تمـرٌّ الـليـالي ببـطءٍ, عليه * * * ومـا زال فـي قـبره ثاويـا
يقلِّـب في صمتها الذّكـريات * * * حـزيـناً، وآونــةً بـاكيـا
يعدٌّ..ثمانين..ألفاً.. وما مـن * * * ضـياء يـلوح لـه سـاريـا
فما ثمَّ غيرُ الفـراغ الرهيـب * * * يـحاصره، عـابثاً، لاهـيـاً
و يـمحـو مسـافاتِ أشيائـهِ * * * فـيُـبدي قريب المدى قاصيا
ويخلط ألوانها، البيضَ، والسٌّود * * * والـخُضرَ، والأحمر القانـيا
ويرميه شِلواً شتيت الخـيـال * * * جـريـح الرٌّؤى، مُغضباً وانيا
يـبـثٌّ الـدجـى كلَّمـا زاره * * * مـواجـعه، ذاهـلاً، ساهـيا
أيُدفن حيـاً!؟ وفي أرضـه!؟ * * * وكـان بها رائـحاً غـاديـا!
أيـدفن حيـّاً أمـام العـيـون * * * فـتـغضي، وكان لها هاديـا؟
أيـدفـنـه من تـألَّـهَ عبـداً * * * ويـرفـعُ أذنـابـه عالـيـا؟
وما السجن والقبر!؟ يا رُبَّ قبرٍ, * * * أعـزّ، ومَـيتٍ, رثى عانـيا!
* * *
تـواطأ أهـلُ الزمـان علـيه * * * وألـقـوه فـي سجـنه نائيـا
تواطـأ هـذا، وذاك، وذلـك * * * لـمّـا رأوا وهجَـه الحانيـا
بـظـلم يفـتٌّ فـؤاد الجمـاد * * * وصـمـتٍ, يـشجِّعه راضيـا
فـظائع يفـزع منـها الخيال * * * ويـهـرب منها الأسى حافـيا
فـوا شـقـوتاه لهـذي الحياة * * * وقـد مـارست خزيها ضاريا
وقـد دفـنـته، ومـا زال حياً * * * كـوهـم، فما تذكرُ الماضـيا
يعيش وأشـباحـه في الظلام * * * قـريـر السريرة، أو شاكـيا
ويسـأل عـن أهـله، يَكـفٌّ * * * الـسـؤال، ويحيا به صاديـا
وعـن أمنـيات غـدون رماداً * * * وعُـمـرٍ, غـدا من مُنىً عاريا
يظـلٌّ يفكّر حـتى الصـباح * * * لـيـرجع من فـكره خاويـا
هـنـالـك، لم يلـقَ إلا الإله * * * يـكـون لـه المؤنس الآسـِيا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد