بروج الوهم

2.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

مـا بـالُ بُـلـبلنا بُحّت معازفُهُ!! * * * ومـربَـعُ الـفـكرِ قيدٌ في فيافينا

أصـختُ للصوتِ إذ يشجو بلا أملٍ, * * * والـحـالُ بـعدَ رحيلِ العزِ يُدمينا

حـتـى إذا سُـمعت أشجانُ عازِفنا * * * شَجَت رحى اليأسِ أفراحَ الصبا فينا

بـغـدادُ مـن بَقَرَ الأحشاءَ مستعِراً * * * أو سـاقَ مـقـدسنا للذبحِ في سينا

بـغـدادُ يـا جـبـلاً دُكّت معاقلُهُ * * * فـي لحظةٍ, قد تداعى النصرُ مغبونا

لـيـسـقنا الأفقُ قيظاً في مراجلِنا * * * مـن غـيظهِ حمماً تُرمى وغسلينا

كـلٌّ الـلآلـئ هـمُّ في مصارفِنا * * * لـو كـان يُـطعمنا أو كان يَسقينا

مـا بـالُ بـلـبلنا قد عافَ مأكلَهُ * * * والـنـاسُ فـي شَرَهٍ, والتَّخمُ يُردينا

والـبـدرُ يـرقُبُنا والشمسُ تحرقُنا * * * والـبـحـرُ يـشربُنا والنارُ تكوينا

والـذئـبُ قـد حلَّ بالبيداءِ يُزلفُنا * * * فـي غـمرة الوحلِ والإذلالُ حاوينا

قـد بـاتَ يرتعُ والأترابُ في جذلٍ, * * * فـقـالَ في نشوةٍ,: هل مَن يُعادينا؟

فـهـذه مـن رياضِ المجدِ ترسُمنا * * * والـزيـتُ والطلٌّ والأهوارُ تَروينا

يـا راقـداً في بروجِ الوهم منتشياً * * * الـذبـحُ آتـيـكَ لـو تدري وآتينا

لا تـسـلـبنَّ عيونَ الطٌّهر مجتهداً * * * أو تـحـطـمـنَّ بيوتاً عهدها فينا

يا من ترى من سرى للحتفِ منتظراً * * * حـيـنَ الأحـبـةِ إذعـاناً لواشينا

سـاهـم بـقـلـبكَ إيماناً ومحتسباً * * * صـونَ العذارى بدنيانا ترى الدِّينا

مـا بـالُ نـفـسكَ قد أبسلتَها ندماً * * * ونـورُ عـمـركَ جهراً قال: آمينا

بـاتـت نخيلُكَ في البطحاءِ سافرةً * * * والـنـوقُ حـائـرةٌ والخيلُ تبكينا

وضـوءُ نـجـمكَ في أسفارهِ وهنٌ * * * يـشـتـاقُ يـوماً يرانا أو يلاقينا

حـدّث لـعمركَ عمّا كان في زمنٍ, * * * قـد صـيـغَ من فلقٍ, والحبٌّ كافينا

حـتـى إذا بـكتِ الأيامَ روضتُها * * * كـانـت حصاداً وكانت من مآسينا

كـأنـمـا نُـثـرت آلامُنا صوراً * * * ونـصـرةُ الـحق إرهابٌ بدا فينا

ولـونُ أقـبـيةٍ, بالحزنِ قد صُبِغت * * * نـصحو على عجبٍ, يُردي المُحبينا

ذاكَ الـجـمـانُ قـروحٌ في أيادينا * * * وحـبـةُ الـرمـلِ ودقٌ في مآقينا

وربـةُ الـشعرِ والأزلامُ في نَصَبٍ, * * * والـكـلٌّ فـي تـيههِ تاجٌ يواسينا

قـم واسـتقم واتركِ الدنيا وخدعتُها * * * كـم جدعت قلبَ ذي نابٍ, وعِرنينا

واسلك سبيلَ العُلا في حُسنِ مطلعهِ * * * إنَّ الـحـوادثَ أسـيـافٌ تُقاضينا

دعِ الـتـجـاربَ فـي مرآةِ مُعتبرٍ, * * * أو اقـضِ ما أنتَ قاضٍ, فيه تمكينا

وانظر لكلِّ نبات الأرضِ واسق له * * * عـيـونَ مـزهـرةٍ, فـيها تصافينا

ولـو رأى الشوكُ من أدمى بشوكتهِ * * * لـصـاغَ دمـعـتَهُ ورداً ونسرينا

وصـارَ شـوقاً بلا شوكٍ, يحاطُ بنا * * * ونـرجـسـيٌّ الهوى عشقاً يُغشّينا


أضف تعليق