بسم الله الرحمن الرحيم
يُحكى أن الأسد رأى حفرة الفأر، وهي في مكان مناسب في طريقه إلى صيد الغزلان، فاشتهى وأعجبه أن يقضي حاجته ـ أجلكم الله ـ فيها، فقال للفأر ما رأيك لو جعلناك حليفا استراتيجيا لنا، فما كان من الفأر إلا أن فرح بهذا العرض السخي الذي ملأه غرورا وانتفاخا، ثــم طأطأ مقبلا قــدم الأسد على تفضّله بإيثار الفأر بهذا المقام العالي، دون سائر حيوان الغاب!
قال الأسد بعد ذلك، ارفع رأسك يا حليفي الاستراتيجي الفأر، فإنك تقدم لي خدمة جليلة لولاها لم أخصك بهذا الفضل، قال الفأر: وما هي يا سيدي الأسد، فقال الأسد بيده: أن هكذا، أي تنح قليلا أيها الفأر، ثم استدار على حفرة الفأر، وجلس على بابها، فملأها مما هنالك، ثم أخذ الفأر فتمسح به، وألقاه ومضى في طريقه!!
وليعذرني القارئ الكريم على هذا المثال، فلم أجد أصدق منه، ولا أكثر مطابقة على إعلان أمريكا للدول الضعيفة حليفا استراتيجيا لها خارج الناتو، وهي في طريقها لأكبر عمليات سطو تجري في التاريخ على العراق، من قبل زعيمة العالم الحر، حامية حقوق الإنسان في العالم!!
إن أمريكا تريد اليوم دول الخليج، موضعــا لتلقي فيه قماماتها، وقاذوراتها، الفكرية، والأخلاقية، كما حولتها سرا إلى مكــبّ نفاياتها النووية أيضا، وكما فعلت تماما ـ في ماضي الدهر ـ عندما صنعت ما صنعت في بانكوك ومانيلا، عندما كانتا في طريق بواخرها وحاملات طائراتها، فكان الجنود الصليبيون ينزلون ليلقوا قاذوراتهم هناك، حتى حولت البواخر العسكرية الأمريكي تلك الديار، إلى مبغى ملحق بالمبغي الكبير في البيت الأبيض الأمريكي، وهي اليوم تريد أن تحول الخليج إلى ملحق ثان!!
لم يكن كلنتن ـ قاتله الله ـ حريصا على أن تقود المرأة المسلمة السيارة، إلا بقدر ما تكسب أمريكا اقتصاديا من زيادة حجم صادرات سياراتها، ولم تهتم أمريكا قط بأي منطقة في العالم إلا بقدر إمكانية تحويلها إلى صيد للشركات الأمريكية العملاقة تحت ستار العولمة التجارية، أو إلى صيد لصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي والنتيجة هي.
كما أن أي رئيس أمريكي لا يهتم بأي منطقة في العالم إلا بقدر ما يمكن أن يفخر به أمام منظمات التنصير الأمريكية بإنجازاته في تلك المنطقة، في إيجاد فتح جديد لرسالة التنصير.
لاسيما في جزيرة الإسلام التي طالما تحسروا على استعصائها عليهم دهرا طويــلا، وخاصة إذا كان هذا الفتح الجديد يبدأ بإفساد الأسرة المسلمة، وتخريب الفضيلة، وتقويض القيم الإسلامية، ونشر الفواحش والعهر بين الحرمين وفي تلك الربوع الطاهـرة.
وأيضا لا يهتم أي رئيس أمريكي، بأي منطق في العالم إلا بقدر ما يفخر أمام اللوبي الصهيوني بأنه حول تلك المنطقة إلى مرتع للاستخبارات الصهيونية وشركاتها، ودعارتها السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والأخلاقية.
ومن المفارقة العجيبة أن هذا يذكرني، كيف اجتمعت هذه كلها فيما قاله مستشار الرئيس كلنتون السابق جيمس كاربل، فقد قال \" كنت أمني نفسي وأقول: لو ولدت، فسأود أن أكون رئيسا أو بابا، أما الآن فإني أود أن أكون سوق مال، إذ سيكون بإمكاني أن أهدد من أشاء\". فخ العولمة ص136
أما كلينتون هذا اليهودي الروح، الصهيوني القلب، فقد كان رئيسا، وهو يريد اليوم أن يحصل على دكان في سوق المال الجديد الذي تشيده أمريكا في العراق والخليج.
وفي نفس الوقت، وبطريقة مــا، يريد أن يكون رجل دين، فينطق بفمه الذي تنجس بما تنجس به في تلك الغرفة الخلفية في البيت الأبيض مع عاهرته، ينطق باسم الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم لا يجد من يقطع لسانه الخبيث، الذي تحول فجأة إلى مرشد لنساء المسلمات، فوا أســــفاه والله.
إننا لن ننسى أيها اليهودي كلنتون، أنك قد حطمت الرقم القياسي في تقريب اليهود في عهدك.
وإليكم هذه الحقائق تذكروها ولا تنســوهـــا:
1ـ في إدارته كان اليهود يسيطرون عليها بنسبة 100% وقد تكفّلوا بكل المهام على النحــو التالي:
· المسؤول عن أعمال الرئيس وبرامجه اليومية: ريكي سايد من.
· المستشار الاقتصادي: روبرت روبين.
· المستشار القانوني: أبنيرميكفاه.
· المسؤول عن الإعلام: ديفيد هايزر.
· نائب رئيس طاقم البيت الأبيض: ليل لايدا.
· مدير الجهاز: أليس روبين.
· المسئول عن خطة التطوع: إيلي سيكل.
· المسئول عن خطة الصحة: إييرا مازينا.
2- مجلس الأمن القومي: قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية ((إن هناك في مجلس الأمن القومي الأمريكي سبعة من أصل أحد عشر عضوا تبوؤا أهم المناصب في هذا المجلس، وقد وضعهم الرئيس كلينتون في أكثر المواقع حساسية في هيئة الشؤون الأمنية والخارجية للولايات المتحدة وهم يتحدثون بالعبرية داخل الاجتماعات الرسميّة، ويصلّون من أجل جنود جيش \"إسرائيل\" وهؤلاء الأعضاء السبعة الخطرون هم:
1- صمويل برغر: نائب رئيس مجلس الأمن القومي.
2- مارتن أنديك: مدير شعبة عالي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الأوسط وجنوب آسيا.
3- دان شيفتر: مدير شعبة رفيع المستوى ومستشار كلينتون ومسئول عن شعبة أوربا الشرقية.
4- سندي ورشفار: مدير شعبة أوربا الغربية ومستشار للرئيس كلينتون.
5- دون شتا ينبرغ مدير شعبة أفريقيا ومستشار للرئيس كلينتون.
6- ريتشاردفا ينبرغ: مدير شعبة أمريكا اللاتينية ومستشار ورفيع المستوى للرئيس كلنتون.
7- ستانلي روس: مدير شؤون آسيا ومستشار كلينتون.
فهؤلاء كانوا يمثلون الولايات المتحدة في الهيمنة على جميع أصقاع الدنيا وقاراتها، في عصر ما يسمى بالنظام الدولي الجديد، وقصد تسخيرها لمصلحة أمريكا و\"إسرائيل\"، في عهد كلنتون.
3- وزارة الخارجية: كان كلنتون قد وضع طاقم ما يسمى \"عملية السلام في الشرق الأوسط\" في يد رئيسه اليهودي دنيس روس، وثم عين سفيرا يهوديا للولايات المتحدة في الكيان الصهيوني لأول مرة في تاريخ العلاقات الديبلوماسية بينها وهذا السفير هو مارتن أنديك.
4- وكان من أكبر مستشاري الرئيس كلنتون هو \"عما نويل\" الذي لا يبعد مكتبه عن مكتب كلينتون إلا بضع خطوات، وهو مسؤول عن تنسيق المشاريع الخاصة في البيت الأبيض.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية في ملحقها الأسبوعي الصادر في أوائل شهر شتنبر 1994: ((إن غالبية مستشاري الرئيس الأمريكي والمسؤولين عن الشؤون الخارجية والأمن في الإدارة الأمريكية هم من اليهود... وإن هؤلاء المستشارين والموظفين اليهود يملأون ردهات البيت الأبيض ومكاتب وزارء الحكومة الأمريكية)).
5- وكان في مجلسه الوزاري وزيران يهوديان خطيران هما: ميكي كنطور وزير التجارة الدولية وروبرت رايخ وزير العمل.
*الخلاصة: لقد كان كلنتون بحق خير عون لليهود الذين لم يمنعوا الفلسطينية من قيادة السيارة فحسب، بل من منعوها من مقومات الحياة الأساسية، ومن أن تصل إلى المستشفى لتنقذ نفسها، أو أولادها من الموت، أو لتلد جنينها.
فلم يسأل هذا الذي برز علينا في ثياب الواعظ عن حقوق المرأة في أرض الحرمين!! لم يسأل آنذاك عندما كان رئيسا، عن حق المرأة المسلمة في الحياة، وليس في قيادة السيارة، واليوم بكل وقاحة يريد أن يعلم المسلمين كيف يحترمون المرأة!!
لقد كنت يا كلنتون مجرما تقتل نساء فلسطين، ونساء وأطفال العراق، حتى مات أكثر من مليون طفل عراقي في الحصار الذي كنت راعيه، ولازالت الأجيال من الأجنّة تحمل، وستحمل لوثة اليورانيوم الذي لوثتم به الخليج والعراق، إلى أجل غير مسمّى.
لا ليمهّـد الطريق لقيادة المرأة الخليجية للسيارة، بل ليمهّـد الطريق للموت والأمراض التي تفتح الطريق لمستشفيات أمريكيّة جديدة، ولمزيد من جشعكم المادي، ستبقون تقتلون الناس ثم تسيرون في جنازتهم باكين.
ولازال فقراء العالم يموتون جوعا، بسبب سياسات إمبراطوريتكم زعيمة الإجرام، والمهيمنة على تجارة الرق العالمي، والمصدرة لإهانة المرأة في نشر الدعارة في العالم، والمصدرة للموت، والدمار، والبؤس في كل مكان.
فلن تخدعنا اليوم في حديثك المنافق عن حرية المرأة، وارجع ـ خيبك الله ـ خائبا إلى عاهرتك، قاتلك الله ومن رفع بك رأســـــا.
وأخيرا فإن المرء ليتذك
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد