف. قال - تعالى -: {وَلا يَزَالُونَ مُختَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَحِمَ رَبٌّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم}[هود: 118، 119]. ومن موجبات الرحمة الدعاء وذكر الله وقراءة القرآن ومدارسة العلمº فهذا كله من أسباب رفع البلاء، وهذه ليست مسألة رقائق ولكنها حقيقة منهجية صحيحة مهمة جدًا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد