لغتي الجميلة

2.6k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

مالـي خَلَعـتُ ثيابي وانطَلَقـتُ إِلى *** سِـواي أَسـأَلهُ الأثـوابَ و الحُـلَلا

قَـد كانَ لـي حُلَلٌ أزهو بِبهجَتهـا *** عِزّاً وَيزهو بِها مَن حَـلَّ وارتحَـلا

أَغنى بِها، وَتمدٌّ الدفءَ في بَدَنـي *** أَمنـاً وتُطلِقُ مِنّي العـزمَ والأَمَـلا

تمـوجُ فيهـا الـّلآلي مِن مآثِرهـا *** نوراً وتبعَـثُ مِن لآلاِئهـا الشٌّعَـلا

حتى أفاءت شُعوبُ الأرضِ تَسألُهـا *** ثـوباً لتستُرَ مِنها السٌّـوءَ و العِـلَلا

مـدَّت يَدَ الجودِ كَنزاً مِن جَواهِرهـا *** فَزَيَّنتهُـم وكانـوا قبـلـها عُطُـلا

جـادت عليهم وأوفَـت كلَّ مسألـةٍ, *** بِـرّاً تَوالى، وأوفَـت كلَّ مَن سَـألا

*** *** *** *** *** ***

هذا البيـانُ وقـد صاغتـهُ معجِـزةً *** تمضي مع الدّهرِ مجـداً ظلَّ مُتَّصلا

تكسو مِنَ الهـديِ، مِن إعجازِهِ حُللاّ *** أو جَوهَراً زيَّنَ الأعطافَ والـعُطَـلا

نسيجُـه لغـةُ القَرآنِ، جَـوهـرُهُ *** آيٌ مـنَ اللهِ حقّـاً جَـلّ واكـتَمـلا

نبعٌ يفيـضُ على الدّنيـا فيملـؤُهـا *** رَيّـاً وَيُطلـقُ مِن أحواضِهِ الحَفَـلا

أو أنه الروّضُ يُغني الأرضَ مِن عَبَقٍ, *** مِـلءَ الزَّمانِ نديّـاً عـودُهُ خَضِـلا

تَـرِفٌّ مِن هَـديِهِ أنـداءُ خـافِقَـةٍ, *** معَ البكـورِ تَمُـدٌّ الفَيءَ و الظٌّـلَلا

وكـلٌّ مَن لوّحتـه حَـرٌّ هـاجِـرةٍ, *** أوى إلـيه ليلقـى الـرّيَّ و البَـلَلا

*** *** *** *** *** ***

عجبتُ!! ما بالُ قومي أدبَروا وجَرَوا *** يرجونَ ساقطـةَ الغايـاتِ والهَمَـلا

لم يأخذوا مِن ديارِ الغـربِ مكرُمـةً *** مِنَ القناعـةِ أو علمـاً نَمـا وَعَـلا

لكنّهـم أخـذوا لَـيَّ اللّسـانِ وقـد *** حباهُـمُ اللهُ حُسنَ النٌّطـقِ مُعتـدِلا

يـا ويحهم بـدَّلوا عيّـاً بِفصحِهـمُ *** وبالبيـانِ الغنيِّ استبـدلـوا الزَّلَـلا

إن اللّسـانَ غـذاءُ الفكـرِ يحملُـهُ *** عِلمـاً وفنّـاً صواباً كانَ أو خَطَـلا

يظلٌّ ينسـلٌّ منـه الـزّادُ في فِطَـرٍ, *** تلقى بـه الخَيرَ أو تلقى بِهِ الزَّلـلا

الأَعجَمِـيٌّ لِسـانٌ زادُهُ عَـجَــبٌ *** تَـراهُ يَخلـطُ في أَوشابِـهِ الجـدَلا

لم يَحمِلِ الهديَ نـوراً في مَصـادِرِهِ *** ولا الـحقيقـة إلا كـانت الـوَشـلا

*** *** *** *** *** ***

فحسبُنـا مِن لِسانِ الضّـادِ أنّ لـه *** فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَـلا

وأنه اللغة الفصحـى نمـت وزهـت *** تنزّلـت وبـلاغـاً بالهُـدى نـزلا

وأنـه، ورسـول الله يُـبـلـغـه *** ضمَّ الـزمان وضمَّ الآيَ وَالـرٌّسـلا

وأنـه الكنـزُ لا تفنـى جـواهـرهُ *** يُغنـي الليـاليَ مـا أغنى بِهِ الأُوَلا

يظـلٌّ يُـطلِـقُ مـن لألائِــهِ دُرراً *** عـلى الزمان غنيَّ الجـودِ متصـلا

فعُـد إلى لغـةِ القـرآنِ صـافـيَة *** تَجلو لكَ الدَّربَ سهلاً كانَ أو جبـلا

تجلو صراطـاً سويّاً لا ترى عِوجـاً *** فيـه ولا فتنـةً تَـلقـى ولا خَـللا

تجـلو سبيـلاً تـراهُ واحـداً أبـداً *** وللمُضـلّين تلقى عنـدهُم سُـبُـلا


السابقلمـاذا ؟!
أضف تعليق