خنساء العصر


 بسم الله الرحمن الرحيم

إلى التي آوت حولين كاملين أول قائد لكتائب عزّ الدين القسّام، البطل الشهيد(عماد عقل) وهو الذي واجه في مدينة الخليل قوات العدو الصهيوني ببسالة مروّعة وقاتلهم حتى آخر رصاصة ثم اعتلى سطح المنزل المكوّن من ثلاث طوابق ليصلي ركعتي الشهادة وهو غارق بدماه تحت أزيز المدافع والرصاص

إلى التي ودّعت ابنها وهو في عمر الورود في طريقه إلى الشهادة

 

إلى التي استقبلت المهنئين باستشهاد ابنها بزغاريد الرصاص

 

إلى أم الشهيد الذي اقتحم الحواجز ومزّق حرّاسها وأوقع سبعة قتلى وستا وعشرين جريحا في صفوف الصهاينة

 

إلى خنساء هذا العصر، عنوان المروءة و الجهاد والاستشهاد: أم الشهيد البطل (محمد فرحات)

 

خـنـسـاء هـذا الـعـصـر هـيـا أنـشدي *** فـرحـا فـهـذا الـيـوم…عـرس مـحـمـد

 

خــنـسـاء ضـمّـيـه لـصـدرك عـلّـه *** يـحـظـى بـدفء حـنـانـك الـمـتـوقّـد

 

لا تــبــكــه أمّــاه لـيـلـة عـرسـه *** هـا قـد مـضـى…بـشـهـادة وتـشـهّـد

 

ولـتـلـثـمـي وجـهـا تـضـمّـخ بـالدّما *** ســعـيـا لأنـوار الـنـبـي مـحـمـد

 

هــاتــي لـه الـحـنّـاء حـنّـي كـفّـه *** فـالـحـور ولـهـى بـانـتـظـار الـموعد

 

هــاتــي لـه الـحـنّـاء حـنّـي كـفّـه *** تـلـك الـتـي شـعّـت بـأنـوار الـغـد

 

هـذي الـجـمـوع بـبـاب بـيـتـك قد أتت *** تـزجـي الـتـهـانـي بـالـشـهـيد الأمجد

 

فـإذا انـتـهـيـت مـن الـسـلام عـلـيهم *** قـومـي بـأمـشـاط الـرصـاص فـزغردي

 

خـنـسـاء هـذا الـعـصـر قـومـي لملمي *** أشــلاء شــبــل غــارقــات بـالـدم

 

لا تـدفـنـيـهـا فـي الـتـراب بل ازرعي *** أشــلاءه فــي هــام كــل الأنــجـم

 

فـهـو الـذي رفـع الـرؤوس إلـى الـسـما *** وأعـاد بـالـعـزمـات مـجـد الـمـسـلم

 

وضـعـوا حـواجـزهـم بـدرب مـحـمـد *** فــانـهـال بـالـرشـاش دون تـلـعـثـم

 

سـحـق الـحـواجـز فـي الـطـريق ميمّما *** شـــطـــر الـجـمـوع بعــزة وتقدّم

 

وانـهـال فـي حـمـم الـقـنـابـل فـوقهم *** بــركـان نـار مـن جـحـيـم مـضـرم

 

وإذا بــهـاتـيـك الـرؤوس تـجـنـدلـت *** مـزقـا تـنـاثـر…سـابـحـات بـالـدم

 

حـتـى إذا نـفـذ الـرصـاص مـن الـفتى *** هـزّ الـخـنـاجـر فـي صـدور الـظـلّم

 

نـال الـمـنـى بـشـهـادة يـهـفـو لـهـا *** ومـضـى إلـى الـجـنـات حـلـو المبسم

 

فـالـحـور أرّقـهـا الـسـهـاد عـلى الفتى *** والكـــل فـــي الجنـــات جـــدّ متيّم

 

قـد كـان يـمـنـعـهـا الـحـيـاء تـعـففا *** والـيـوم قـد طـلـبـتـه مـنـكـم بـالـفم

 

فـلـتـحـفـظـيـ أثـوابـه بـدمـائه *** يــوم الـشـفـاعـة لـلـنـبـي الأعـظـم

 

قــولـي لـه انـي سـمـعـتـك سـيـدي *** قـد قـلـت فـي الـهـدي الـكـريم المحكم

 

أن الأحــب إلـى الـمـهـيـمـن قـطـرة *** مـن خـشـيـة الـرحـمـنـ أو قـطر الدم

 

هــا قــد أتــيـنـا والـدمـوع جـداول *** وثـيـابـنـا غـرقـى بـبـحـر مـن دمـ

 

هــل تـذكـريـن مـحـمّـدا لـمـا أتـى *** قـطـر الـحـيـاء بـوجـهـه كـالـلـؤلؤ

 

ويــقــول يــا أمّــاه هـيـا أرجـئـي *** كـل الـمـشـاغـل وابـحـثـي عـن ملجا

 

زيـن الـرجـال (عـمـاد)قـائـد ركـبـنا *** بـالـبـاب يـبـحـث هـهـنـا عـن مـخبا

 

فــأجـبـت إن لـم أسـتـطـع تـدبـيـره *** أجـعـلـه فـي قـلـبـي وحـب الـبـؤبـؤ

 

فــرآك أمّــا بــالــحــنـان ودفـئـه *** ورعــيــتــه حـولـيـن دون تـلـكـؤ

 

وجـعـلـت صـدر الـدار لـلـصـدر الذي *** نــال الــصـدارة بـالـصـمـود الأجـرا

 

ورأى بــه الأعــداء لــيـثـا ضـاريـا *** يـــنقـض ليـــس بناكل … أو مبطئ

 

سـعـيـا لـظـل الـعـرش فـي دار الـمنى *** أنـعم بــظــل العرش من متبوّء

 

حــتـى إذا نـفـد الـرصـاصـ وضـرّج *** الـبـطـل الـمـصـابـر هـبّ لـلمتوضّا

 

حــتــى يـصـلـي ركـعـتـيّ شـهـادة *** تـحـت الـقـذائـف خـاشـعـا لـم يـعـبا

 

خـنـسـاء هـذا الـعـصـر قـومي حضّري *** طـبـق الـصـبـاح لـقـائـد لـم يـفـطر

 

فــالــيــوم يـوم وقـيـعـة قـدسـيـة *** فـادعـي لـه واسـتـغـفـري واسـتـبشري

 

ف(عـمـاد) قـرّر أن يـكـون (ضـرارهـا) *** لــمّــا رأى أمّــا (كــبـنـت الأزور)

 

خـنـسـاء هـذا الـعـصـر قـومي أشعلي *** كـل الـفـوانـيـس الـتـي لـم تـشـعـل

 

فــالـيـوم جـلـوتـه ولـيـلـة عـرسـه *** والــحـور جـهّـزن الأسـاور والـحـلـي

 

لــكــأنــه فــوق الأرائـك (حـمـزة) *** وكـأنّ نـور الـوجـه يـسـطـع من (علي)

 

فـشـفـيـعـكـم بـعـد الـنـبـيّ مـحـمد *** ســبـق الـحـمـايـة لـلـشـهـيـد الأوّل

 

تـيـهـوا عـلـى الـدنـيـا فـخـارا أنّـكم *** أهــل الــمــروءة والـعـطـاء الأجـزل

 

أسـقـيـتـمـونـا الـشـهـد مـن عـليائكم *** والـعـرب أسـقـونـا كـؤوس الـحـنـظل

 

فـلـتـتـركـوا أهـل الـسـلامـ بـحلمهم *** يــتـزلّـفـون الـغـرب تـحـت الأرجـل

 

ولــتـشـرقـوا فـي الـكـون آيـة عـزّة *** ولـتـرقـبـوا سـيـر الـحـوادث مـن عل

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply