خـواطر الـليل أفـكارٌ بها الـفـكرُ *** تـجـادل الروح إن أعـطـى لها البصرُ
فيشرق النور فيها كي يـلاطفها *** ويســفر الـغيـب عن عـمـقٍ, بـه الـعبرُ
أعيش بـعـض لُـحيظـاتٍ, أُسامرهــا *** فـأوقـظ النفس في نفسي وأسـتـعرُ
وأمتـطي صهوة الأفكار في قلمي *** خلاصـة العلم في الأقلام تنحصرُ
يخاف خوفـي على خـوفي لمعضِلـةٍ, *** مضت بـذاتي إلى ذاتٍ, ســتـصـطبـرُ
فـذات نـفسي لها والصبّرُ مُنـعطـفٌ *** وصبر نفسـي على الأحلام يقتصرُ
وليس لـلمرء خـلــدٌ عنـد فـانـيـةٍ, *** وهكذا الـعُـمر لـلأيـام يـفـتـقِـرُ
أجوب طوراً غموض النفس أسألها *** لما الغـموض بـعمق النفس يـنـتشـرُ؟
فكلّ نـفسٍ, لها في عمقها وبـهـا *** جوانب الكون لا يجتازها النظرُ
قـرأت في صـفحة الإنسـان قصته *** وجـدت فيهـا قلـيـل الحبّ يـعـتبرُ
وإن لـمحت بـوادي الكون مرتقباً *** لأخـر العمر، لن تـهدي بنـا الـعـبـرُ
فـإنّـني جئت إنـسـانـاً مـطـامحـــه *** تـجاربٌ في مداها العمر ينكسرُ
تروم روحي وآمـالي تـفـاؤلَـنـا *** على قـوارب آمـالٍ, بــهــا الفِكرُ
لتـستــرد من الأحلام أروعـهـا *** كما البوادي، وفيها يـنـدرُ الشجرُ
أقـول للعمر عـرّج حيث حـاضرنـا *** ولا تـهـاجر لأتٍ, ســوف ينحصرُ
فيدفع القلب فكري غير مكتـرثٍ, *** بـمـا أُعاني، شــرودي بـيـته القمرُ
كـأنّ أوّل أحـلامي تـلاحقني *** إلى أواخـــر آمـالي فـتـنـتـصـرُ
هـنـاك في الشـام عاشـت مـرّةً معنا *** فـذاك في عمر ِغـرٍّ, دربـه وعِـرُ
وغادر الشــام يـبـغي غربـةً وبها *** مضى الضـياع بـقلبٍ, كاد يـنـفجرُ
فـتلكمُ وصلـةٌ من قصّتـي معها *** ملامـحٌ مـن كثير الـدمـع يـنـهـمـرُ
و وصـلةٌ متن جنون الـصبِّ مـطلعها *** مع الخــتـام، حنيـنٌ لحنــه الــوتـرُ
ووصلةٌ من جنون الشـوق تجعلني *** أناشد الفكر والأفكار تُختَبر