أشواق حلبية

4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى وجـه الحبيبـة هل تتـوقُ *** وقد رحل الشـبابُ؟ أما تُفيقُ!؟

لقد فارقتَهـا عشـرينَ عـامـاً *** وأنـت لوجههـا أبداً مَشُـوقُ!؟

ألم تنسَ الهوى يومـاً؟ أتبقـى *** يُـذكِّرُك الهـوى قلبٌ خَفُـوقُ؟

أتأسـى حينَ تذكـرُها وحيـداً *** ووجهُـكَ باسـمٌ فينـا طليـقُ؟

وتبقى واثقـاً بالعَـودِ يـومـاً *** وهل أجداك في يـومٍ, وُثـوقُ؟

ألم يمُـتِ الحنيـنُ مع الليالـي *** وطبعُ الموتِ بالدنيـا لصـيقُ؟

رُويدكَ، قد هرِمتَ، وأنت ترجو *** لـقـاءً، ما لموعـدِه طريـقُ

أتبقى في هوى حـلبٍ, شـغوفاً *** ولو صَدَّت، ويُرضيكَ العُقوقُ!؟

كـذا قال العَذولُ، ورُبَّ قـولٍ, *** يُسيءُ، وربَّ قـولٍ, لا يـروقُ

نـعـم، إني أحِـنٌّ إلى رباهـا *** وبي من بُعدِها كـربٌ وضيـقُ

أأنـساها!؟ محالٌ، كيف أنسـى *** صبـايَ هـناك، إني لا أُطيـقُ

رضـعتُ حلاوةَ الإيمانَ فيهـا *** وغذَّى مُهجتي المجـدُ العريـقُ

ربـيـعٌ مـرَّ بي فيهـا أنيـقٌ ***تعقَّبَ حُسـنَهُ الزَّاهـي حـريقُ

وجـاس خـلالَها، من غيرِ ذنبٍ, ***جنتهُ، الموتُ والرعبُ الصَّفيـقُ

وشـرَّدنـا الرفاقُ، بكل أرضٍ,*** ولم يرفُـق بنـا يومـاً رفيـقُ

دعُـونـا مـن زمانٍ, ليـس فيهِ *** من الذِّكـرى جَمالٌ أو رحيـقُ

فـإن اللهَ بـالمـاضـي عليـم *** وعـنـدَ اللهِ ميـزانٌ صـدوقُ

نـحـبٌّ بـلادَنا، ولنا عليهـا *** حقـوقٌ، والبلادُ لهـا حقـوقُ

فـيا حلبُ اعتُبي أو فاعذرينـا *** إذا غِبـنا، ولومي من يـعوقُ

وإن قُـلـنـا نحبٌّـكِ صدِّقينـا *** فنحـنُ الأهلُ، أهلُكِ، والصديقُ

لـيـالي الغربةِ الظلماءِ طالـت ***أعيبٌ أن نقولَ: متى الشٌّروقُ!؟


السابقدعاء
التاليشكوى
أضف تعليق