بسم الله الرحمن الرحيم
الـحمدُ لــــلــــهِ وبــــعــــدُº
كنتُ أبحثُ في مكتبتي، وإذ يدي تقعُ على كتابٍ, من مؤلفات الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني - حفظه الله -، وعنوانه \" من أصول التحقيق. العنوان الصحيح للكتاب. تعريفهُ وأهميتهُ. وسائل معرفتهِ وإحكامه. أمثلةٌ للأخطاءِ فيهِ \"، والذي شدني في الكتاب الأسماء الحقيقية لكثير من كتب السنة، والتي كنتُ أظن أنها أسماءٌ حقيقيةٌ لها كما ظن غيري.
وكتاب الشيخ اشتريته حين طبع [الطبعة الأولى. غرة جماد الآخرة 1419هـ]، ولكني لم أطلع عليه، بل وضعته في المكتبة، واحتجت إليه في أمر ما، فوجدت فيه فوائد جمة في بابها، من أهمها الأسماء الحقيقة لكتب السنة.
وفي هذا المقال نقف مع هذه الأسماء كما قررها المؤلف، ونقف مع فوائد أخرى ذكرها الشيخ في الكتاب. نسأل الله أن ينفعنا بها.
وحاجة طالب العلم إليها أشد من غيره، إلى جانب معرفة الناس لهذه الأسماء من الأهمية بمكان.
أما الطريقة التي سأتبعها في ذكر هذه المؤلفات فستكون على ترتيب حروف المعجم كما فعل الشيخ الشريف حاتم في آخر الكتاب، فقد وضع فهرسا في (ص 109 112) بعنوان \" فهرست أسماء الكتب المصوبة على حروف المعجم بأسمائها التي طبعت عليها \"، إضافة إلى ذلك، أذكر ما علق به الشيخ على كل مؤلف بشيء من التصرف الغير مخل.
وطريقة الشيخ أنه يكتب العنوان الخطأ، ثم يعلق بما يبين العنوان الصواب.
ولنشرع بعون الله مع المؤلفات.
1 - الأجوبةُ المُرضِيةُ فيما سُئل - السخاوي - عنه من الأحاديث النبوية.
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 80): طُبع هذا الكتاب بهذا العنوان، واستوفقني فيه ما استوقفني من العنوان السابق، وهو عدم صحة السجعة! لأن كلمة (المُرضِيَة) ضبطت في المطبوعة بضم الميم وسكون الراء وكسر الضاد وفتح الياء المخففة. وتخفيف الياء هو الذي دلني إلى أن الصواب يجب أن يكون (المَرضِيَّة) بفتح الميم وسكون الراء وكسر الضاد وفتح الياء المُشددةº وعلى هذا تصح السجعة!!
وليس هذا فقط، فالاسم الصحيح، كما في النسخة الأصلية، هو (الأجوبة المَرضِيَّة فيما أُسألُ عنه من الأحاديث النبوية): للسخاوي. ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
الأجوبة المرضية: للسخاوي تحقيق د. محمد إسحاق محمد إبراهيم. الطبعة الأولى (1418هـ). دار الراية: الرياض (1/21/ من مقدمة التحقيق).
2 - أخبار المكيين لابن أبي خيثمة.
تحت عنوان \" إحكام كتابة عنوان الكتاب \" ضرب أمثلةً في موضوع سوء إخراج عنوان الكتاب، والخطأ في ترتيب مقاطعه وجُمَلِهِ وفي أحجامها صغرا وكبرا وفي إبراز ما حقه أن يكون دون غيره في البروز.
فقال (ص 100): وكتاب (التاريخ) لابن أبي خيثمة (ت 279هـ). طُبع منه جزء يتضمن تراجم المكيين، باسم (أخبار المكيين من كتاب التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة). وكان الأصوب أم يُسمَّى بـ (التاريخ)، ثم يكتب تحته بخط أصغر وبين قوسين (جزءٌ يتضمن أخبار المكيين). ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
أخبار المكيين: لابن أبي خيثمة تحقيق إسماعيل حسن حسين. الطبعة الأولى (1418هـ). دار الوطن: الرياض.
3 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (ت 446 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 74): طبع هذا الكتاب بهذا العنوان، والصواب هو (منتخب كتاب الإرشاد) بانتخاب وانتقاء أبي طاهر السِّلَفي (ت 576هـ).
فقد جاء في أحد سماعات الكتاب هذه العبارة: \" سمع الجزء كُلَّه على منتخِبِه من كتاب (الإرشاد) الشيخ الإمام العالم الحافظ صدر الحفاظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السِّلَفي الأصبهاني \"
وخُتم الكتاب بهذه العبارة: \" آخر الجزء العاشر من انتخاب الإمام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السِّلَفي \".
وقد قال الذهبي من قَبل في (سير أعلام النبلاء 17/666) عن الخليلي: \" وَمُصَنِّفُ كِتَابِ (الإِرشَادِ فِي مَعرِفَةِ المُحَدِّثِينَ)، وَهُوَ كِتَابٌ كَبِيرٌ انتَخَبَه الحَافِظُ السِّلَفِيٌّ. سَمِعنَا(المُنتَخَبَ).
وقد حاول محقق الكتاب تأويل هذه العبارات، لكي لا يكون الكتاب الذي يحققه منتخب الإرشاد، فلم يُصب في ذلك!! فالعبارات السابقة واضحة بخلاف ما ذهب إليه، إضافة إلى نقص في الكتاب عن نُقُولِ بعض أهل العلم منه، مما يدل على أن الموجود من الكتاب لا يُمثِّلُ الكتاب بأكمله. ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
الإرشاد إلى معرفة علماء الحديث: للخليلي تحقيق د. محمد سعيد بن عمر إدريس. الطبعة الأولى (1409هـ). مكتبة الرشد: الرياض (1/104).
4 - أسامي مشايخ الإمام البخاري لابن مندة (ت 395 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 78): طُبع الكتاب بهذا العنوان، مع أن الذي جاء على غلاف أصله المخطوط هو: (تسمية المشايخ الذين روى عنهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله - في كتابه الجامع الصحيح الذي صنّفه).
ومن فوائد هذا العنوان الصحيح أنه لا يوهم بأن المؤلف (وهو ابن منده) أراد ذكر جميع شيوخ البخاري الذين روى عنهم في كتبه كلِّها، كما يوهمه ذلك العنوان الخطأ، بل إنما أراد جَمعَ شيوخه في الصحيح فقط. ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
أسامي مشايخ البخاري: لابن مندة تحقيق نظر محمد الفريابي. الطبعة الأولى (1412هـ). مكتبة الكوثر: الرياض (19).
5 - إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث لابن قتيبة (ت 276 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 82): طُبع الكتاب بهذا العنوان، والصواب في اسمه: (إصلاح الغلط في غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله -). فكذلك سُمي الكتاب على غلاف نسخة الكتاب الأصلية، وكذلك سماه ابن خير في (فِهرِستِهِ) لكن بزيادة كلمة، حيث سماه (إصلاح الغلط الواقع في غريب الحديث لأبي عبيد). ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
إصلاح غلط أبي عبيد: لابن قتيبة تحقيق عبد الله الجبوري. الطبعة الأولى (1403هـ). دار الغرب: بيروت (29).
6 - الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به لأبي بكر الباقلاني (ت 403 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 90): طُبع الكتاب بهذا العنوان، فبين فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه الجليل (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) أن الصواب في اسم الكتاب هو (رسالة الحُرّة)، وذكر أدلة ذلك. ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز جهله: للباقلاني. تحقيق عماد الدين أحمد حيدر. الطبعة الأولى (1407هـ). عالم الكتب: بيروت.
7 - البحر الزخار المعروف بمسند البزار للإمام أبي بكر البزار (ت 292 هـ).
قال الشيخ الشريف خاتم (ص 65): طُبع الكتاب الجليل بهذا العنوان، بتحقيق محفوظ الرحمن زين الله (ت 1418هـ). مع أن جميع النسخ التي اعتمد عليها المحقق لم يأت فيها بهذا العنوان، وإنما سُمِّي الكتاب فيها بـ (مسند البزار). ولعل أصل العنوان هو (المسند) فحذفت الألف واللام وأُضيف اللفظ إلى مصنف الكتب، كما حصل مع أمثاله من كتب المسانيد.
وقد تكلم عن ذلك، ورَّد ذلك العنوان، الأخ الفاضل فيصل بن عابد اللحياني في رسالته للماجستير بجامعة أم القرى (مسند البزار تحقيق ودراسة لجزء من مسند أبي عباس). ا. هـ.
8 - بغية الراغب المتمني في ختم النسائي للسخاوي.
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 79): طُبع هذا الكتاب بهذا الاسم، والصواب في اسمه دلّني عليه عدم تمام السَّجعة في العنوان، تلك السجعة التي اعتدناها من السخاوي ومعاصريه في أسماء مصنفاتهم! فرجعت إلى نماذج المخطوطة في أول تحقيق الكتاب، فوجدت عنوانها كالسابق، لكن بإضافة (رواية ابن السٌّنِّي) في آخر العنوان!!
ومن فوائد هذه الإضافة: بيانُ موضوع الكتاب، وأنه خَتمٌ متضمِّنٌ الكلام عن (المجتبى) للنسائي، الذي برواية ابن السٌّنِّي عن النسائي. وبهذا نعلم أنه ليس ختما للسنن الكبرى للنسائي، الذي ألف فيه السخاوي كتابه الآخر، المسمى (القول المعتبر بختم النسائي رواية ابن الأحمر). ا. هـ.
طـبـعـةُ الـكـتـابِ:
بغية الراغب المتمني للسخاوي تحقيق د ز عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف. الطبعة الأولى (1414هـ). مكتبة العبيكان: الرياض (19).
9 - البيان والتبيين للجاحظ (ت 250 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 83): طُبع هذا الكتاب الأصيل من كتب الأدب بهذا العناون، بتحقيق شيخ المحققين عبد السلام محمد هارون، وطبع أربع طبعات بتحقيقه، كلها بالعنوان السابق. ثم أُجري مع شيخ المحققين حوارٌ سنة (1401هـ) بمجلة الفيصل السعودية في العدد (54) منها، ونُشر هذا الحوار ضمن كتاب (قطوف أدبية). وقد صَوّب في هذا الحوار اسم كتاب الجاحظ، وذكر أن صوابه هو (البيان والتبيٌّن) بياء واحدة مشددة مضمومة، ودلل بأدلة تعجب معها كيف خالفها هذا المحقق القدير (عليه رحمة الله)!! ويكفيه أنه لما أخطأ صَوّبَ خطأه بنفسه، حتى قال في آخر كلامه: \" وسأعيد هذه التسمية الصحيحة إلى نصابها في الطبعة الخامسة إن شاء الله \". ا. هـ.
10 - التاريخ الصغير للبخاري.
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 58): طُبعَ هذا الكتاب بهذا العنوان غير طبعة، والصواب أنه (التاريخ الأوسط) للبخاري.
ذكر ذلك ودلل عليه أبو عبد الله محمود بن محمد الحداد في (فهرس مصنفات البخاري). ا. هـ.
وقد استبعد الشيخ أن يُسمِّي البخاري كتبه الثلاثة بـ (التاريخ الكبير) و (التاريخ الأوسط) و (التاريخ الصغير)، ودلل بكلام طويل يُرجع إليه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد