قرأتُ في جريدة الجزيرة الحبيبة العَدد (11693) الأحد 19 من شعبان 1425هـ قَرأتُ مقالةً للأستاذ/ حماد بن حامد السالمي غفر الله له عنوانُها (أصوات من داخل المعاهد العلمية..أريحونا من هذا العذاب..؟!) فأحببتُ أن أُجيبَهُ شعراً لا نثراً فكانت هذهِ القصيدةُ التي أُهديها إليه مع شُكري وتقديري الدَّائمين...
لكِ يا مَعَاهدُ فِي القُلُوبِ مَعَاهِدُ *** تَنمُو نُهَىً فِي حِضنِهَا وَسَوَاعِدُ
عَينَاكِ لِلشَّهدِ الـمُذَابِ جَدَاوِلٌ *** وَيَدَاكِ لِلأَلَقِ الـمَهِيبِ رَوَافِدُ
سَطَعَت رِسَالَتُكِ العَظِيمَةُ فَانجَلَت *** ظُلَمٌ وَعَانَقَتِ النَّجَاحَ مَقَاصِدُ
نَظَرَت لَكِ الأَيَّامُ نَظرَةَ مُكبِرٍ, *** وَافتَرَّ طَارِفُ مَجدِهَا وَالتَّالِدُ
وَإِلَيكِ كَم عَادَت شَوَارِدُ حِقبَةٍ,! *** لَولاَكِ ما كَانَت تَعُودُ شَوَارِدُ!
لَكِ يَا مَعَاهِدُ أَلفُ أَلفِ خَمِيلَةٍ, *** لاَ يُنكِرُ الإِحسَانَ إِلاَّ جَاحِدُ
أَغصَانُهَا تَلهُو عَلَى كَتِفِ السَّمَاءِ *** وَجِذعُهَا رَغمَ العَوَاصِفِ صَامِدُ
وَأُصُولُهَا تَندَاحُ فِي عُمقِ الثَّرَى ***مَا عَاقَ أَنهَارَ الثَّبَاتِ جَلاَمِدُ
وَقُطُوفُهَا بِالـحَقِّ دَانِيَةٌ وَكَم *** طَابَت بِأَلوَانِ القُطُوفِ مَوَائِدُ!
وَأَقَلٌّ مَا فِيهَا ظِلالٌ وَارِفَاتٌ *** بِالـهُدَى أَينَ الرَّشِيدُ الرَّاشِدُ؟
طُوبَى لَهَا وَلِمَن رَوَاهَا سَاكِباً *** مَاءَ الكِفَاحِ وَلِلكِفَاحِ شَوَاهِدُ
لَكِ يَا مَعَاهِدُ جِئتُ مَشبُوبَ الـحَشَا *** وَعَلَيَّ مِن زَفَرَاتِ شِعرِي شَاهِدُ
أَبصَرتُ فِيكِ مَنَاهِلاً رَقرَاقَةً *** مِن فَيضِهَا الصَّافِي تَفِيضُ مَحَامِدُ
وَرَأَيتُ أَلوِيَةَ الـمَكَارِمِ وَالتٌّقَى ***يَدعُو إِلَيهَا مِن بَنِيكِ أَمَاجِدُ
وَرَأَيتُ نُورَكِ شَقَّ أَستَارَ الدٌّجَى *** فَتَوَشَّحَتهُ مَدَارِسٌ وَمَسَاجِدُ
وَرَأَيتُ حَقلَ الـخَيرِ أَثمَرَ زَرعُهُ *** لِلحَاصِدِينَ فَكَيفَ تَاهَ الـحَاصِدُ؟
هَا أَنتِ لِلوَطَنِ الـمُسَافِرِ فِي السَّنَا *** كَالرٌّوحِ لَولاَهَا الـجُسُومُ هَوَامِدُ
لَكِ يَا مَعَاهِدُ كُلَّ فَضلٍ, لَم يَزَل *** يَسعَى الأَنَامُ لِرَدِّهِ وَيُجَاهِدُ
شَيَّدتِ بِالعِلمِ الـمُؤَصَّلِ أَنفُساً *** سَمَقَت وَقَد ثَبَتَت لَهُنَّ قَوَاعِدُ
وَمَلأَتِ أَجوَازَ الفَضَاءِ بَيَارِقاً *** خُضراً لَهَا فِي كُلِّ قَلبٍ, عَاضِدُ
وَرَسَمتِ لِلأَجيَالِ دَرباً لَم تَحِد *** فِيهِ الـخُطَا ثِقَةً وَضَلَّ الـحَائِدُ
إِن أَنسَ مَا أَنسَى بَرَاعِمَ أَحرُفِي *** وَعَلَى يَدَيكِ نُمُوٌّهُا الـمُتَصَاعِدُ
أَرضَعتِنِي لَبَنَ العَقِيدَةِ سَائِغاً *** وَمَنَحتَنِي عَزماً فَشَدَّ الـسَّاعِدُ
أَيَكُونُ رَدٌّ الفَضلِ نَسجَ قَصِيدَةٍ,؟ *** يَا لَيتَهَا تُوفِي الشٌّعُورَ قَصَائِدُ!
لَهَجَت بِهَذَا الفَضلِ أَلسِنَةُ الوَرَى *** سِيَّانَ فِيهِ أَقَارِبٌ وَأَبَاعِدُ
لاَ غَروَ إِن مَنَحُوكِ أَوسِمَةً فَمَا *** خَطَّت أَنَامِلُكِ التَّقِيَّžةُ خَالِدُ
فَليَحفَظِ اللهُ الـمَعَاهِدَ مَا شَدَت *** قُمرِيَّةُ الوَادِي وَسَبَّحَ سَاجِدُ
سَيَظَلٌّ مَن بَعدِي يُرَدِّدُهَا هَوَىً *** لَكِ يَا مَعَاهِدُ فِي القُلُوبِ مَعَاهِدُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد