بسم الله الرحمن الرحيم
استضاف المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الرياض الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين حيث تحدث عن تجربته الأدبية والنقدية.
والأديب أ.د. محمد بن سعد بن حسين أستاذ الدراسات العليا في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، له عشرات الكتب المطبوعة في النقد والأدب، وعدة دواوين شعرية، فضلاً عن عدد كبير من الكتب المخطوطة، وقد أدار اللقاء الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وحضره عدد كبير من الأدباء والنقاد ورواد الملتقى.
الدراسة والتأصيل:
تحدث د. محمد بن سعد بن حسين عن دراسته وطفولته، وبعض معالم حياته الخاصة، إذ درس على نخبة من العلماء في الرياض ومكة المكرمة، من أشهرهم العالم الرباني الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ يرحمه الله، وقد تناولت دراسته علوم الدين واللغة العربية، ثم انتقل عام 1371هـ إلى دار التوحيد في الطائف، وتلقى علوماً لم يعهدها من قبل مثل تاريخ الأدب، وفي هذه الدار كان المنطلق الأول للإبداع لديه، وهناك نظم أول قصيدة.
كما أن أساتذته شجعوه على النقد.. الذي كان له الأثر البالغ في حياته المستقبلية، وعندما طلب منه أستاذه أن ينقد كتاب \"المعذبون في الأرض\" لطه حسين، استصغر نفسه، فقال له الأستاذ: \"لا تستصغر رأيك أمام أي رأي آخر\"، ثم أضاف د. محمد بن سعد بن حسين قائلاً: وخلاصة التجربة النقدية والأدبية عندي أني في الواقع رهين لكلمات من شيوخي، هي التي وجهتني إلى هذه الإبداعات سواء في مجال النقد أم الشعر أم المقالة، ونشر لي ثلاثة دواوين شعرية، وعندي ديوان ضخم حوالي ألف صفحة، وآخر ديوان بعنوان \"اشتعالات عالية\" لا يزال مخطوطاً.
مفتاح الإبداع:
ثم وجه المتحدث بعض النصائح للأدباء الشباب فقال: إياكم والتجافي عن التتلمذ للشيوخ، وإذا أنَّبك الأستاذ فلا تغضب، وتأكد أنه يريد لك الخير، ولا شك أن تشجيع الأستاذ عبد السلام سرحان كان له الفضل العظيم عليَّ، وكلما زاد الإنسان ثقافة كان إبداعه أفضل، فلابد من القراءة الدائمة في طريق الإبداع، وأوصي أبناءنا بأن مفتاح الإبداع هو الإكثار من القراءة بفهم ووعي وإدراك، والإبداع يحتاج إلى موهبة، كما يحتاج إلى أمرين آخرين مكتسبين هما الثقافة والمرانة، وسبب الضعف عند بعض الموهوبين.. ضعف القراءة.
الناقد والثوابت:
كما تحدث عن تجربته النقدية مبيناً ما يكتب عنه في بعض المنابر الأدبية والثقافية فقال: يقولون عني: ابن حسين ناقد جامعي تعليمي، ويعنون بذلك أني لا أصير إلى أساليب النقد الحديث، والحق أنني معجب بأساليب الناقدين القدامى، ولكن لا أهمل أساليب الناقدين الجدد، ولا أستطيع أن أكون ناقداً على أساليب الغربيين، لأن ذلك لا يتفق مع ثوابتي وثقافة أمتي الإسلامية، وما يجب أن يكون عليه اتجاهنا هو أن نحافظ على الدين والثوابت واللغة والعادات والتقاليد الأصيلة والأخلاق السامية، ولذلك لابد أن ننمي في نفوسنا أولاً الاتجاه الإسلامي ليكون الإبداع إسلامياً أصيلاً بعيداً عن لوثات الغرب وأساليبهم المناقضة لعقيدتنا وثوابتنا وأخلاقنا، فهل نعي ما يُحاك لنا
العصامية:
وقد أثنى الدكتور عبد القدوس أبو صالح على عصامية الأديب والناقد د. محمد بن سعد بن حسين الذي استطاع أن يكون شخصيته الإبداعية، فارتحل إلى أماكن متعددة، ونهل من مشارب كثيرة، وقد أفادنا الليلة بهذه النصائح الطيبة الخاصة بالأدباء الشباب، كما تبين أن حياته الأدبية تجمع بين التراث والمعاصرة، فأخذ منهما ما ينفع دون أن يكون مبهوراً أو مستسلماً إلا للثوابت.
أما الناقد الدكتور سعد أبو الرضا الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب رئيس تحرير مجلة الأدب الإسلامي فقال: كنت مسروراً وأنا أصغي للأديب الدكتور محمد بن سعد بن حسين وهو يعرض هذه التجربة المتعددة الأبعاد، وتجربته الأدبية الإبداعية جديرة بالوقوف عندها والاستفادة منها، وهي تجربة أصيلة نحن بحاجة إليها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد