بسم الله الرحمن الرحيم
ومن سنن الله - تعالى -في إهلاك هذه الدولة..
خامسا: البطر:
وهو كفر النعمة، وكفرها يكون إما بجحد المنعم بها وإما بعدم شكره أو باسخدامها في غير ما خلقت لأجله كصناعة الخمر من العنب، وكالمتاجرة بالجنس، وتصنيع السلاح لإخضاع الأمم ظلما وعدوانا، وكتوجيه الأبحاث العلمية فيما فيه ضرر على الإنسانية كالاستنساخ البشري وما أشبه ذلك.
إن المتفحص لأسلوب ومنهج حياة الأمريكيين يرى أن جميع هذه الطامات الكفرية موجودة فيهم كل بحسبه لكنهم جميعا مشتركون في انتهاج البطر أسلوبا لحياتهم، ومعلوم أن البطر سبب من أسباب هلاك الأمم كما قال الله: \"وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تُسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين\"قال بن كثير - رحمه الله -: \"بطرت معيشتها أي طغت وأشرت وكفرت بنعمة الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق كما قال الله - تعالى -: \"وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون\"ومن أنواع البطر التباهي بالقوة والجبروت واستخدام ذلك للتعدي على الإسلام وعلى الداعين إلى الله وللصد عن سبيل الله، وهو ما تفعله أمريكا وتشجع وتؤيد حلفاءها على فعله واقترافه، قال - تعالى -\"ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط\"فهذه أمريكا قد جالت وصالت في البحار والأجواء والبراري بحاملات طائراتها ومدمراتها وصواريخها وبدباباتها ومدرعاتها متباهية بذلك أمام شعوب العالم ومرهبة لهم ليسمعوا لها ويطيعوا، وحالها كحال قريش عندما خرجوا لملاقاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في معركة بدر، إذ قال أبو جهل: لا والله، لا نرجع حتى نرد ماء بدر وننحر الجزور ونشرب الخمر وتعزف علينا القيان لتسمع بنا العرب، فكان عاقبة ذلك أن هزمهم الله - تعالى -شر هزيمة وانزل بهم أمحق عقاب فتشرذموا بين قتيل وأسير وفار ومذعور فانكسرت شوكتهم وحرنت نفوسهم، ولذلك نقول عن هذا الصولجان الحربي الذي رفعته الولايات المتحدة في وجه أمم الأرض، بطرت به قد يحل بها من العقاب الإلهي ما يعطل مفعوله ويخمد أنفاسه فيصبح كخردة الحديد وكانوا قد أعدوه للبطش بالدول والشعوب، تماما كما وصف الله - تعالى -حال عاد عندما قال لهم نبيهم هود - عليه السلام -: \"أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * وإذا بطشتم بطشتم جبارين\"فهلا اعتبرت الولايات المتحدة بعبر التاريخ، ونظرت في حال الأمم السابقة التي مارست البطش ضد عموم البشر فكان ذلك سببا لإهلاكهم قال الله:\"فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين\"وقال:\"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص * إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد\"وقال الله:\"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا\"وقال:\"وكم أهلكنا قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص\"قال بن عباس - رضي الله عنه -: ليس بحين نداء ولا نزاع ولا فرار أي نادوا النداء حين لا ينفعهم.
:
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد