بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في الحديث من رواية عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك.. \"، ويبدو أن أناساً من أهل السنة قد مَلّوا من السير على الصراط السوي والطريق اللاحب، وكانت فترتـهم أن راحوا يبحثون عن بدعة في التفكير جديدة، لعل فيها راحة لهم مما عرفوه وعملوا به من الثوابت فيما مضى، لقد تعبوا ويريدون (تجديداً) ولو كان من نوع (الفكر المستنير) والكلمات الطنانة والانفتاح، و (تجسير) الهوة مع الغرب، والانخراط في العصر، وكان الأولى بـهؤلاء أن يبحثوا عن التجديد الحقيقي داخل مفاهيم أهل السنة، وطرائقهم في البحث والاستنباط وفهم الواقع، وتنـزيل النصوص عليها، ومن خلال القرآن والسنة، ومن خلال التاريخ وتجارب المسلمين في العصر الحديث، ولكن العقدة التي تلاحقهم في إثبات أنـهم غير جامدين، وأنـهم متطورون يتابعون العصر، ومنفتحون على أهل البدع الكبيرة، وأهل التنازلات التي لا تنتهي عند حد، هذه العقدة هي التي تجرهم إلى هذا الصنف من الناس الذين انـهزموا أمام (بعبع) العولمة، وتعبوا من الصراع الثقافي والحضاري.
إن التجديد لا يمكن إلا أن يكون على أساس الماضي والحاضر، وأما التذبذب في وضوح الأهداف والغايات فهو يمحق الأعمار - أعمار الأفراد والشعوب - فهل ننقض اليوم ما أبرمناه بالأمس بلا دليل، ونبرم اليوم ما نقضناه بالأمس بلا دليل، ونظل هكذا باسم التجديد، وما هو إلا التعطيل.
نحن لسنا ضد الحوار بآدابه وضوابطه، ولا ضد الانفتاح على الآخرين ومعرفة الأفكار الصحيـحة، ولكن ما يؤلم النفس هو هذا الضعف وعـدم الثقة بما يملكه هؤلاء من كنـز ثمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد