الأسرار النفسية للاختبارات


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأستاذ الدكتور/ علي أحمد سيد مصطفى أستاذ علم النفس المشارك بكلية البنات بالرياض في حوار   حول كيفية مواجهة الطالب للاختبارات والنصائح التي تعين الطالب على تجاوزها بتفوق ونجاح

 

1  ما النصائح النفسية التي توجهونها للطالب قبيل وأثناء الامتحانات ليحقق التفوق والنجاح؟

ينبغي على الطالب قبيل الامتحان أن يركز على مهارات تخزين المعلومات Information Storge واسترجاعها، وهو ما يستتبع معرفة النشاطات والعلميات الذهنية، وأساليب التعلم ومهارات الاستذكار والتعلم والتحكم الذاتي.

وقد أرجع العديد من الباحثين الصعوبات المتعلقة بالفهم والانتباه إلى خصائص ما وراء المعرفة، أي كيف نتعلم؟

وكيف إنه لكل فرد منا طريقة أو استراتيجية للتعلم تختلف عما يمارسه للغير.

ويصل الفرد لدرجة الوعي بإمكاناته ومهاراته الدراسية من خلال الملاحظة الذاتية لذاكرته.

 

2  ما المهارات التي ينبغي أن يراعيها الطالب قبيل الامتحان؟

  أهم تلك المهارات:

 1 تكوين مجموعة من الأسئلة يطرحها الطالب على نفسه قبل قراءة النص، وأثناء القراءة وبعد القراءة، مما يجعل الطالب أكثر اندماجا مع المادة المقروءة، وقد أظهرت نتائج تطبيق تلك الطريقة أو الاستراتيجية إلى زيادة الاتجاهات المعرفية الحميدة.

 2 البدء بعد قراءة النص أو المادة المطلوب استيعابها بتحديد الفكرة الرئيسية في النص.

 3 أهمية القيام بعمليات عقلية مثل (تركيز الانتباه) المرتبط بفهم ما يتم قراءته، أو معرفة معناه كسبيل لتحديد الأفكار الرئيسية أو تفسير النص واستنباط النتائج.

 4 أهمية ممارسة أساليب التقييم الذاتي لمعرفة مدى التقدم أثناء التعلم قبل الامتحان ويتم ذلك من خلال استخدام الورقة والقلم والتسميع والاستنباط الذاتي للمادة المقروءة.

 

3  كيف يحقق الطالب هذه المهارات في نفسه؟

لابد للطالب حتى يدعم مهارات الاستذكار لديه من توافر شروط من أهمها:

 1 أن يتحول الهدف من مجرد النجاح في المادة إلى هدف معرفي في إطار من حب لتلك المادة، بما يحولها من مادة مفروضة إلى مادة مختارة ومحببة.

 2 يستتبع ذلك أن لا يشكل الامتحان العقبة في اجتياز تلك المادة بلا خوف، وإنما يتم بشكل إبداعي متميز.

 3 الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية، وتوظيفها كمدخل لاستيعاب جيد.

 4 التدريب الموزع أفضل من التدريب أو الاستذكار المستمر بما يشتت الجهد والانتباه.

 5 تجريب أكثر من استراتيجية (طريقة أو خطة) محددة لتنمية مهارات الاستذكار، والأخذ بالأفضل سواء كانت القراءة الجهرية أو القراءة الصامتة أو باستخدام الورقة والعلم.

 

4  هذا قبيل الاختبارات فماذا عن فترة الامتحانات؟

لا شك أن مهارة أداء الامتحان قدرة تختلف من طالب لآخر، وإن الذكاء والخبرة لهما دور مؤثر في تدعيم تلك المهارة أو القدرة، وأهم تلك النصائح:

 1 عمل جدول عكسي في الأيام التي تسبق الامتحان بمعنى البدء بآخر مادة في الجدول، وصولاً إلى أول مادة في الجدول المعلن للامتحان.

 2 أن الليلة التي تسبق امتحان أية مادة لها دور حاسم في جمع المادة كلها بشرط التركيز المختصر للنقاط الجوهرية بقليل من الحفظ لرؤوس الموضوعات، وفهم بقية أصولها الأخرى.

 3 البدء ببسم الله الرحمن الرحيم قبل قراءة ورقة الأسئلة.

 4 مراعاة أن زمن الاختبار موزع على عدد الأسئلة، لذلك لا بد من البدء بقراءة ورقة الأسئلة وتوزيع نسب للزمن على عدد الأسئلة.

 5 أهمية قراءة ورقة الأسئلة كلها بصورة كاملة ثم البدء بالسؤال الأسهل ثم الأصعب وذلك وفقاً للوقت المتاح.

 6 ضرورة الإجابة على الأسئلة المطلوبة فقط دون زيادة أو نقصان، كما يمكن لتفادي السهو وضع علامة () بجوار السؤال الذي تم الانتهاء من إجابته.

 7 فهم السؤال قبل الإجابة يوازي 5 % من الدرجة المحددة له، لذا ينبغي التمهل قبل البدء بالإجابة حسب الزمن المحدد للاختبار.

 8 طرح الأفكار السلبية قبل الامتحان أو أثناء الأداء، مثل فقد الثقة بالنفس أو الاعتقاد الخاطئ بأن كل ما سبق مذاكرته قد مُحي من الذاكرة، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث ثبت إنه بمجرد البدء بالإجابة وعن سابق استيعاب جيد، يتم بعدها تداعي جديد ومتسلسل للإجابة.

 9 مراجعة ما تم إجابته قبل تسليم ورقة الإجابة تفادياً للسهو أو عدم الدقة والإتقان.

 

5  ينصح البعض أحيانا بعض الأطعمة الخاصة أثناء فترة الاختبارات ما مدى صحة هذه النصائح ومدى فاعليتها؟

نعم لها قدر كبير من الصحة والفاعلية، فينبغي الاهتمام بالماء والغذاء الجيد، وقد أثبتت الأبحاث أن المخ يفقد الماء أكثر من أي عضو آخر في الجسم والكمية المناسبة يومياً تتراوح ما بين 1.5 2 لتر يومياً مما يساعد على تنشيط عمليات المخ وأدائه بصورة جيدة، كما ثبت أن الإشارات الناقلة للتعليمات إلى جميع أجزاء الجسم عبر شبكة الأعصاب تتم بواسطة مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية، والتي يلعب الغذاء الذي نتناوله دوراً مهماً في تكوينها، وبالتالي يزداد النشاط الذهني والاستيعاب بشكل جيد.

ومن أهم العناصر الغذائية لهذه المهمة عنصر الكولين والذي يحسن القدرة على التركيز والتحصيل، ويوجد الكولين في صفار البيض والحبوب والخضروات، إضافة إلى أهمية المنجنيز كما في البقوليات وفيتامين\"ب\"المركب، والحديد الذي يوجد في الكبد واللحم والعسل والأسود والفواكه، والفسفور لدعم الذاكرة والذي يتوفر في الأسماك واللحوم والدواجن والخضروات الطازجة والتمر.

وأخيراً اليود الذي ينشط من فاعلية الجهاز العصبي ويتوفر في الأسماك بأنواعها خاصة البحرية منها، ولا ينسى عسل النحل والذي تعم فوائده وتحسن من أداء نشاط المخ والذاكرة والتي تهم الطالب قبل وأثناء الامتحان.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply