سلاما أيها الوطن

2.2k
4 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

سلاماً أيٌّها الوطنُ المباحُ * * * سلاماً كلّمَا طلع الصباحُ

وأذَّن مسجدٌ وهفت قلوبٌ * * * وردَّدَ سامعٌ وعلا الفلاحُ

ونوَّر طالعٌ وسرى نسيمٌ * * * ولوَّح راحلٌ وشأى الرواحُ

وصفَّق طائرٌ وصفت سماءٌ * * * وغرَّد بلبلٌ وسما جناحُ

ورنَّم شاعر وشذا عبيرٌ * * * وعبَّ متيّمٌ وشذا المراحُ

وعطّر فجرنا غيمٌ بليلٌ * * * مُنثٌ والربى سحرٌ وراحُ

سلاماً حين تحضن سابحاتٌ * * * سماك وحين تنشقك السناحُ

وحين ينير أو يغفو قميرٌ * * * وتغزل عشقها الغيدُ الملاحُ

فتشدو في هواك مردداتٍ, * * * يزين جيدها العلمُ الوشاحُ

سلاماً حين تذبحني وتقسو * * * عليَّ وحين يغلبني السماحُ

لأرضك حين يغزوها يبابٌ * * * وتصفر في صحاريها الرياحُ

لفلاحٍ, بمحراثٍ, قديم * * * تجذّر صارخاً لا تستباحُ

لنجمك بازغاتٍ, آفلاتٍ, * * * تهدهدها المفاوز والبطاحُ

لأقلامٍ, إذا خطت فآيٌ * * * أو امتشقت فنارٌ أو رماحُ

لناي إن تهادى في رباها * * * وناجته الصبا هبوا وصاحوا

لزيتون الحقول وبرتقالٍ, * * * تضوّع منهما هذا الفواحُ

لليمونٍ, تسربله دمانا * * * وتعصره السحاباتُ الطِفاحُ

لأطفالٍ, حجارتهم سهامٌ * * * تصوّبُ والمدى شدُّ وساحُ

لثلكى زغردت لما تنادوا * * * سلاماً أيّها الموت المتاحُ

لأهلي لفَّهم في الليل دربٌ * * * تغيبهم سراباتٌ فساحوا

وتشربهم مدائن كاسَ مُرٍّ, * * * وتجرعهم مداراتٌ فِساحُ

لعين تاهت الأحلام فيها * * * وصوَّح جفنها الماءُ القراحُ

سلاماً حين تُذبح محصناتٌ * * * وتعلنُ عهرها ديناً سجاحُ

لوجهك ذابلات الورد خجلى * * * يساقيها العساكر والقداحُ

فتجثو عند عزمك حافياتٍ, * * * جنودُ القمعِ ينجبها السفاحُ

ونخبك من دمي معصورُ قهرٍ, * * * يقهقهه المصفَّدُ والنواحُ

سلاماً حين يعصرنا أنينٌ * * * وضجت تدفعُ الألمَ الجراحُ

وماجت طافحاتٍ, من أسانا * * * وشد حزامه الجسدُ السلاحُ

لطفلٍ, عقدة الحكام منه * * * ويفضح ما يضمٌّ وما يباحُ

لقبلتك التي أدمت قلوباً * * * عقدنا العزم أن يحيا الكفاحُ

*** ***

سلاماً أيٌّها الوطنُ المرامُ * * * سلاماً كلَّما ذرفَ الغمامُ

سلاماً حين يصمت كلّ شيء * * * وحين يجلجلُ الذنب النظامُ

سلاماً حين يطوينا سبات * * * وحين يخيم القهرُ الظلامُ

وحين يعيد أحمد نبض قلبٍ, * * * تعهده التشتت والحمامُ

لأحمد تنحني الدنيا وتجثو * * * على أقدامه هامٌ فهامُ

لأحمد تكتب الأيام سفراً * * * يجددُ عامَه عامٌ فعامُ

لأحمد أمةٌ ترنو إليه * * * وتَخلده الشهادة والمَقامُ

لأحمد يرتقي المجد المعالي * * * ويصمت عند طلعته الأنامُ

لأحمد ألف ساقٍ, شاهداتٍ, * * * علينا حين تقعدنا الجسامُ

لأحمد يجلس التاريخ تاجاً * * * وترجفُ دولةٌ وهمُ قيامُ

لأحمد تطلق الفرسان شأواً * * * ومن كرسيه ابتدأ الضرامُ

لأحمد تشهرُ الأبطال سيفاً * * * ومن صولاته امتُشقَ الحسامُ

لأحمد كل خطب كل صعبٍ, * * * إذا اصطرع التحدي والخصامُ

لأحمد يشهد الشهداء فخراً * * * وفي استشهاده احتفل الختامُ

لأحمد يجمعُ الشتَّات إلفاً * * * وفي استبساله اكتمل الوئامُ

لأحمد ألف أحمد كلّ يومٍ, * * * يجددُ راية لا تستضامُ

لأحمد رأس شارونٍ, قريباً * * * وفي ثاراته الموتُ الزؤامُ

لأحمد ليس نداً من تدانى * * * وليس لظفره المِسخُ اللِّمامُ

لأحمد ليس نداً ابن قردٍ, * * * وليس لنعله اللٌّقطُ الطُغامُ

هي الويلات تبلونا لأمرٍ, * * * وتفرض أن ينازلنا اللئامُ

ليهنك دعوة كم كنت تدعو * * * وتخشى أن يطول بك المُقامُ

ويشهد كل مشتاق شريف * * * بأنك فزت ما عشقوا وراموا

هنيئاً ميتةُ الفرسان فخرٌ * * * وعارٌ أنهم بالغدر حاموا

سلاماً أيٌّها الوطن المُعَّنى * * * سلاماً كلما صلّوا وصاموا

سلاماً حين أشكو فرط حبي * * * وحين أراك دوماً تستهامُ

وحين أعيدُ من ذكراك ذكرى * * * وأحمل هائماً فيما ألامُ

سلاماً أرضك الكبرى شموخٌ * * * رجالُ العزمِ مدرسةٌ كرامُ

تُعلِّمُ عزَّ نفسٍ, كبرياءً * * * وينهل من مآثرها الأنامُ

فلسطين الحبيبة ملءُ قلبي * * * ويحلو في فمي عنها الكلامُ

وللقدس السلام وألفُ ألفٍ, * * * على من قال للقدسِ السلامُ

وكبَّر هاتفاً للقدس مني * * * دمي عمري عيوني والدوامُ

ففي أحضانها مسرى نبي * * * وفي تاريخها أُسدٌ عظامُ

وفي جنباتها شعبٌ أبيُّ * * * يضامُ المستحيلُ ولا يضامُ

وفي إسلامنا دين يوفّى * * * وأنّا لا نهون ولا نسامُ

عقدنا يا محمدُ راية لا * * * نساومُ أيٌّها البطل الهمامُ

وكيف وأنت قائدنا لحقٍّ, * * * وأنت حبيبنا المثل التمامُ

وأنت زرعت فينا صالحاتٍ, * * * وسنتك المعلِّمُ والإمامُ

وأنت سنام أمجادٍ, وعزٍّ, * * * وأكرمُ مَن به وصف السنامُ


التاليصمود
أضف تعليق