الموؤود

4.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

تمـرٌّ الـليـالي ببـطءٍ, عليه * * * ومـا زال فـي قـبره ثاويـا

يقلِّـب في صمتها الذّكـريات * * * حـزيـناً، وآونــةً بـاكيـا

يعدٌّ..ثمانين..ألفاً.. وما مـن * * * ضـياء يـلوح لـه سـاريـا

فما ثمَّ غيرُ الفـراغ الرهيـب * * * يـحاصره، عـابثاً، لاهـيـاً

و يـمحـو مسـافاتِ أشيائـهِ * * * فـيُـبدي قريب المدى قاصيا

ويخلط ألوانها، البيضَ، والسٌّود * * * والـخُضرَ، والأحمر القانـيا

ويرميه شِلواً شتيت الخـيـال * * * جـريـح الرٌّؤى، مُغضباً وانيا

يـبـثٌّ الـدجـى كلَّمـا زاره * * * مـواجـعه، ذاهـلاً، ساهـيا

أيُدفن حيـاً!؟ وفي أرضـه!؟ * * * وكـان بها رائـحاً غـاديـا!

أيـدفن حيـّاً أمـام العـيـون * * * فـتـغضي، وكان لها هاديـا؟

أيـدفـنـه من تـألَّـهَ عبـداً * * * ويـرفـعُ أذنـابـه عالـيـا؟

وما السجن والقبر!؟ يا رُبَّ قبرٍ, * * * أعـزّ، ومَـيتٍ, رثى عانـيا!

* * *

تـواطأ أهـلُ الزمـان علـيه * * * وألـقـوه فـي سجـنه نائيـا

تواطـأ هـذا، وذاك، وذلـك * * * لـمّـا رأوا وهجَـه الحانيـا

بـظـلم يفـتٌّ فـؤاد الجمـاد * * * وصـمـتٍ, يـشجِّعه راضيـا

فـظائع يفـزع منـها الخيال * * * ويـهـرب منها الأسى حافـيا

فـوا شـقـوتاه لهـذي الحياة * * * وقـد مـارست خزيها ضاريا

وقـد دفـنـته، ومـا زال حياً * * * كـوهـم، فما تذكرُ الماضـيا

يعيش وأشـباحـه في الظلام * * * قـريـر السريرة، أو شاكـيا

ويسـأل عـن أهـله، يَكـفٌّ * * * الـسـؤال، ويحيا به صاديـا

وعـن أمنـيات غـدون رماداً * * * وعُـمـرٍ, غـدا من مُنىً عاريا

يظـلٌّ يفكّر حـتى الصـباح * * * لـيـرجع من فـكره خاويـا

هـنـالـك، لم يلـقَ إلا الإله * * * يـكـون لـه المؤنس الآسـِيا


أضف تعليق