عودة مسيلمة قصيدة تؤرخ خمسين عاما من الحكم الشمولي العربي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة القصيدة:

رحم الله أبا العلاء المعري حيث قال:

فأميرُهم نالَ الإمارة َبالخنا *** وتقيُهم بصلاتِهِ يتصيّدُ

 

وقال أيضا:

 

فواعجبَا نقفو أحاديثَ كاذبٍ, ** ونتركُ من جهلٍ, لنا ما نشاهدُ

 

من هنا ومما عشتُ من أحداثٍ, وقعت منذ أول انقلابٍ, عسكري حدث في سوريا، سنة / 1949 /، جاءت هذه القصيدة، لتؤرخَ خمسين عامًا من الحكم الشمولي العربي، مؤلفة ًمن أربعة عشر مزمورًا مع هذه المقدمةِ كجزءٍ, منها.

 

المزمور الأول

مزاميرٌ  

منَ الآلام والشجن

 نُرتلها

ونهديها إلى الوطنِِ ِ

إلى من مات من أ بنائِنا النجُب ِ

على الصحراء في الأهوار والمدنِ*

وفي سيناءَ والجولانِ واليمن ِ

لقد ماتوا وقد رقدوا

 بلا لحدٍ, ولا كفنِ ِ

دفاعًا عن عقيدتنا

دفاعًا عن كرامتنا

وعن وجدان ِأمتنا

صلاة الله يا وطني

عليهم أينما كانوا

لقد ماتوا وقد رقدوا

بلا لحدٍ, ولا كفن ِ

 

 

 * هم الشهداء الذين سقطوا ضحايا الحروب الأهلية من الطرفين المتقاتلين، منذ حرب اليمن مرورا بكل مدن العراق وبلاد الشام.

 

المزمور الثاني

 مسيلمة ٌ

 يعودُ إليكَ يا وطني

على بحر ٍ, من الأوهام والكذب

 يشّدُ بنا لأمجادٍ, من ا لحقب ِ

منَ التاريخ..من أيامِنا الأولى

ويُوهِمُنا..

بوَحدةِ أمّةِ العربِ

يقولُ لنا مسيلمة:

 بأن الفتحَ آتٍ,   

وأنّ الموتَ للأعداء آتٍ,

ومن دمنا سيشرق فجرُنا نورًا

ونسقط كل أعداء الضّياء ِ

 وند فنُها

ونبعثُ وَحدة َالعرب ِ.

فصدقنا مقالتهُ

 وصدقنا إذاعتهُ

 وصدقنا رسالتهُ

تواعدنا

وواعدنا

فكانت خيبةَ الأمل ِ

 وكانت نكسة كبرى

 وتتبعُها

هزائم في الضّحى تترى

 

المزمور الثالث

ولم يسقط مسيلمة

لأن كلامَه شعرٌ

لأن بيانَه سحرٌ

لأن حديثه حلمٌ

يدغدِغنا

ويلعبُ في عوا طفنا

فنتبعُهُ

 وتتبعُهُ

 قبائلُ امة العربِ

 

المزمور الرّابع

مسيلمة

يصادرُ نا

يصادرُ كلَ ما نملك

يصادر كل ما نقرأ

يصادر كل ما نكتب

 يصادر كل أحرفِنا

ولم يبقِ ِ لنا حرفا

به نقرأ

به نكتب

سوى حرفه

تسبّحُهُ

تمّجدهُ

وتسجدُ عند كعبيه ِ

صحافة أمة العربِ

 

المزمور الخامس

مسيلمة ٌ

أذل النخلَ في الأنبا ر والكوفة

 وفي بغدادَ والبصره  

أذل التينَ والزيتونَ في الضفه

وفي سيناءَ والطور ِ 

وفي غزه .

وما أدراه ُما غزّه ؟

 *لهاشمَ مرقدٌ فيها

وبشرنا بها أحمد  

 بنصر الله ِ والفتح ِ

مسيلمة    

أذل السدرَ في الفسطاطِ والجيزه

أذل قداسة َ النيل ِ

أذل فراتنا الأعظم

أذل الحورَ في دُمّر

أذل الياسميناتِ

 بناتِ المسكِ والعنبر

سليلاتِ الحرائر من أميّه

مسيلمة

أذل السنديانات الأبيه   

أذل شوامخَ ألأمه

 ولم تنجُ سوى زمزم

رعاكِ الله يا زمزم

وشدّ بأزركِ الباري

لفتح ِ القد س ِ والأقصى

وأسقى أهلكِ الكوثر

بكفي سيّدي موسى

بكفي سيّدي عيسى

 بكفي سيّدي أحمد

 

* هو ضريح هاشم جد نبينا ألأعظم صلوات الله عليه. وفي الحديث الشريف: أبشركم بغزة وعسقلان.

 

المزمور السّادس

ولم يسقط مسيلمة

لأنّ كلامَهُ شعرٌ

 لأن بيانَهُ سحرٌ

لأنّ حديثهُ حلمٌ

يدغدغُنا

ويلعبُ في عوا طفنا

فنتبعُه ُ

وتتبعُه

قبائلُ أمّةِ العربِ.

ولن نرضى

بأن ينزاحَ عن عرش

بنيناهُ  

وأمجادٍ, بنيناهَا

على بحر من الأوهامِ والكذبِ.

 وظلت في ضمائرنا

 تعذبها

كأم معارك العربِ

 

المزمور السّابع

وظلّ بسوسه فينا

 فكلٌّ قبيلةٍ,.. فيها مسيلمة

 وكلّ عشيرةٍ,.. فيها مسيلمة

 وكل مدينةٍ,.. فيها مسيلمة

وفي الحارات والساحاتِ نلقاه

تماثيلا وأصنامًا صنعناه ُ

 ولا أدري إذا كنا عبدناهُ

كما عبدت بجهلٍ, أمة ُالعربِ

تماثيلا لهُ فيهنّ أشباهُ

وجاء الثعلبانُ بكل مكر ٍ,

 ليفضحَهُ

 ويفضحَنا

فكان الفعل إياهُ

وبال على محياهُ *

 

* هذه الصورة اقتبستها عن شاعر جاهلي كان قد خرج باكرا من مضارب القبيلة ولقي ثعلبا جاثيا يبول على رأس صنمهم فأرجز بعد أن حطم صنم القبيلة قائلا:

 

أربٌ؟ يبولُ الثعلبانُ برأسهِ لقد ذل من بالت عليه الثعالبُ

 

المزمور الثّامن

وظّل بسوسه فينا

 ففي دمِنا وجدناه ُ

وفي الصبغيِّ من ذكر ٍ, ومن أنثى

 اكتشفناهُ

هناك يخرِّبُ الميراثَ فينا

يهدّمُهُ

يفككُ كلَّ أحرفِهِ

يعطّلها.. إلى يوم التلاقِي

ليجعلَنا

بلا قيم

بلا دين ٍ, وأخلاق ِ

فصار عزيزُنا مِسخَا

وصرنا

 نقبلُ الصّلحَا

 

المزمور التّاسع

 دعيني أقولُ يا أمّي

لهذا الحاكم ِالعربي

تقول صراحة ًكتبي

 بأنّ المجدَ للعلم ِ

وأنّ المجدَ للأدبِ

 وإني عبدُ من أعطانيَ الحكمه

وعلّمنِي ولو حرفا

به أقرأ

 به أكتب

به أنجوُ

من السّفله

 دعاةِ العهر والحربِِِ

 دعاةِ القتلِ والصّلبِ

 

المزمور العاشر

دعيني أقولُ يا أمّي

لهذا الحاكم ِالعربي

بأنّ اللهَ علمنَا

معاني الحرفِ والكلمه

وما أدراه ما الكلمه ؟

هي الله:

بسم الله والرحمن نقرأ

بسم الله والرحمن نكتب

هي الوطنُ:

فلا تيأس أيَا وطنِي

ولا تقنط

ولا تنبس ببنتِ شفه

فانّ الله َ ينصركَ

بفضلِ العلمِ والأدبِ

 وفضلِ العقل ِ والحكمه

بلا ثوره

بلا ثوره  

بلا ثوره

هي الحبُ:

نحبّ الله َ والوطنَا

نحب الناسَ كلّ الناس ِ أعراق ٍ,وأجناس ِ

وكل مظالم ٍ,مرّت

 سيمحو عارهَا الزّمنُ.

هي العِلمُ:

 فهذا الغربُ علاّمه

تربى في مدارسنا

تعلم من ثقافتنا

معاني الحرفِ والكلمه

وراح يزيدها نورًا

 فأضحى سيد الكون ِ.

 

 

 

المزمور الحادي عشر

وهَا خمسونَ قد مرّت

 منَ الآلام ِ والشجن ِ

 فلا قمرٌ

 يطلُ علينا في الظّلماتِ والمحنِ ِ

ولم تأتِ بنو مخزوم تنجدُنا

ولم يولد لنا خالد

ولم يولد بأمتنا

ولا واحد    

 من العبّاس ِ أو هاشم

 ولا من سادةِ الدنيا لأمس

بني، أصل ِالمعالي، عبدِ شمس ِ.

 

المزمور الثاني عشر

وهَا خمسونَ قد مرّت

بها شبّوا على الكذبِ

وهَا هم فيهِ قد شابوا

من التفكير والتعبِ

بكنز المال ِ والذهبِ

وباعُونَا

 وباعُوا عزة العربِ.

 

المزمور الثالث عشر

 دعيني أقولُ يا أمي

لهذا الحاكم ِالعربي

 مقالة َ جدنَا الأكبر

أخاكَ أخاكَ يا ولدِي

 ولو ألقاكَ في المهلك

وإياكم مصالحة

معَ الغَدَّار مُذ خيبر

عدو نبينا موسى

عدّو نبينا عيسى

عدو نبينا أحمد

 

المزمور الرّابع عشر

دعيني أقولُ يا أمّي

لكل شبابنا العربي

 تعالوا نكتبِ العهدَا

 لمن ماتوا وقد رقدوا

بلا لحدٍ, ولا كفنِ ِِ

 بأنا أمة شمخت   

فزانت مفرقَ الشهُبِ

وصارتُ للعلا مجدًا  

وذاكَ المجدُ لم يغب ِ

وإن أصنامُها ركعت  

وذلت أمة َ العرب ِ

فما ركعت أوائلنا

ولن تركع أواخرُنا

 سوى للواحدِ الأحدِ

وإن القدسََ والأقصى

مناسكنا إلى الأبدِ

وهذا العهدُ يا وطني

كتبناهُ

على لوح

من الجيناتِِِِ محفوظٍ,

معَ القرآن ِ في الخلدِ.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply