بان الزمانُ الذي أذكى عزائمنا *** وجرّعتنا الليالي من مآسينا
أرى الأماني على أطلالِ مجلسنا *** يا ليتها بقيت دهراً تناجينا
ذكرتُكِ اليوم والأنفاس لاهثة *** وهمسةٌ من زمان الود تشجينا
ذكرتُ ليلى ونجوى القلب إذ نطقت *** بأحرفٍ, من مداد النور تشفينا
وليلة إذ سمت أنّات همّتنا *** في شطِّ دجلة والأشواقُ تحوينا
بغدادُ واصطفت الأحزان في لغتي *** وانسابَ دمع غزير من مآقينا
بكَت على مجدكِ الفتّانِ أفئدةٌ *** ترنو إلى العزّ من أمجاد ماضينا
وطائرُ الدّوح قد أضحى بلا نغمٍ, *** يسبي القلوبَ على أطرافِ وادينا
يا دارَ مجدٍ, أتاها اليوم حاصدُها *** وباتَ يرمقها شزراً أعادينا
كنتِ الثٌّريا على الدنيا وما فتأت *** بيارقُ النصر تعلو في روابينا
يا من رأى في ركابِ الحق معتصماً *** وحمحماتِ خيولِ الفتح تأتينا
وكفّ هارون إذ خطّت لنا مثَلاً *** أن سوف تعلم يا نقفور خافينا
بكِ الأماجد يا بغداد قد عشقوا *** ألحانَ قمريّة النهرين والتِّينا
يا دارَ أحمد ما أنت بهيِّنة *** ولست إلا وقاراً في مغانينا
طاف الصليبُ بأرض الطّهر فانتفضت *** أشاوسٌ تنصرُ التوحيدَ والدِّينا
باتت بك الدولةُ الكبرى بلا بصَرٍ, *** وبات أبطالُنا غرّاً ميامينا
يا ربّ قلب له من ربّه مددٌ *** أفعاله أذكرتنا اليومَ حطّينا
يا دهرُ هلاّ طويت اليومَ غابرنا *** وصغتَ حاضرنا صبراً وتمكينا
بغدادُ يا دوحة الإسلام إنَّ لك *** ترنيمة قد سمت من صوتِ حادينا
حمّلتُها نبضيَ الخفاقِ إذ قفزت *** لخاطري ذكرياتٌ من أمانينا
هبّي إلى الجنّة الخضراء وابتسمي *** فالنصرُ بعد قليلٍ, سوف يأتينا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد