الأستاذ الكبير ... الزمان

1.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

تحيا... وعقلُك يحضى من تجارِبه *** ونورُ فكرِك مزدانٌ به الفَلَقُ

تحيا... وتعرف في الأيام خافيها *** ويبصر الغيب منك القلب والحدَق

تحيا... تعايش أحوالاً منوعة *** تتلو لها آية في لفظها الطّبق

فكنت تحمد في الأشياء ظاهرها *** واليوم جاءك من أعماقها الأرَقُ

وصرت تضحك مما كنت تبغضُه *** وقد يجيئك مما تشتهي الزهقُ

تحيا... وسيفك ينبو في مضاربه *** وحظّك اليوم من دنياك مخترقُ

ورب مكثر ضربٍ, حزّ مفصلها *** وصار من حظه الإسعاد والعبقُ

تحيا... وقلبُك ملتاعٌ تبعثره *** مصائبُ العيش والأشجانُ والحرقُ

وكان يعجبك الأغمارُ إذ زعموا *** فقلت بعدُ بأنّ الزعمَ مختلقُ

فأكثرُ الناس زيفٌ في حقيقته *** دوّى لهم صوت إرعادٍ, وما برقوا

في الناس خيرٌ وأبطال وتعرفهم *** وأغلبُ الناس في أخلاقه نزقُ

ولا يساوي جنيها بعض من نجد *** وبعضهم لا يساوي قدره الورقُ

تحيا... تغوص المحيطات التي مُلِئت *** أسرار دنيا... وقد يودي بك الغرقُ

تحيا.... وتبصر إخواناً تمزّقهم *** يد العدو ويفري فيهم القلقُ

يُشجيك أن تُبصر الإخوان في كلف *** وبينهم حلّت الأحقادُ والفرقُ

أمنت أشياء كان الخوف صاحبها *** وحلّ في ساحتي ما تأمنُ الفرقُ

وأنورت ليلة أرخت معاطفها *** وعاث في وجه شمس البائن الغسقُ

تحيا... تغيّر مفهوم الحياة فما *** تبقى على فهمك الماضي وتختلقُ

وسوف تلقى أحباء وتعشقُهم *** لكن سيذهب معشوقٌ ومن عشقُوا

تحيا... يصافيك من تهوى مماتهم *** وقد يلاقيك من أحبابك العققُ

وكنت تسمع إطراءً وتحسبُه *** صدقًا... وما ثم إلا المينُ والملَقُ

تحيا... وفي عينك الإشراق مؤتلقٌ *** وسوف يبدع في تلوينه الشفقُ

هذي حروفي... وفي أصدائها حِكَمٌ *** سطّرتها بدمي والشاهدُ الغسقُ

تغير الفكر عندي بعدما وَهَنت *** ساقي وبان على أشباهيَ الرهقُ

أخي..أتبغي خلاص النصح من عمري *** اعمل لأُخراك... ثم الأنس والألقُ


أضف تعليق