أثار حنينه جديد ادّكاره ِ *** فقلَّبَ قلبه على جمر نارهِ
وناداه أمسه القريب، وحيٌّه *** الحبيب، وغصنه الرطيب..لدارهِ
فقرر أن يعود بعد اجتراعه *** مرارة بعده..وطول سفارهِ
تردد مُقدماً، وأحجم خائفاً *** وقرر أن يخوض لُجَّ المكارهِ
وشدَّ للحظةٍ, حبال إبائه *** وأرخى لساعة عنان اعتذارهِ
تملكه عصف الجوى وتحرق *** الهوى.. فأراده إرادةَ كارهِ
ومد خياله أمامه حالماً *** وأمعن في رؤاه غِب َّ مساره
تذكر أهله فشدّه ذكرهم *** وحث خطاه، فالهوى بانتظاره
وطار محملاً بحرقة شوقه *** وعذب أمانيه، وسعد نهاره
وغنى، وردد الغناء لعله *** يعود له الصدى بصوت هزاره
لعل كلاب الحي تسمع خطوه *** فتنبح، أو يثور صِبـيَة جاره
أثار غبار دربه بنعاله *** لعل بقايا أمسه في مُثاره
ولوح بالقميص باهتة ألوا *** نه، ولطالما زهت باغتراره
فرد إليه الصمت بعض سؤاله *** وأخمد جمره، وجذوة نارهِ!!