أيام الندم


 بسم الله الرحمن الرحيم

قد ندمنا

 

ثم يكسونا الندم

 

حين نمنا…

 

أو تركنا رملنا

 

من غير ماء…

 

أو دماء

 

حين أطرقنا لناعقة

 

وعازفة

 

وخوَّار الترانيم العتيقة

 

أو سمعنا ناعقاً قال: اصبروا

 

أو قوياً قد تراجع…

 

ما تحيَّز للفئة

 

ما تحرَّف للقتال

 

ثم يدعو أن نجاهد بالبكاء…

 

أو نرتِّل من مزامره القديمة

 

عند أعتاب الملاجئ

 

والمداجن

 

والجِراء

 

… … …

 

تلك أيام الشقاء…

 

لن تعودَ

 

قد ندمنا…

 

حين كنا دون قسَّام

 

وبتَّار

 

وهاون

 

… … …

 

قل:

 

لماذا لم نعبِّئ كل طفل…

 

كل شيخ…

 

بالقنابل … بالرصاص؟

 

سل:

 

لماذا لم ندقَّ خيامنا من سنينٍ, …

 

بين كثبان الرمال

 

ثم نزرع كل شبر باللَّغَم؟

 

أو لماذا لم نرابط …

 

فوق أيكٍ, كان يملأ أرضنا؟

 

ربما …

 

لو كان جنديٌّ هناك

 

لم تُقَلَّع سدرتي

 

زيتونتي

 

لم يدنِّس ذلك الخنزير بيت حانون

 

ورفح

 

أو يدمر من (جبالية) البيوت الآمنة!

 

ربما سقط الشهيد على الشهيد …

 

ثم ضمَّدنا الجراح

 

إنما بعد الندم …

 

صرت أبكي كل يوم

 

ألف جرح …

 

أو شهيد

 

أو ملايينَ الشجر

 

تلك أيام الندم

 

… … …

 

هل ظننتم أن مثلي سوف يرجع؟

 

قد صدقتم

 

نحن عُرب قد وُصفنا بالكرم

 

إنما …

 

للجود حدُّ

 

بعدها

 

فالأمر جدّ

 

كلما شدٌّوا نشدّ

 

… … …

 

لو صدقنا يا عدوّي

 

سوف نصبح كالأسود

 

ثم خذ منَّا الألم

 

لو صدقنا …

 

سوف تلتحف الندم

 

عند من أعطَوك ناصية المصير

 

عندها قلها

 

ولا تخش الندم:

 

هذا الكرم

 

لو صدقنا …

 

سوف تطلب أن تموت

 

أو تعود إلى البداية

 

حينها …

 

عز الندم

 

نحن نشكر في الصباح

 

وفي المساء

 

أنت تجعلنا نضمِّد جرحنا

 

أو نوحِّد في المعارك

 

صفنا

 

فانتظرنا

 

سوف تطلب أن تموت

 

بلا ندم

 

لن تموت وأنت ميت

 

سوف تبكي من دماكَ …

 

فانتظرنا في الشمالِ

 

وفي الجنوب

 

فوق رأسك

 

تحت ثوبك

 

ثم يكرهك الندم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply