بسم الله الرحمن الرحيم
لعل الحديث عن التربية الإسلامية وطُرق تدريسها في عالمنا العربي من المعضلات التي تحتاج إلى توصيف وإلى وضع حلول لهاº وذلك لكون تلك المادة الهامة التي تُعتبر ضمن المواد التي تربي الوجدان لدى الأبناء، وتبعث فيهم روح الانتماء إلى الوطن وإلى الأمة وإلى النفسº فهي تؤصل الهوية كما نريدها وليس كما يريدها الآخر، الذي يبحث عن توجيه السهام للإسلام بشكل عام، ولكل من ينتمي إليه بشكل خاص من أبناء الأمة.
والسؤال الآن هل المشكلة فيما نعرضه على الأبناء من محتوى غير مناسب لطبيعة أعمارهم؟ أم أن المشكلة تكمن في عدم القدرة على استخدام المداخل المختلفة لتدريس تلك المادة الهامة؟ أم يا ترى أن المشكلة تكمن في اعتبار تلك المادة في سياق المقررات غير المهمةº لكونها لا تُضاف إلى المجموع في كثير من البلدان العربية؟ وهذا يجعل الكثير غير مكترث بأهميتهاº وبالتالي لا نجد المعلم المؤهل لتدريسها.
أسئلة كثيرة نطرحها على كل مهتم بأن تكون لدينا هوية إسلامية وفق منهج دراسي يتم تدريسه على مستوى التعليم العام، وعلى مستوى الجامعاتº حتى نحقق الهدف الرئيس من تدريس التربية الإسلامية، وأن نخرج أجيالاً تعي معنى الإسلام ومعنى التسامح، وتدرك حقيقة أن الإسلام دين العزة ودين الرحمة، دين العفو عند المقدرة، دين لا يعرف التطرف وليس من شيمه.
إن السبيل إلى كل ما سبق وغيره من الخصال والقيم يمكن أن نطرحه على الأبناء عبر استخدام أساليب تدريس، وكذلك طرق تدريس يمتلكها المعلم المعدّ إعدادًا مقصودًا لتحقيق تلك الأهداف.
ولعل الصفحات التالية تشرح لكل مهتم آليات تحقق الهدف المنشود.
أولاً: أساليب تدريس القرآن الكريم:
يهدف تدريس القرآن الكريم للأطفال إلى وصلهم بكتاب الله - تعالى -، ومساعدتهم على تلاوته تلاوة صحيحة، وتهذيب نفوسهم، وتزويدهم بثروة لغوية من الألفاظ والتراكيب تساعدهم على التمكّن من لغتهم، وتذوقها في حدود ما تسمح به قدراتهم.
ويقوم تدريس القرآن الكريم للأطفال على الخطوات الآتية:
1- تدريب التلاميذ على مجلس الاستماع للقرآن الكريم، وما يتطلبه من آداب وخشوع وحسن إصغاء.
2- التمهيد للآيات التي ستتلىº بهدف تشويقهم إلى معرفة موضوعها، وفهم ما تتضمنه من أحكام ومعانٍ,، وإثارة أذهانهم إلى ما تحتويه من دروس وعِبر.
3- التلاوة النموذجية للنص، تلاوة تتسم بمراعاة الأحكام وجودة الأداء وتمثيل المعنى.
4- شرح الآيات: إذا كان النص طويلاً قسّمه المعلم إلى وحدات أصغر، مترابطة المعنى، ثم يتناول كل وحدة بالشرح، ويربطها بعد ذلك بما قبلها وما بعدها. ويكون الشرح بأساليب متعددة، منها: توجيه الأسئلة المثيرة حول المعنى العام أولاً، ثم المعايير الجزئية، ثم معاني المفردات بشرح معناها أو بذكر آية مرت فيها تلك المفردة على التلاميذ.
5- التلاوة الزمرية. وفيها يُقسم الفصل إلى زُمر (مجموعات)، ويتلوا كل فريق مرة أو أكثر، والمعلم يستمع، مع باقي تلاميذ الفصل، ويتوقف عند الخطأ ليصححه، وقد يتلو أحسن تلميذ في كل فريق ويردد الآخرون وراءه، ويلاحظ المعلم الأخطاء، ويساعد التلاميذ على تصويبها.
6- التلاوة الفردية: وفيه يشجّع المعلم تلاميذه على الأداء الجيد، واكتشاف الأخطاء، الفردية والشائعة، وتصحيحها.
7- التقويم الختامي: ويكون بالاستماع إلى تلاوة عدد من التلاميذ، والحكم على مدى جودة التلاوة، ويحسُن أن يستمع المعلم إلى من حفظ النص من التلاميذ، ثم يطلب من لم يحفظ بحفظه في المنزل.
ثانياً: أساليب تدريس الحديث النبوي الشريف:
الحديث الشريف هو كل ما أُثر عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من قول أو فعل أو تقرير، وهو المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، ومصدر من مصادر هداية المسلمين، يرسم لهم سبيل الخير والفلاح في الدنيا والآخرة.
ويهدف تدريس الحديث إلى تعرّف الأحاديث النبوية وإتقان قراءتها، وفهمها والاقتداء بشخصية الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، وإبراز عظمته في معاملاته، وحسن الملاحظة في جميع نواحي الحياة، وتنمية الوازع الديني عند التلاميذ بما يتضمنه الحديث من قيّم ومبادئ.
طريقة تدريس الحديث:
1- تهيئة الجو الديني المناسب، من الخشوع والهدوء، وحسن الاستماع.
2- التمهيد للحديث الذي سيتلىº بهدف تشويقهم إلى معرفة موضوعه.
3- قراءة الحديث قراءة صحيحة من قِبل المعلم، ومراعاة جودة الأداء، وتمثيل المعنى.
4- شرح الحديث، ويمكن أن يوظف المعلم في الموقف التعليمي الواحد أسلوباً أو أكثر من أساليب التدريس.
5- على المعلم أن يركّز مع تلاميذه على القيم والمثل الدينية والاجتماعية والخلقية التي يشتمل عليها الحديث، وربط موضوع الحديث بما يُنشر من أحداث في الصحف والمجلات، ومقارنة ذلك بما كان عليه السلف من قصص البر والوفاء وغيرها من القيم التربوية.
ثالثاً: طرق تدريس العقائد:
تدور موضوعات المنهج حول صفات الله والإيمان به، وما يجب له من الطاعة والخشية والمحبة، والإيمان برسله وملائكته وكتبه واليوم الآخر وقضائه. والعقيدة أصل الدين وأساسه. ويهدف تدريس العقيدة للأطفال إلى استكمال جوانب العقيدة وتثبيتها في نفوسهم، وتنقيتها من الخرافات والبدع، وتنمية عاطفة الولاء والحب لله ولرسولهº مما يمكنهم من التنشئة الصالحة فتقوى عقيد تهم، ويصبحوا قادرين على مواجهة الحياة.
طريقة تدريس العقيدة: يمر تدريس العقيدة بعدد من الخطوات، أهمها:
1- التهيئة الحافزة.
2- عرض النصوص القرآنية والنبوية المتصلة بموضوع العقيدة، وقراءتها قراءة جيدة.
3- تكليف التلاميذ بقراءتها بصورة زمرية أو فردية حسب ما يتطلبه الموقف.
4- مناقشة التلاميذ فيها مناقشة سهلة تلقي الضوء على المعنى الإجمالي وبعض الألفاظ.
5- استخلاص العقائد الواردة في النص.
6- إجابة الأسئلة الواردة في الكتاب، وبمجموعة من الأسئلة التقويمية.
رابعًا: أساليب تدريس العبادات:
العبادة في معناها العام كل التكاليف التي كلف الله بها عباده، أو سنّها رسوله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ وهي في معناها الخاص تتمثل في الصلاة والزكاة والصيام والحج. ويهدف تدريس العبادات للأطفال إلى تزويدهم بالمعرفة العملية عن العبادات، وتمكينهم من أدائها أداءً صحيحاً، وتصحيح أخطائهم العملية في أداء العبادات وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو أداء العبادات والحرص عليها.
خطوات تدريس العبادات: يسير تدريس العبادات في الخطوات الآتية:
1- التهيئة الحافزة: بإلقاء بعض الأسئلة عن الموضوع المقرر.
2- يشرح المعلم لتلاميذه بأسلوب سهل وألفاظ مألوفة أهمية العبادة وفوائدها.
3- يعرض عليهم لوحات المحادثة التي تبيّن مراحل العبادة، ويصطحب المعلم تلاميذه إلى محل العبادة.
4- يستعين المعلم بالصور والمخططات التوضيحية لكيفية أداء العبادة والمجسمات الرمزية والخرائط لأماكن الحج والعمرة ومناسكه، واللوحات التي تحمل بعض النصوص الدينية.
5- يهيئ الفرص لممارسة العبادة، ويقوم بالحكم على أداء التلاميذ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد