ترف أم ضرورة

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تم اختيار موضوع \"التعليم بالتمثيل\"  تساءلت في نفسي هل التعليم بالتمثيل ترف أم ضرورة؟ وكيف ستسهم موضوعات هذا المحور في تكوين قناعات الأسرة التربوية، بضرورة اعتماد هذا الأسلوب منهجا تعليميا إن كان ضرورة؟!

ووجدتني أبحث في المنهج التربوي القديم والحديث..فإذا إرهاصات هذا الأسلوب تتواصل في مراحله، وإذا بفن التمثيل يندرج ضمن أساليبه بتلقائية الفطرة وبدراية ودربة التعليم، فالإنسان بطبعه يحب أن يحاكي ويقلد، وقبل أن يدرك معنى الشيء ومغزاه يبدأ في تقليده، وقد يحاكي إنسانا مثله أو حيوانا أو طائرا أو جهازا، ومن خلال تلك الصور الدرامية والمواقف يختزن الخبرات، ويتخذ لنفسه سمات معينة، وتبنى لديه العقائد والمثل.ولعل ما نلحظه من عظم تأثير الدراما على الطفل حديثا، ما يستهويه ويردده من حركات وأقوال شخصيات أفلام الكرتون وأفلام الأطفال وبرامجهم وأناشيدهم وأغنياتهم بما يعكس على شخصيته العديد من سماتها وتؤثر في أخلاقياته... من هنا وجدت كغيري أهمية استغلال هذا التأثير العظيم وإخضاعه للتأهيل والتهذيب التعليمي والتربوي.. ووجدت أن هذا الفن الصعب له من المسالك الميسرة والعديدة.. والقناعات والحوافز، بحيث وجدنا هذا المحور في العديد من الأبواب والأنشطة الثابتة والمتجددة، التي يسهل تبنيها وتطويرها من قبل التربويين في أجهزة التعليم ومحيط الأسرة.. وجدناه منهجا خلاقا وأسلوبا منطقيا لكافة التخصصات.

من هنا نقول أن التعليم بالتمثيل بإيجابياته المتعددة، أضحى من الضرورة إدراجه رسميا ضمن الأساليب التربوية الحديثة، لما يمكن أن يستوعبه من تخصصات تعليمية، وهو ما اتجهت إليه وزارة التربية والتعليم في بلادنا العزيزة من خلال الدورات التدريبية المكثفة نظريا وتطبيقيا للمشرفين والمشرفات، في إطار مشروع تطوير استراتيجيات التدريس الذي عقد شطره على مدى أربعة أسابيع متفرقة هذا العام، حيث أدرجت (لعب الأدوار وهو ما يعني الدراما التعليمية) ضمن أربع عشرة استراتيجية، تضمنها المشروع الموحد والمنفذ على مستوى سبع مناطق تعليمية بالمملكة، منها منطقة الرياض.

ولا نعتقد بعد ذلك إلا أن يكون التعليم بالتمثيل ضرورة لا ترفا تربويا، وقد استشعر ذلك المختصون بالتعليم.