وانشق شذا ريحانِها الفاغِم
في موكبٍ, من نوره الباسِم
من صادحٍ, فيه ومن باغِم
غُصن ينوسُ، وجدول حالم
إن شئتَ أوبةَ سالمٍ, غانِم
لا عاصم منها ولا راحِم
فإذا أصبتَ فإنَّك الغارِم
أُنموذجاً لنعيمها الدَّائم
والسِّحرُ ينفُثُ ماءَها السَّاجم
ينمو ويُنبِتُ دونَ ما ناظِم
يوماً غلامٌ شعرُهُ فاحِم
وخيالُهُ متكلمٌ عارم
مُتيقِّضاً في صورةِ النَّائم
الفقرُ فيه قاعدٌ قائم
عصفَ الرَّدى بفؤادها الدَّائم
تُلهيهِ عنه وأنفهُ راغم
مصرَ لينفُضَ هَمَّه الجاثِم
في العيشِ نهجَ الكيِّسِ الحازم
صفةَ الأديبِ وحليةَ العالِم
أمَّا أرادَ فما لها كاتِم
فيضئُ نوراً جمرُها الجاحِم
***
صاغَ القريضَ بعصرِه الزاهِر
طُرّاًً بفيضِ عُبابِه الهادر
ما طالها من قبله شاعر
مُتَنقِّلاً كتنقلِ الطائر
طلباً لمجدٍ, ما له آخر
ظهرَ القلوصِ وصَهوةَ الضَّامر
غرَّاءَ وهو رويَّها الدَّائر
إلاَّ لهُ في أهله ساهر
عند المبجَّلِ من بني طاهِر
عن عشقِ خودٍ, طرفُها خازِر
لكن أحسَّ بجرحِها الغائِر
وتعاطفَ المسحورُ والسَّاحر
وانشد رضاء الفاتنِ الآسِر
***
عن قومه لهوٌ ولا درنُ
تُمنى بأحداثٍ, وتُمتحنُ
من أذربيجان التظت فتنُ
يلتجٌّ فيها الشِّركُ والضَّغنُ
لكرامةِ الإسلامِ تمتهنُ
ويخوضُ عِثيَرها ولا يهِنُ
منه خيالٌ جامحٌ أرِنُ
صوراً يتيهُ بآيِها الزَّمنُ
فكأنَّ بدءَ حياتِهِ الكفنُ
تلتذٌّهُ الأسماعُ والفِطنُ
***
بائيَّةٌ طائيَّةٌ عجبُ
عن أن يشوبَ جمالَها كذِبُ
مثلَ المجرَّة ملؤها شُهُبُ
وتهلَّلت جذلاً بها العربُ
***
لبني أبيك اليوم إذ وثبوا
تغييرَ إلا الاسمُ واللقبُ
والغربُ فيه الرومُ ما غربوا
معهم ملاحمُ ليس تنقضِبُ
محواً، ويأبى اللهُ والحسبُ
***
هو للكرامةِ معقِلٌ أشِبُ
يومَ الوصولِ إليه يقتربُ
والغيثُ قطرٌ ثم ينسكبُ
ذكراك يزهو الشِّعرُ والأدبُ
لغةُ الكتابِ وعاشت العربُ
طُف بالخمائلِ من رُبى جاسم
وتملَّ عند الفجرِ روعتَها
واسمع غناءَ الروَّضِ منتشياً
ما شئتَ من نسمٍ, يجوسُ، ومن
لكن توقَّ هوى جآذرها
فلدى جآذر جاسمٍ, مُقلٌ
غُنم لعمرك أن تشاهدها
أرضٌ كأن الله أبدعها
الحسنُ معجون بتربتها
والشعرُ من هذين مزدهرٌ
هذا الثَّرى المنضورُ جال به
في نطقهِ حصرٌ وتمتمةٌ
يمشي خلالَ الرَّوضِ مُتَّئِداً
في البيتِ حالٌ لا تروقُ له
لا أمَّ ترأمُهُ برحمتِها
والوالدُ الخمَّارُ حانتهُ
عزمَ الغلامُ ليرحلَّن إلى
فأقام بالفسطاطِ مُتَّبِعاً
إذ باع فيها الماءَ مشترياً
والعبقريةُ سرٌّ مُبدِعِها
تغدو الصِّعاب وقود جذوتها
***
ذاكم (أبو تمام) سيِّدُ من
عصرِ الفحول، فكيف أخملَهم
وسما لمرتبةٍ, محلِّقةٍ,
ما زال من بلدٍ, إلى بلدٍ,
لا يستقر بموضعٍ, أبداً
حتى غدا الوطنُ الوحيدُ له
نظم البلادَ قصيدةً عجباً
نثر الهوى فيها فما بلدٌ
حتى خراسان ألمَّ بها
لم يثنِه جودُ الأميرِ بها
غنَّت ولم يفهم رطانتَها
وبكى لها متوجِّعاً فبكت
غضب الأميرُ فدعهُ في غضبٍ,
***
حاشى ابن أوسٍ, ليس يشغلهُ
ما كاد يسمعُ أن أمَّته
(فبأردبيل) وحول (أرشقها)
إذ شبَّ (بابك) ثورة عمماً
وعلى الثغورِ الرومُ قد وثبت
حتى انبرى الطَّائيٌّ يشهدها
تجري به فرسٌ يسابقها
ثم انبرى يجلو ملاحمها
خلدن للطوسي ميتته
وغدا الذي تقذى العيونُ به
***
وليوم عمٌّوريَّةِ انطلقت
غرَّاءُ تُغنيها حقائِقُها
فيَّاضة نوراً ونار لظى
تركت وجوه الرٌّومِ كاسِفةً
***
أحبيبُ في ذكراك تذكرةٌ
أعداؤنا هم هم كعهدِك لا
صهيونُ صار اسماً لبابِكمُ
من ألفِ عامٍ, ما تزالُ لنا
يبغون أن يمحوا رسالتَنا
***
فاخلد أبا تمام في وطنٍ,
الوحدةُ الكبرى له أملٌ
إن لم تتم غداً فبعدَ غدٍ,
وانعم بهذا المهرجان ففي
وليبقَ شعرُك عوضُ ما بقيت
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد