أخي المسلم ... احذر من هذا الكتاب


بسم الله الرحمن الرحيم

 

هرمجدون آخر البيان... يا أمة الإسلام!!!

 الحمد لله وبعد.

انتشر كتاب بعنوان \" هرمجدون آخر البيان... يا أمة الإسلام!!! \" في الأسواق وعلى الشبكة العنكبوتية \" الإنترنت \" والكتاب من تأليف: أمين جمال الدين.

ومع الأسف اغتر بهذا الكتاب كثير من عوام الأمة.

وتحذيرا للأمة من هذا الكتاب جمعت ما ذكره أهل العلم من فتاوى وملفات صوتية لكي يكون المسلم على بينة من خطر هذا الكتاب.

ومن أفضل من رد على الكتاب ردا تفصيليا الشيخ عادل يوسف العزازي فقد تتبع الكتاب موضعا موضعا.

أسأل الله أن ينفع بهذه الفتاوى والملفات الصوتية ولا تنسونا من دعاء في ظهر الغيب.

محبكم في الله: عبد الله زُقَيل

 

هـرمـجـدون والـمـزايـدة على الـخـرافـات

الشريف حاتم العوني - عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى في مكة

أثار في الآونة الأخيرة كتاب: (هرمجدون آخر بيان يا أمة الإسلام) لمؤلفه أمين محمد جمال الدين، اهتماماً واسعاً لدى الجماهير المسلمة بسبب ما تضمنه من آثار تحدثت عن ظهور المهدي قبل حلول العام 1430هـ، والكتاب المذكور كتاب فيه حق قليل وباطل كثير، فضاع حقه في باطله، وشوهه المؤلف بتفسيراته وتأويلاته البعيدة.

 

فنحن إذ نقرر صحة بعض ما أورده الكاتب من علامات الساعة وأخبار الملاحم، من خلال الأحاديث الثابتة في ذلك، إلا أن القسم الأكبر من تفاصيل ذلك مما أورده الكاتب باطل مكذوب، وقد استغل الكاتب تلك التفاصيل المكذوبة ليُنزلها على الواقع، وليفسر بها إجمال الأحاديث الصحيحة وهذا منهج خطأº لأنه يوهم أن تلك الأحاديث لا تعني إلا ذلك المعنى الذي أخذه من الأحاديث المكذوبة، وأنها تمثل الحديث عن واقعنا المعاصر فعلاً.

 

ومن أشنع ما اعتمد عليه الكاتب ذلك الكلام السمج الذي نسبه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نقلاً عن كتابٍ, لمؤلف أفاكٍ, أثيم، ادعى أنه اطلع على مخطوط في تركيا، يتضمن الحديث عن المهدي.

ولا يشك كل من شم رائحة العلم، أن هذا الكتاب المدَّعى كذب وإفك، جازى الله واضعه أسوأ الجزاء، وجلله بالفضيحة والخزي في الدنيا والآخرة.

 

إن أدلة وضع تلك النقول على رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أكثر من أن تحصى:

منها: انفراد ذلك الكاتب المجهول بها، وانفراد ذلك المخطوط المزعوم بها، وانفراد مؤلفه المجهول بها مع كثرة ما كتبه أئمة الإسلام في جميع عصوره عن المهدي وعلامات الساعة وجمعهم ما صح في ذلك وما ضعف وما بطل، وليس فيها تلك النقول، ثم أين إسناد ذلك المؤلف المزعوم أنه من علماء القرن الثالث؟ حتى ننظر في إسناد خبره ذاك، وهذه هي فضيلة الإسناد! إذ (لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)، كما كان يقول عبد الله بن المبارك وغيره من أئمة الإسلام، ثم من يخفى عليه ما تضمنته تلك النقول من الركاكة والسماجة في الألفاظ والأسلوب، التي هي أبعد ما تكون عن بيان وجلالة الأحاديث النبوية، فمن أمثلة سماجة هذه النقول النص التالي، وهو في كتاب هرمجدون (ص: 22): \" وفي عراق الشام متجبر... و... وسفياني، في إحدى عينيه كسل قليل، واسمه من الصدام، وهو صدام لمن عارضه، الدنيا جمعت له في (كوت) صغير، دخلها وهو مدهون، ولا خير في السفياني إلا بالإسلام، وهو خير وشر، والويل لخائن المهدي الأمين \".

إلى غير ذلك من النقول (كما في ص: 39 40)، مما لا يخفى كذبه على عاقل، فضلاً عن عالم!!

 

إن اعتماد مؤلف كتاب (هرمجدون) على مثل هذه النقول، يدل على أحد أمرين:

إما على جهل بالغ بالسنة، لا يجوز معه أن يتفوه فيها إلا بما صححه الأئمة المعتبرون، أو أنه ضم مع الجهل السابق غرضاً دنيوياً فاسداً، أراد من ورائه الشهرة والمال، أو إفساد دين الأمة وتصوراتها.

المقصود أن المؤلف جاهل - ولا شك - بالسنة، وواضح كل الوضوح أنه ليس من أهل التخصص فيها، لا من قريب ولا من بعيد، ومثله لا يجوز أن يقرأ له في العلم الذي يجهله، ولا أن نسمح له أن يكتب فيه، وأولى بالحكومة الإسلامية أن تقوم بتأديبه وردعه، حتى لا يعود إلى مثل هذا التجرؤ على دين الأمة وإلى مثل هذا التلاعب بعقول المسلمين الجهلة بعلوم دينهم، وسنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -.

والكتاب مشحون بالأباطيل والمناكير، مما نقله عن كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد، وإن كان نعيم بن حماد عالماً صادقاً، لكن كتابه هذا أكثره باطل أو من الإسرائيليات وعذر نعيم بن حماد في ذكره لها: أنه كان يذكرها بأسانيدها، ليُحيل قارئ كتابه (من أهل العلم) إلى تلك الأسانيد، ليميز صحيحها من ضعيفها، وهذا العذر غير مبسوط لمؤلف كتاب (هرمجدون)º لأنه حذف الأسانيد، بل تجاوز ذلك إلى إيهام القراء بصحة ما ينقله من كتاب (الفتن)، بثنائه على نعيم بن حماد بأنه شيخ البخاريº وكأن ذلك وحده كافياً لقبول كل ما أورده في كتابه دون النظر في إسناد!!! بل لقد تجاوز المؤلف ذلك كله إلى اعتماد نصوص كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد، وكأنها نصوص في القرآن أو صحيح السنة.

 

لقد حذر العلماء من الاغترار بأحاديث الملاحم وأشراط الساعةº لأن أكثرها لا يصح. كما قال الإمام أحمد \"ثلاثة كتب ليس لها أصول.. وذكر منها: \" الملاحم\". وكتاب \" الفتن \" لنعيم بن حماد أوضح مثالٍ, لهذا الذي ذكره الإمام أحمد.

وأضيف على ذلك بأن أحاديث (الرايات السود) و(السفياني) لا يصح منها شيء، وأحاديث هاتين العلامتين هما ركيزتا الكتاب المسؤول عنه، وقد جلب لها المؤلف من بواطل الروايات ومناكير الأحاديث ما استطاع جمعه، وأظهر شأنها، وكأنها من أصح علامات الساعة وأثبتها!! مع أن الواقع أبعد ما يكون عن ذلك، ومن تلاعب المؤلف واستخفافه بالقراء: أنه مع إيراده للأحاديث الموضوعة المكذوبة، فإنه ينزلها على الواقع متجاهلاً ما يبطل تنزيله وتفسيره من الرواية المكذوبة التي اعتمد عليها نفسها، ومن ذلك اعتباره (السفياني) أنه حاكم العراق، مع أنه أورد أن (السفياني) أموي، وحاكم العراق لا يعرف بـ(السفياني)، ولا ادعى هو ولا غيره أنه من بني أمية، هذا مع بطلان ذلك كله، كما سبق.

 

ولما أورد عن كعب الأحبار أنه قال: \" علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة \" [ص: 35 من كتاب هرمجدون]. يقول المؤلف: \" فلما رأيت الجنرال (ريتشارد ما يرو) يقبل على عكازين ليعلن للشعب الأمريكي بدء عمليات القوات المشتركة... \" ونسي الكاتب أن الرجل الأعرج المذكور في النص عربي من كندة!! فما باله تجاهل هذه العلامة؟!! هذا لو صح الخبر، وهو لا يصح!!!.

 

ولما أورد المؤلف (ص: 54 55) أن السفياني يهزم الجماعة مرتين، وفسر الجماعة بالجيوش الغربية، رأى أنه لابد أن يجعل السفياني منتصراً هازما للجيوش الغربية حتى لا ينتقض عليه تنزيله السفياني على أنه حاكم العراق.

 

لقد جاء الكتاب بأمثال هذه البلايا التي لا تستخف بعاقل!!!

ومن بلايا الكاتب العظام: أنه عظم كتاب الكاهن اليهودي (نوستر اداموس) ورآه أهلاً للنقل عنه، حتى قال مؤلف كتاب (هرمجدون): \" ونقول إن ما جاء به (نوستراداموس) هو من تراثنا المنهوب وميراثنا المسلوب، الذي سقط منا فالتقطوه، وجهلناه وعلموه \" (ص: 14).

هذا ما يقوله مؤلف (هرمجدون) عن كتاب هذا الكاهن، لقد جعله مما استفاده هذا الكاهن من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن الأحاديث النبوية، التي اطلع عليها هذا الكاهن، وغابت عن جميع علماء المسلمين!!!

أي طعنٍ, في دين المسلمين أعظم من هذا الطعن؟!! وأي تشكيك في حفظه وبقائه أشد من هذا التشكيك؟!! ثم هو بذلك زكى كلام هذا الكاهن الدجال أجل تزكية، أو جعله متلقى من مشكاة السنة النبوية!!!

 

والخلاصة: أن الكتاب المذكور كتاب خطير، مليء بالجهل والافتراءات على نبينا - صلى الله عليه وسلم - ومنهجه مبني على الاعتماد على كل شيء، وعلى ليِّ أعناق النصوص لتوافق الواقع... إلى غير ذلك من أنواع الخطأ الكبيرة والضلال المبين.

 

ويجب الحذر من هذا الكتاب، والتحذير من كاتبه ومقاطعة كل ما يكتبه ويؤلفه بعدم الشراءº لأن ذلك يردعه هو وأمثاله من أن يتاجر بدين الأمة، ومن أن يستخف بعقول المسلمين. والله أعلم.

 

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

----------------------------------------

كشف المكنون في الرد على كتاب هرمجدون

تأليف: مازن بن محمد السرساوي

الناشر: المكتبة الإسلامية - القاهرة

الطبعة: الأولى 1423هـ

 

----------------------------------------

كلمة فضيلة الشيخ سفر الحوالي حول كتاب \" هيرمجدون - آخر بيان يا أمة الإسلام \"

س - ما تقول يا شيخ في كتاب انتشر هذه الأيام بين الناس يسمى \"هيرمجدون - آخر بيان يا أمة الإسلام \" يتكلم عن أمور واستشهادات كثيرة تدل على ترتيبات السنوات القادمة والتوقعات حول ما سيحدث في المنطقة مبنية على كثير من الآثار والشواهد من هنا وهناك

 

جواب الشيخ :

منذ العهود الأولى للإسلام كان هناك من يترك دروس وحلق العلم الشرعي الصحيح من قرآن وسنة ويلتفتوا إلى مجالس والأحاديث الغريبة والضعيفة والإسرائيليات وغيرها

ولذلك فإنه ليس بمستغرب أن نجد التفاف الناس حول هذا الكتاب وغيره لما فيه من غرابة وإثارة ولكن الكتاب مبني على آثار كلها ضعيفة ولا أساس لها فتارة يقول المخطوطة الفلانية وأخرى يقول من الإنجيل.. وهكذا

كما أن كاتب الكتاب قد ذكر في مؤلف سابق أن امة الإسلام ستنتهي في تاريخ كذا ولما مر ذلك التاريخ ولم يحدث ما قاله عاد في الكتاب الآخر وقام بتعديل الفترة وهكذا

أمور لا يقبلها العقل ولا أرى بصحتها ولا أرى باقتناء مثل هذه الكتب أو تداولها أو توزيعها لما تحدثه من إرجاف وتناقل خاطئ وبلبلة على الناس وانصح الجميع بالعودة للكتاب والسنة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply