نجوى القلم ..

7.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

قلمي يئنٌّ لوطأة الأحزانِ *** يبكي فيُوهِنُ بالخُطوبِ بياني

فمِدادُه ألمٌ بِمحبَرِة الأسى *** قِرطاسُهُ سِفرٌ مِنَ الأشجانِ

لـمَّا مددتُ يدي إليه كأنني *** أشفي بذا الشعرِ العليلِ جَناني

أو ربما أسلوبه عن حاضرٍ, *** قد دنَّسَ الأطهارَ بالأدرانِ

قال القُليمُ: إليكَ عني فابتعد *** يا من تعيشُ بذِلَّةٍ, وهوانِ!

ثم انزوى عني يُجلّلُهُ الضنى *** وصريرُه يحكي بغيرِ لسانِ

وغدا يقولُ، وكُنتُ أُنصتُ قَولَهُ *** مُتأَملاً عِبَراً بِه ومعاني:

البَس رِداءَ العِزّ يا أسد الشرى *** واصبِر فأنتَ بأغرَبِ الأزمانِ!

زمنٌ بِه ذلَّ العزيزُ، وأصبحَ الـ *** ــحُرٌّ الأَبيٌّ به منَ العُبدانِ!

ومشى العبيدُ بهِ على هاماتِهم *** وَمضُ الجُمانِ، ورونقُ التيجانِ

والحُرٌّ ليس لهُ بقايا عِزَّةٍ,ر *** إذ باعَها، وبأبخس الأثمانِ!

لكن..رأيتُك يا أخي حُراً تَذودُ *** عنِ الحنيفةِ أعظَمَ الطُغيانِ

ومُجاهداً ترنُو إلى قِمَمِ العُلا *** ومُناضِلاً بالصبر والإيمانِ

ما ضرَّ عزمَكَ أن تَصاغَرَ عزمُنا *** عن كُلِ فِعلٍ, صادِقٍ,، وبيانِ

فرَسَمتَ في بغداد أجمَلَ لوحةٍ, *** مصبُوغةٍ, بدَمٍ, طَهُورٍ, قانِ

قد صُنتَ عرِضَ الدينِ عن دَنَسِ الأُلى *** نَهَجُوا طريقَ الكُفرِ والشيطانِ

وَرَموا بِزُور القولِ دينَ محمدٍ, *** إذ ألبَسُوه غلالَة البُهتانِ

فأتيتَ يا أسدَ الوغى مُتوشِحاً *** سيفاً تصُونُ به حِمى القرآنِ

ما كُنتَ إلا بالحُقوقِ مُطالباً *** حتى تُقيمَ شوامِخَ البُنيانِ

حرّيةُ الإنسانِ حقُّ لازِمٌ *** قد أحكَمتهُ شريعةُ الرّحمنِ

حرّيةُ الإنسانِ أوّلُ مَطلبٍ, *** نادى بِه الإنسانُ للإنسانِ

حرّيةُ الإنسانِ أن يحيا على *** ما شاءَ مِن نهجٍ, بِغيرِ هوانِ

والدينُ لا إكراهَ فيهِ إذا انتهى *** عن ظُلمِ أهلِ الدينِ كلٌّ جبانِ

الغربُ نادى بالحُقوقِ بِزعمِهِ *** للإنسِ والأشجارِ والحيوان!

أينَ الحُقوقُ؟ وأينَ زعمُهُمُ الذي *** أمسى دَفينَ دفاتِرِ النسيانِ؟

يُعطي الحقوقَ لكل شعبٍ, كافِرٍ, *** ويَغُضٌّ طرفَ الجَورِ عن إيماني

يا مَن رفعتُم للتَحرٌّرِ رايةً *** خَفَّاقةً بالدينِ في الشيشانِ!

صُونُوا حِمى أُسدِ الوغى بِجهادكُم *** وامضُوا لِرَبٍ, راحِمٍ,، وجِنانِ!

النصرُ لاحَ وسوفَ تُشرقُ شمسُكُم *** لِتُزيلَ ليلَ الكُفرِ دونَ تواني

والحقٌّ يُوشِكُ أن يعُودَ لأَهلِهِ *** وَلَسَوفَ تُغلَقُ صفحةُ الأحزانِ


أضف تعليق