ومـاذا بـعـد يا وطنا *** طواه الموت والنسيان؟!
وكـابـد لـيـله المأفون *** والأسوار والقضبان؟!
ومـاذا بـعـد يـا وطنا *** تلفلف فجره الأكفان؟!
ويـمـضـي نازفاً دَمَه، *** تحطّم قلبه الأحزان؟!
ومـا شـعرت به الدنيا *** وما ضجت له الأكوان!
وراح يـسـائـل الأزهار *** والأشجار والوديان:
لـمـن أحـكي روايتنا؟! *** ومن يحتاج للتبيان؟!
ومن حولي ترى يصغي *** سوى الوديان والكثبان؟!
ومن حولي ترى يصغي *** سوى القتلى بلا أكفان؟!
***
رمـيـت الـصوت بالمقلاع *** للأغراب والخلان
وهـل بيدي سوى المقلاع *** والأحجار والتحنان؟!
ولـكـن مـا سمعت *** سوى نعيق البوم والغربان
نـزعت الخوف من قلبي *** ورحت أطارد الطغيان
وهـل بـيدي سوى روحي *** وما تحياه بالإيمان؟!
سـأحـمـلـها على كفّي *** أفجر خلفها البركان
وأمـضـي رافعا رأسي *** وأرقب موكب الفرسان
عـسـى غـضبي وإيماني *** يحطم هذه القضبان
عـسـى غضبي وإيماني *** يحرك غضبة الوسنان
ولـكـن قد تمادى الليل *** وانتشرت قوى الطغيان
ومـا كـان الصدى إلا *** صياح الخوف والإذعان
***
ورحـت أراقـب الآفاق *** رحت أراقب الشطآن
أريـد صدى يجاوب *** صوتي المخنوق والبركان
ولـكن أين هذا الصوت؟ *** أين مواكب الفرسان؟!
أحـدق فـي ظـلام الليل *** خلف النهر والكثبان
ولكن أين هذا الصوت؟! *** أين بشائر الطوفان؟!
أنـا أذوي وهـذا الـدمّ *** مـلء الـنهر والوديان
وهـذا الـمـدفع الهمجي *** دوّى في يد القرصان
يـمـزقـنـي ولست سوى *** دم يجري بلا أكفان
عـلى الطرقات كان دَمِي *** يسيل وحوله البركان
***
أنـا أذوي وهـذا الـدمـع *** ملء العين والأجفان
وهـذا الـدمّ أنـزفـه *** وأروي نـهرنا العطشان
وأنـثـره عـلـى الآفاق *** محموما وفي الشطآن
أفـجـره مـع البركان *** رغم الصمت والخذلان
ولـسـت أموت يا وطني *** برغم عناكب النسيان
ومـا نـسـجت حبائلها *** على الأبواب والجدران
فـرغـم الصمت ما زالت *** تلوح مواكب الفتيان
وتـنبت من جذور القهر *** فوق السطح كالريحان
وتـمـلأ هـذه الـدنـيـا *** بنور الحق والإيمان
أراهـا قـد دنـت حـقا *** وهذا موكب الفرسان!
تـلـوت الـيـوم قرآناً *** وهذا منطق القرآن!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد