من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية ( 1-2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

منزلة الصحابة - رضوان الله عليهم - كبيرة وعظيمة لأنها نابعة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعدالة الصحابة عند أهل السنة من مسائل العقيدة القطعيةº لذلك أدخل العلماء في كتب العقيدة والإيمان فصلاً خاصاً في إثبات محبة الصحابة والرد على من أبغضهم أو سبهم أو تبرأ منهمº لذلك قال الإمام أبو جعفر الطحاوي -شرح العقيدة الطحاوية ص 464-: \" ونحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان-، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"لا تسبوا أحداً من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه \" رواه البخاري ومسلم.

قال - تعالى -: -لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة- التوبة/117.

- وفي كلام نفيس للعلامة محمد الأمين الشنقيطي حول فضائل معاوية اقتبسنا منه الآتي:

 قال ابن كثير في البداية والنهاية -11/410- \"قال ابن عساكر -59/106-:  

وأصح ما رُوي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه. وبعده حديث العرباض: اللهم علمه الكتاب. وبعده حديث ابن أبي عَميرة: اللهم اجعله هاديا مهديا\".

 لمّا سأل رجلٌ الإمام أحمد بن حنبل: \"ما تقول - رحمك الله- فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسَّيف غصباً؟ \". قال الإمام أحمد: \"هذا قول سوءٍ, رديء. يجانب هؤلاء القوم، و لا يجالسون، و نبيِّن أمرهم للناس\". السنة للخلال -2/434- إسناده صحيح.

 

-أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا-.

 أخرج البخاري - رحمه الله - في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: \" أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة\". قالت: فادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: >أنت من الأولين<. فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين، فنزلوا الشام، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت. البخاري مع الفتح -6/22-.

 

 قال ابن حجر معلقاً على رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

 قوله: \" ناس من أمتي عرضوا علي غزاة..\" يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة\".

وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \"أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا<.قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: \" أنت فيهم\". ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر -أي القسطنطينية- مغفور لهم \". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: \" لا \". البخاري مع الفتح -6/22- ومسلم -13/57-.

ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة. قاله ابن حجر في الفتح -6/121- قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي -ت534هـ- معلقاً على هذا الحديث: \" في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر \". انظر الفتح -6/120- قلت ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة -27هـ- في إمارة معاوية - رضي الله عنه - على الشام، أثناء خلافة عثمان - رضي الله عنه -. انظر تاريخ الطبري -4/258- وتاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء الراشدين -ص317-. وكذلك غزو القســطنطينية كان في منتصف عهده.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply