بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن والاه وبعد...
إن المتأمل لواقع المسلمين اليوم وما آلوا إليه من الضعف والذل والهوان ليدرك صدق نبؤة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها... ))1
فقد التهم الأكلة كل ما في القصعة، حتى لم يبق فيها شيء للأيتام.
بالأمس البعيد كان الأندلس والهند، والأمس القريب فلسطين وكشمير واثيوبيا واريتريا والفلبين والشيشان وجمهوريات القوقاز وبورما وغيرها، واليوم أفغانستان والعراق، أما غدا فلا نعلم ما يخبئه لنا القدر.
وما لا تستسيغه معدة الأكلة فهناك الوكلاء الذين يفعلون ما يملى عليهم.
أنى اتجهت إلى الإســــلام في بلـــدٍ, *** تجده كالطيـر مقصوصـاً جناحــاهُ!!
وصدقت نبؤة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضا عندما قال: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة))2
نعم افترقت إلى الشيعة والخوارج والمرجئة والنصيرية والإسماعيلية والبهائية والقادينية وغيرهم.
ويبرز من هذا الركام فرقة واحدة هي ما عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهى \" أهل السنة والجماعة \"، وأعداء الإسلام عندما يصوبون سهامهم للأمة لا يقصدون إلا هذه الفرقة، أضحوا كلأ مباحا لكل آكل، وطمع فيهم حتى أرذل الخلق، وهم هدفا حتى للفرق الأخرى التي تنتمي للأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله، مابين أنياب الأكلة من الخارج والأكلة من الداخل وقع أهل السنة، وقعوا بين اليهود والنصارى والهندوس والسيخ والبوذيين ومالا دين لهم من ناحية، ومن ناحية أخرى وقعوا بين الشيعة والنصيرية والدروز والإسماعيلية والأباضية والعلمانيين اللادينيين. فالكل اجتمع عليهم هم لا غيرهم، تصنيف دقيق فهمه أعدائنا ولا نريد أن نفهمه نحن، فمازال منا من يدعوا إلى التقريب بين المذاهب - بين السنة والشيعة ولم يعتبروا إلى ما حدث في العراق حين جاء الحلف \" الصهيوانجلوامريكى\" الأنجلو ساكسونى بقضه وقضيضه وحده وحديده جاءوا يرمون أهل السنة عن قوس واحدة، جاءوا يدكون عراقنا بأقذر ما أنتجت حضارتهم وعرفته البشرية من قنابل ذكية وغبية وممنوعة، أتوا بأم القنابل وأبناءها وأحفادها ليبسطوا سجادتهم الذكية على أرض العراق حتى يبيدوا الأخضر واليابس والإنس والجن، ولاحظوا معي أن كل ما عندهم أشياء ذكية خططهم وقنابلهم ورجالهم حتى حصارهم وكأن الذكاء نصيبهم هم فقط حتى في أسلحتهم!!! اللهم نصرك المؤزر.
فلما أراد أخواننا في العراق أن يأووا إلى ركن شديد تحول هذا الركن إلى فسيفساء خالية لا لون ولا طعم ولا رائحة، بل لا شكل ولا أثر، اختفى البعث الحاقد المرتد، وهكذا القوميون العرب لا تراهم وقت المحن والأزمات، أما في غيرها فتراهم يملئون الدنيا ضجيجا بإنجازاتهم وانتصاراتهم وحكمتهم التي ليس لها وجود، وهم سبب ما حل ويحل بالأمة من مصائب. فدورهم هو تحطيم مقدراتها وقوتها منذ ثورة كبيرهم الخائن حسين، وعمله بمساندة أسيادة البريطانيين على إسقاط الخلافة العثمانية، مرورا بعبد الناصر الذي ألقى شعبه في البحر وترك اليهود يمرحون ويفرحون بتوسيع الأرض التي احتلوها، انتهاءً بصدام البعثي القومي الذي سلم هو ورجاله العراق للتتار الجدد.
فلم يفق إخواننا المجاهدين من العراقيين والعرب إلا والأمريكان من أمامهم يدكونهم، والشيعة من خلفهم يجهزون علي من بقى منهم ـ هكذا هم دائما يستغلون الفرص ولا يضيعونها منذ ابن السوداء \"ابن سبأ \"، مرورا بابن العلقمي ونصير الدين الطوسي انتهاءاً بشيعة العراق اليوم، الجلبي وعبد المجيد الخوئي ومحمد باقر الحكيم وغيرهم،
فماذا ننتظر منهم غير هذا.
، أما يحدث للسنة في \" الجمهورية الإسلامية \" على أيديهم فحدث ولا حرج، فمن قتل للعلماء وانتهاك للحرمات وتشريد للمسلمين.
وما يحدث في فلسطين على أيدي اليهود وأنصارهم من الدروز الذين يخدمون في الجيش اليهودي ويشاركونه في عملياته ضد الفلسطينين وقد كان لهم دور في مذبحة جنين الأخيرة.
ومايحدث للسنة فى عمان من الأباضية الخوارج ليس عنا ببعيد.
أما ما حدث ويحدث لأهل السنة في سوريا الحبيبة على أيدي النصيرون فلا يمكن أن يتصوره عقل بشر، أن يدك رئيس بلد شعبه بالطائرات والدبابات في حماة ويدمر المساجد، أو أن يدخل الجنود المدججون بالسلاح على العزل في السجون يضربونهم في سويداء القلب في تدمر، هل يصدق ذلك، يحدث هذا والملهم أرضه محتلة من اليهود فلم يصوب لهم بندقيته إلا في بعض المعارك الاستعراضية في 67 و73.
أيها السادة استعرضنا هذا الواقع المرير لا لنقف أمام الأطلال نبكى على اللبن المسكوب، ونظل نولل كما النساء، وإلا ظللنا نبكى إلى قيام الساعة، لأن مسلسل المآسي بدأ ولن ينتهي حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، مصداقا لتحذيره - تعالى -لنا في كتابه: ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.... )) البقرة / 120.
قدمنا لذلك حتى نعمل على إيجاد حل للنهوض بواقع الأمة دينيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا وعسكريا.
أيها السادة يجب أن نتحرك قبل فوات الأوان لإنقاذ ديننا وأمتنا وقبل ذلك إنقاذ أنفسنا، فمازالت الفرصة في أيدينا.
الحل كما أراه أن نبدأ بالعمل على إيجاد ((مرجعية دينية سياسية فكرية لأهل السنة والجماعة)) يتولى أمرها علماء الأمة العاملين المخلصين.
فأمم الأرض جميعها كلٌ له مرجعيته ـ حتى الفرق التي تحدث عنها - صلى الله عليه وسلم - ـ إلا أهل السنة والجماعة، فمنذ سقوط الخلافة العثمانية وهم يعيشون حياة التشرذم والهوان فلا مرجعية لهم ترشدهم ولا قوة عندهم تمنعهم كالأيتام على موائد اللئام، إلا بعض الجهود التي قامت بها الحركات الإسلامية، لكنها لم تحاول لم شمل الأمة وكرست الفرقة والتشرذم.
فاليهود ـ أذل خلق الله ـ لهم مرجعيتهم الدينية والسياسية والفكرية.
النصارى بجميع مذاهبهم لهم مرجعيتهم، الكاثوليك لهم بولسهم الثاني في الفاتيكان، والأرثوذكس لهم شنودة فى مصر، والبروتستانت كذلك لهم مرجعيتهم في أمريكا.
حتى الهندوس لهم \" المجلس الهندوسي العالمي \".
أما الشيعة فلهم مرجعيتهم التي تنظم جميع شؤنهم والمتمثلة في الآيات والملالي والمجلس الشيعي الأعلى، كذلك الدروز والنصيرية لهم مرجعيتهم، والإسماعيلية لهم أغاخانهم، فالجميع لهم مرجعيتهم.
وأهل السنة والجماعة الذين هم أكثر المسلمين عددا - وإن كانوا هم المسلمون حقا - هذه الجموع من مشارق الارض إلى مغاربها ليس لهم مرجعية يرجعون إليها ويحتمون بها.
فإلى متى سنظل هكذا؟! إلى متى أهل السنة يسامون الذل والهوان من شرار الخلق؟!
أيها السادة سقطت شرعية الأنظمة السياسية التي تتحكم في رقاب العباد منذ سقوط الخلافة، وعدم تحكيمها لشرع الله، ولا يمكن لعاقل أن يعول على هذه الزعامات المزيفة التي باعت دينها وعرضها ومن قبل باعت نفسها لعدوها.
نحن في أمس الحاجة لأن يقوم العلماء بدورهم في قيادة الأمة في هذه الأيام بالذات التي يعانى فيها المسلمون فراغا عظيما في القيادة والتوجيه، وأعتقد أن الأمة لن تتوانى عن الالتفاف حول هذه القيادة إذا أحست فيها الإخلاص والمسئولية.
الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
فيا علماء الأمة هذا هو طريق الأنبياء وأتباعهم هذا هو طريق محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحبه - رضوان الله عليهم - قادوا أممهم وقت الشدائد والملاحم، وهذا هو طريق التابعين طريق ابن المبارك وابن جبير وابن المسيب وأحمد بن نصر الخزاعي، وطريق الإمام مالك وأحمد بن حنبل والإمام البويطي، وطريق ابن تيميه والعز بن عبد السلام، كما أنه طريق محمد بن عبد الوهاب وحسن البنا والمودودي وسيد قطب رحم الله الجميع.
يا علماءنا إن لم تنهضوا الآن فمتى تنهضون؟ وإن لم تهبوا أنتم فمن غيركم؟
أما المقصود بالمرجعية فهي تجمع منسق منظم لقيادة وتوجيه المسلمين، يشمل علماء الأمة وسياسيها ومفكريها ومثقفيها المخلصون العاملون المستقلون، الذين لا يتبعون أنظمة أو مؤسسات رسمية، بل كلمتهم من أفواههم ليست مما يملى عليهم.
وظيفة هذا التجمع أن يقوم بالآتي:
1ـ تصحيح عقيدة ومفاهيم المسلمين، وتجميع الأمة على عقيدة أهل السنة والجماعة، ورفع الالتباسات التي وقعت فيها الأمة، وإنقاذها من جراثيم الإرجاء والعلمانية، وإحياء الربانية وتعظيم شعائر الله في نفوس أبنائها، وإصلاح أخلاقهم وسلوكياتهم وعبادتهم.
2- تحذير الأمة من الشركيات والكفر والبدع والخرافات والخزعبلات التي ملأت حياة الناس وأصبحت ديدنهم، وصرفتهم عن المحاجة البيضاء.
3ـ تعليم المسلمين أمور دينهم وتفقيههم وهذا ديدن العلماء والمصلحين في كل عصر يتصدروا لتعليم الناس ما ينفعهم في حياتهم وبعد مماتهم، كما يعملون على توحيد مصدر الفتاوى الشرعية والرجوع إليهم عند الملمات والنوازل.
4- توحيد كلمة أهل السنة ولم شملهم وتجميع شتاتهم، وإحياء العزة والشجاعة في نفوسهم وقيادتهم لتحرير أراضيهم ومقدساتهم من أيدي الطغاة، ووضع حد لمآسيهم في كل مكان.
5- قيادة الأمة وتوجيهها للعمل على إعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإقامة شرع الله في الأرض، فقد تعددت مناهج التغيير ولا بديل عن توجيه العلماء وقيادتهم.
6- إحياء روح الجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في الأمة، وإيقاظها من ثباتها ورقدتها، لتعمل عل تغيير واقعها والنهوض به واستشراف مستقبلها، وتنظيم العمل الجهادي وتوجيه المجاهدين في كل مكان، فالجهاد هو السبيل الوحيد لذلك، وأعداؤنا يفطنون لهذا، لذا كانت هذه الحرب الضروس على الحركات الجهادية، والعمل على وأد روح الجهاد في الأمة وقد نجحوا فعلا في ذلك.
7- فضح مخططات أعداء الإسلام والمنافقين المتعاونين معهم، ودورهم في تدمير دولة الخلافة وتحطيم مقدرات الأمة، وفضح الزعمات المزيفة التي غيبت وعى الأمة وغالطت عليها.
8- تخطى الحزازيات والعقبات الحزبية بين الحركات الإسلامية، والتطلع إلى الكيان العالمي الذي تذوب فيه كل الحزبيات ويستوعب كل الحركات، لذا ينبغي أن تشمل هذه المرجعية علماء الحركات الإسلامية بجميع أطيافها الدعوية والتربوية والسياسية والجهادية طالما انطبقت عليهم الشروط.
9- تخطى الحواجز والعراقيل والحصار الأمني للحركات الإسلامية وأي عمل جاد يسبب يقظة لأفراد الأمة، فالكيان العالمي يفوت الفرصة على الاحتواء الداخلي.
10- العمل على رد الشبهات التي تلقى في وجه الإسلام، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام أمام غير المسلمين، ومواجهة الهجمة الشرسة التي تطعن في الإسلام، وفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفى صحابته رضوان الله عليهم.
ولكي نحقق المرجعية المطلوبة لابد أن تتضافر جهود الفئات التالية:
أولا: العلماء: فهم صمام الأمان لهذه الأمة، وهم المنوط بهم إنقاذها من حالة الضياع والهوان التي تعتريها، ودورهم هو الأساس في إيجاد هذه المرجعية.
لذا كان واجبا على علمائنا الكرام السعي الدؤوب لإيجاد فاعلية من العلماء والمفكرين والسياسيين الذين يهمهم أمر هذا الدين، وهذه أمانة في أعناقهم.
ولا يقتصر الأمر على فئة أو جماعة بعينها بل يشمل العلماء المنتمون للحركات بلا استثناء وكذلك العلماء المستقلون الذين لا ينتمون لأي حركة ولهم دورهم في إنقاذ الأمة.
لا يمكن أن نعتمد على هذا الصنف من العلماء الذي باع نفسه وعلمه لأهل الباطل، الذين يقتاتون بهذا الدين، نريد العلماء العاملين المخلصين الذين يضحون بأوقاتهم وأعمارهم في سبيل نصرة هذا الدين.
يمكن أن نعتمد على العلماء العاملين المخلصين المتلبسين ببعض البدع كالأشاعرة مثلا، من المعلوم أن هذه العقيدة متلبس بها جل العلماء في كثير من الأقطار الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن كثير منهم من العلماء الخلصين العاملين الذين لا ينبغي أن نحرم من جهودهم ونشاطهم، فعلماء السلف لم يحرمونا من علم الإمام النووي وابن حجر العسقلاني وغيرهم من العلماء الأشاعرة.
خلاصة الكلام أن يتولى زمام الأمر العلماء العاملون لترتيب الأوضاع وتحديد الأدوار والإسراع للقيام بهذا الأمر، حتى لا تفوت الفرصة ونجد أنفسنا لا سبيل لنا إلا دفع الجزية للصليبيين.
ثانيا: المفكرون والمثقفون: لا تعدم هذه الأمة الكثير من المفكرين المثقفين المخلصين الذين بذلوا جهودا عظيمة لخدمة هذا الدين، وهذا من فضل الله وحده.
لذا ينبغي أن يكون لهم دور في العمل على إيجاد هذه المرجعية فهم المنظرين فكريا وثقافيا وحركيا لهذه الأمة، فالأمة تعانى انحطاطا فكريا غير مسبوق، بعد أن كان الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية هي المنارات التي تقتدي بها أمم الأرض جميعا.
ثالثا: الحركات الإسلامية: هي رصيد هذه الأمة، وهى نقطة الأمل الباقي لها في هذا الظلام الحالك.
ومن فضل الله - تعالى -وجود هذا التنوع في الأدوار التي تؤديها الحركة فمن جهادية إلى دعوية إلى سياسية، هذا التنوع يحسبه البعض شرا، ولكن العكس فلا يمكن أن تقوم حركة بكل هذه الأدوار مجتمعة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يمكن أن نستغني عن أي دور من هذه الأدوار، والخلل الذي ينبغي أن نزيله هو التعصب والاتهامات التي يلقيها كل فريق تجاه الآخر، وعرض نفسه بديلا عن الآخرين، فالمطلوب نوع من التكامل والتعاون بين الحركات، فقد بذلت جهود للتجميع لكن دون جدوى.
لن تحل هذه الإشكالية إلا بإيجاد المرجعية الدينية التي تذوب فيها كل الحزازيات والاختلافات، وهذا هو دور العلماء والمفكرين المنتمون للحركات الإسلامية بالتعاون مع العلماء المستقلون.
رابعا: الأمة: لا يمكن أن نستبعد دورها فيما يجرى لأنها هي مسرح الأحداث، ولا يمكن أن يحدث تغيير إلا بمشاركتها، فالأمة لا ينتصر عليها إلا أمة، وقد اجتمعت علينا أمم الأرض، وأمتنا والحمد لله لم تفقد رصيدها من الفطرة، ويظهر ذلك جليا مع الأحداث المتصارعة كما حدث في العراق.
لكن الأمة تعانى من فراغ شديد لم تستطع أن تملئه القومية ولا الوطنية ولا العلمانية ولا الاشتراكية ولا غيرها، فالأمة في حاجة إلى العلماء ليقودوا مسيرتها ويوجهوها دينيا وسياسيا وفكريا، ويسدوا هذا الفراغ الذي تعانيه.
كما أن الأمة عليها دور خطير ألا وهو الالتفاف حول العلماء والوقوف صفا واحدا في وجه الأخطار والأحداث المتلاحقة.
* * *
أيها السادة ماذا ننتظر؟
هل ننتظر حتى يسحق العلوج دولة أخرى من دول المسلمين، حتى يستبيحوا حرماتنا ومقدساتنا، حتى يدنسوا أعراضنا.
هل ننتظر حتى يهدم الأقصى.
ماذا ننتظر وقد لفوا الحبل حول أعناقنا جميعا ولم يبق غير شد أحد طرفيه.
أيها الأحبة الأمر ليس صعبا ولا مستحيل لكن يحتاج إلى مجهود شاق، فالأمة التي أنجبت مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وابن المبارك وابن حنبل وابن تيميه وابن القيم والعز بن عبد السلام وصلاح الدين وقطز، وأنجبت مثل محمد بن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني وحسن البنا والمودودي وسيد قطب ومحمد قطب وعبد الله عزام وسفر الحوالي وسلمان العودة وخطاب، لن تعجز عن إنجاب غيرهم من الأفاضل الذين يأخذون بأيديها إلى بر الأمان، لم يبق إلا أن نعزم العزمة ونمضى وعلى الله التوفيق والسداد.
بعد أن فرغت من كتابة هذه الكلمات تابعت انطلاق الحملة العالمية لمقاومة العدوان، وأمينها العام فضيلة الشيخ سفر الحوالي، وهذا أمر مهم وبداية موفقة إن شاء الله، نسأل الله لها الدوام والاستمرار وأن تكون تدشين للمرجعية التي نتمناها، وبداية لأن يتبوأ علمائنا الدور المرجو منهم، وبداية الغيث قطرة.
أما الذي أقصده فهي مرجعية تجمع علماء الأمة العاملين، حتى تقود حركتها وتوجه مسيرتها في شئونها كلها وتتبنى قضايا الأمة كلها، وذلك لتلف حولها الأمة وتسير بتوجيهها واجتهاداتها ومن أجل تحقيق النقاط العشرة السابقة، وليست لجنة تهتم ببعض القضايا الفرعية.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد