زائر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال لي: سر، وراح يعـدو أمـامي*** فـي دروبٍ, مـن السّـَنا و الظَّلامِ

 

يقـطع البيـدَ والنٌّـجـود سعـيداً *** بـخـطـىً كالأصيل، حُمـرٍ, دوامِ

 

وإذا اليأس والفضول والحُبٌّ ينشَطن*** بـقـلـبي، ويستـثرن اهتمـامي

 

فتملمـلتُ، ثـم قمـتُ، وألقيـتُ *** إلـيـه، طـوعاً وكرهاً، زمامـي

 

قال: فارجع إن شئتَ، إن طريقـي *** شـائـكٌ، أو فـاصبر على أحكامي

 

قـلت: ذكَّرتني بصاحـب موسـى *** يـا صـديـقي، فزدتَ فيك هُيامي

 

فامضِ أنَّـى تشـاءُ، إنّـي لماضٍ, *** فـرمـانـي بـنـظـرة، وابتسام

 

ومضينا عـبـر الوجـود، كأنّـا *** فـي سـبـاق عـاتٍ, مـع الأيـام

 

نقطف الزَّهر من حِسان الرٌّبا غضاً *** ونـلـقـيـه فـي دروب الأنـام

 

و نعيد السَّنى من الأنجـمُ الزَّهـر *** ولـو لـمـلمـَتـهُ من ألـف عام

 

ونعيش الحياة أغـلى مـن الكـون *** وأحـلـى مـن شـائـق الأحـلام

 

إيه يا صاحبي، لقـد طـار جـدّي *** أيّ نُـعـمى هذي!؟ وأيّ مـقام!؟

 

قال: مهـلاً، وانظر هناك، فأبصرتُ *** بـعيـداً حـقـلاً مـن الألـغـام

 

فتشاءمـتُ بعـد فـألٍ,، وشـبـَّت *** رَغَـبـات مكـبوتة في عظـامي

 

قال: إن شئتَ أن تـعود، وإن شئت *** غـزوتَ الـصِّـعـاب بـالأقـدام

 

قـلت: ماذا من بعد خَـوض الرَّزايا *** قـالـ: مـا تـشـتهي من الإكرام

 

وتقدَّمـت خلـفه، وهـو يمـضي  *** وجـنـانُ الـخـلود أمست مرام

 

فسـرينا من حيثُ لم تسـرِ ريـحٌ *** فَـرَقـاً مـن حـبـائل الأصـنام

 

فـإذا نحن و الرَّدى في الغيـابـات *** فـأدنـى إلـيَّ كــأس حِـمـام

 

قـلـت: ويـلاه، إنّ كـأسـك سُمُّ *** وحـرامٌ عـلـيَّ رشـفُ الـمُـدامِ

 

قال: فاجرع، فقلتُ: سمعاً، وأزمعتُ *** وأومـأت لـلـدٌّنـا بـالـسّــَلام

 

فـإذا الـكـأس في يـديَّ حُـطامٌ *** وهـو يـرنـو إلى بقايـا الحُـطام

 

ثـم ولَّـى عن ناظـريَّ ضحوكـاً *** راضـيَ الـقـلـب، ساحر الأنغام

 

وتـلاشـى، كـأنما كـان حُلُمـاً  *** قـصَّ لي قصـتي مـع الإسـلام

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply