التعليم الموجه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما التعليم الموجـّه؟ وهل هناك تعليم غير موجـّه؟

أليس مطلوباً من المعلم أن يوجه تعليمه نحو هدف..وهل الهدف تلامذته..أم ما يريد لهم أن يحققوه؟

بمناسبة تناول هذا العدد مفهومي التعلم والتعليم.. كان علينا أن نكون فكرةً عن آراء المعلمين في التعليم الموجه، الذي يتجه من المعلم إلى المتعلم وفق خطط مسبقة وأهداف محددة، وكان السؤال:

لماذا يفضل المعلمون التعليم الموجه، ويتمسكون به إلى الآن.

شاركتنا في الإجابة عدد من المعلمات في المملكة، تقاربت آراؤهن.. وإن كانت أقرب إلى توصيف واقع.

تقول هناء خالد محمود/ أخصائية علم نفس/ مدارس أجنادين للتعليم المبكر/ الرياض:

\"إن التعلم عملية إنسانية مستمرة وهي ذات اتجاهين أخذ وعطاء، رد فعل وتواصل، وهي عملية تخاطب العقل والحواس والعاطفة الإنسانية، لهذا فعلى المعلم أن يشارك الطلبة في العمل على تحصيل المعرفة، وليس هناك خلاف على أن المعلم يريد دائما لطلبته التقدم والنجاح، ومن المعلمين من يعدّ مهمة تطوير قدرة الطالب التفكيرية هدفا تربوياً يضعه في مقدمة أولوياته، ولكن أعتقد أن أكثر المعلمين يعتمدون أسلوب التعليم الموجـَّه، لأن المعلم يستخدم فيه خطة منظمة وأدوات سابقة التخطيط، فتكون الأهداف واضحة، ويكون هناك الوقت الكافي للتغطية الشاملة لكل النقاط الرئيسة في الدرس، ولكن يجب عليه أن لا يعتمد دائما

 الإلقاء المباشر للمعلومة، دون أن يتفاعل مع الطفل ويعطيه الفرصة ليكتشف المعلومة معه\".

أما أم عبدا لعزيز السليمان/ معلمة رياض أطفال/ الرياض فتقول:

\"لم أستخدم التعليم الموجه أبداً في العمل مع أطفال الروضة، فروضتنا لا تتمسك بها، فأنا أطبق المنهج المطور الذي لا يعتمد على هذا الأسلوب في التدريس\".

ما يجعلنا نتساءل إن كان يمكن الاستغناء تماماً عن التعليم الموجـّه في هذه المرحلة.

أمل زايد/ مديرة مدارس أهلية/ الرياض.

\"تفضيل المعلمين للتعليم الموجه إلى الآن والتمسك به يعود لعدة أسباب:

ضعف المعلم من الناحية العلمية، فيخشى من أسئلة طلابه التي قد تحرجه، لو فاجأه أحدهم بسؤال يجهل إجابته.

ولعل السيدة أمل تشير إلى إتباع المعلم طرقاً سهلة في التدريس، وتعتبر ذلك خللاً في أمانة التعليم.

المعلمة منى عبدا لحفيظ/ مدرسة رياض الخزامى/ الرياض، حرصت على إبراز النتائج السلبية على المدى الأبعد، لهذا النوع من التعليم.. لكن مثالها بلا شك لم يأت من فراغ:

\"أعتقد أن مزايا التعليم الموجه أنه يعطي المتعلمين المعلومة المنطقية التي يجب عليهم تعلمها، ولذلك يلجأ المعلم إلى هذا النوع من التعليم، ولكن يجب على المعلم أن لا يرى نفسه داخل الصف مديراً وينظر إلى الطلبة باعتبارهم موظفين عنده، لأن الطفل يتقبل هذا الدور من المعلم ويلتزم بتوجيهاته وأقواله مهما كانت أخطاء المعلم أو عيوبه، ولعل هذا ما يجعل الدارسين عندما يكبرون مؤهلين ليكونوا موظفين تقليدين، ينتظرون الأوامر دونما مراجعة أو تدقيق\".

وتجزم أم هيثم / معلمة روضة/ الرياض، بحقيقة قد لا يشاركها فيها كثير من المختصينº فتقول:

\"أعتقد أن المعلمة قد تلجأ إلى أسلوب التعليم الموجه حتى تتحقق من وصول المعلومة إلى الطالب، إذ إن الأسلوب غير المباشر في التعلم لا يضمن للمعلم ذلك\".

بينما تحاول سهام اليحيى/ معلمة صعوبات تعلم/ مدرسة 143 الابتدائية/ الرياض، إبراز دور المناهج وأثرها على المعلم قائلة:

\"لا شك أن التغيرات التي طرأت على المناهج الدراسية، قد أحدثت تغييرات في موازنة مهام المعلم في العصر الحديث، ومما لا شك فيه أن المناهج تؤثر على دور المعلم مثلما تتأثر به، بعض المعلمين وهم الأقلية لا يعتمدون طريقة التعليم الموجه بل يعتمدون أساليب تعليمية أخرى تنمي قدرات الطفل، ولكن أكثرهم يتمسك بالتعليم الموجه لأنه يرى أنه الطريق الأسهل، بينما الأساليب الأخرى التي تتطلب إشراك الطالب بشكل فعال ستأخذ منه وقتاً وجهداً أكثر\".

مي العبد الكريم/ معلمة سابقة/ الرياض، تقول باختصار:

\"إن اعتماد أسلوب التعليم الموجه في التدريس سببه:

* أنه أسلوب متوارث تعودنا عليه.

* هو طريقة أسهل للمعلمة، ولا يحتاج إلى كثير من الوسائل التعليمية المرهقة في إعدادها\".

وتأتي إجابة سارة الصالح/ مدرسة رياض أطفال/ الدمام، لتوضح وتجمل الرأي في هذا التعليم فتقول:

أعتقد أن المعلم يعتمد طريقة التعليم الموجه لأنها لا تأخذ وقتاً وجهداً كبيرين، ولأن المعلم يتحكم في الكم والكيف، فحجم الاستفادة سيعتمد على الطريقة التي يتبعها مع طلابه، وهذه الاستفادة لن تكون عن طريق جعل نفسه المتحدث الذي يلقي بالمعلومات ويشرحها بطريقة موجهة ومنظمة ووفق خطة محددة، بحيث لا يكون في الدرس مفاجآتº ولكن مشاركة المعلم طلابه والتفاعل معهم لاكتشاف المعلومة، سيسهم في تحسين قدراتهم على الفهم والاستيعاب\".

 إن المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التربوية، وبإمكانه أن يهيئ الفرص التي تقوّي من ثقة المتعلم بنفسه، وتقوّي روح الإبداع والتفكير لديه، والمعلم الكفء يستطيع أن يطوّر من المنهاج الذي يستخدمه بحيث يجعله قادراً على تحقيق الأهداف التربوية بفاعلية، دون أن يتخذ دائماً دور اللائم لغيره، المنتظر أن يقوم المختصون والمسئولون بإجباره على التغيير، فالمبادرة واحدة من أهم عادات الناجحين، إلى جانب صفات إنسانية وأخلاقية وشخصية، ورغبة حقيقية في التعليم، تجعله معلماً ناجحاً وقدوة لتلاميذه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply