الفتى المضطر

720
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

قـال الـفـتـى: والله لـم أُزوِّرِ * * * وثـيقـةً غـيـرَ جـوازِ السـفرِ

أحـمـلـه مهـاجـراً مشــرِّداً * * * لـيس اختياراً لي، ولكن قـدري

مـن لم يـكن يعجبُــه فليأتنـي * * * بـغيـره، إن شـاء، أو فليعـذُرِ

بـه أجــوب دولـةً فـدولـة * * * وإنَّ فـي الحـدود بعض الخطـرِ

لـكـلِ شـرطيٍّ, أُريـه واثـقـا * * * مـحدِّقاً كالصـقر فـيـه نظـري

فـيختـم الشـرطي فيـه ختمـه * * * لا يـرفـض الأمر، وإن لم آمُـرِ

ولـيس من أعـجوبـةٍ,، وإنمـا * * * تـيســير ربٍّ, راحـم مقـتـدرِ

يـا سادتي مالي مع التزوير، من * * * هـوايـة، أو نسَــبٍ,، أو وطـرِ

ولـسـت معدوم الضمير، لا، ولم * * * أكن، ولو يـومـاً، عديـمَ النظـرِ

لـكنـني الهـاربُ مـن جـلاده * * * المفتـري المعـربـد المسـتهتـرِ

لا أقـبـل الظلم، ولا أرضى بـه * * * هل يقبل الطغيـانَ قلبُ الحجـرِ!؟

يـا سـادتـي، ما رأيكم لو أنكـم * * * في موضعي، أُعيذكم من ضـررِ

بالله هـل تمشـون للموت علـى * * * أقـدامـكـم، كيائـس منتحـرِ!؟

ألـيـس مما يُغـضِـبُ الله الذي * * * بـالعمر جاد، مسلَكُ الذلِّ الزَّري!؟

والـعمرُ! كم عمراً ليستغني الفتى * * * عـن واحدٍ, منهـا لنذلٍ, مفتـري!؟

* * *

بالله يـا ناسُ، ويا أهـلَ الحِجـى * * * والـذَّوقِ والـضميـرِ والتحضـرِ

مَـن بـيننا المزوِّرُ المحتالُ، مَن!؟ * * * أهـوَ أنا!؟ أم النظـامُ العسـكري؟

مـن لـم يدع شـيئاً على ربوعنا * * * شـيـئاً لـوجـه الله لـم يُـزَوَّرِ

ولـيـس بالمضطـرِّ، إلا أننـي * * * زوّرتُ مـضطراً جـواز السـفرِ!

كـلٌّ الـبلاد انطلـقت نحو العـلا * * * إلا بـــلادي، فَهـي للمنحـدَرِ

فـيـها حذاءُ (الأمن) في استهتارهِ * * * يـدوسُ رأسَ الـعالـمِ المفـكـرِ

يـمـعنُ في الظلمِ وفي النَّهب معاً * * * لا يـستحي، بل يزدهي بالمُنكرِ!؟

يـا مـوطنـاً يـدورُ في دائـرةٍ, * * * مـقفلةٍ,، ما الحـلٌّ إن لم تُكسَـرِ!؟

الـقـلـبُ مشـتاقٌ، وتـوّاقٌ إلى * * * يـوم ربـيعـيٍّ,، جميلٍ,، مُزهـرِ

نـعـيـش فيه مثلّ خلقِ اللهِ فـي * * * بـلادنـا، نحـيا حيـاةَ البشــرِ

نـحـيا بها، رؤوسُـنا مـرفوعةٌ * * * لا تـنحـني لـمجـرمٍ, مُسـتكبرِ


أضف تعليق